من أساسيات النجاح في الحياة، أن تمتلك مهارة اتخاذ القرار.
ستتعرض للكثير من المواقف الصعبة التي ستتعبك، وستدخل في علاقات مؤلمة ستستنزف طاقتك. لكي تخرج من كل هذا سالما وتضمن العيش كما تريد، لابد أن تعرف كيف تنهي الموقف الصعب، وكيف تخرج من العلاقة المؤلمة.
لا يكفي أن تقول أنا أرفض هذا التصرف، أو أنا غاضب من فلان، عليك أن تختار قرار صارما وتمشي فيه للأخير.
لماذا تفتقر للصرامة في اتخاذ القرار؟
إذا سألت شخصا هل تستطيع اتخاذ قرار لوحدك، سيجيك، نعم بالطبع! لكن، في اعتقادك كم من شخص يستمر خلف قراره؟ كم من شخص يلتزم بما قرر فعله؟
في لحظة الغضب والعصبية، من السهل أن تقول أنا سأفعل هذا وأنا سأقوم بهذا… تصرخ وتنفعل… لكن، بعد برهة من الوقت تهدئ وتنسى قراراتك!
فلماذا هذا؟
1ـ الخرافة
عدم القدرة على الاجتهاد في مواجهة الواقع المخالف لما تريده يجعلك تتجه للخرافة. أنا لم أجد عملا مناسبا لأني تعرضت للسحر… أنا أموري لا تسير على ما يرام لأنني أتعرض للعين. علاقتي مع زوجي سيئة لأن جاراتي يحسدونني، أو فلانة سحرت لي…
بدل من التعلم والبحث عن الأسباب الحقيقية لمشاكلك المهنية أو الشخصية، والاستثمار في نفسك بالدورات والقراءة… تُلقي باللوم على الآخرين.
لهذا، الحل الجذري لمشكلة الاعتقاد بالخرافات، هو تحمل المسؤولية. حين تقول أنا المسؤول عن واقعي، ستتحرر من الكثير من المعتقدات الاجتماعية الضارة، وتتخذ بذلك خطوة للأمام لإصلاح ما لا يعجبك، دون انتظار أن يتغير الآخرون من أجلك.
2ـ الكلام الكثير
كما أشرت من قبل، تتحدث كثيرا لحظة الغضب، إلا أنك لا تفعل شيئا على أرض الواقع. لهذا، الناس من حولك، تعودت على رؤية غضبك السطحي والانفعالي، وألَا ترى منك خطوة عملية حقيقية.
صاحب الذكاء العاطفي يعرف جيدا كيف يستغل غضبه، وينفذ قراراته للأخير دون الخوف من ضغوطات من حوله، لأنك حين تكون ذكيا عاطفيا ستفهم مشاعرك، وستعرف أن شعور تأنيب الضمير الذي تشعر به حين تبدأ في تنفيذ قرار مختلف أو مفاجئ هو نتيجة للتغيير الجديد، وليس لأنك ستؤذي الآخرين.
3ـ أولويات غير محددة
عدم تحديدك لما هو مهم وما هو غير مهم، سيجعلك إنسانا مفعولا به، وليس فاعلا.
كل من يريد أن يذهب لمكان ما، ستذهب معه، كل من يحتاج لمساعدة ستساعده، كل من يرغب في شيء ستقضيه له… يومك كاملا يمضي وأنت تتفاعل مع أولويات الآخرين، لأنك أنت لا تعرف أولويتك.
لا يوجد شخص ناجح، يستيقظ وهو لا يعلم ماذا سيفعل في يومه، وما هي المهام التي عليه إنجازها، وما الذي يستحق انتباهه في الساعات القادمة!
كيف تتخذ قرارات صارمة؟
إذا كنت تعاني من التردد والخوف في لحظة احتياجك لاتخاذ قرار مهم، فعليك بـ:
1ـ إسأل نفسك
أنا الآن غاضب، لا يعجبني هذا الوضع أو تصرف هذا الشخص معي، لا أحد يفهمني، ما الذي يجب علي فعله؟ أو ما هو التصرف الصحيح في هذه اللحظة؟
سيفيدك طرح هذا السؤال على نفسك والإجابة عليه في ورقة، على تخفيف غضبك وأيضا عدم كبته، لأن الأساس في هذه الخطوة ليس فقط اكتشاف القرار المناسب وإنما أيضا أن تحرر شعور الغضب.
2ـ استغل طاقة الغضب
الغضب يعطي طاقة قوية، إلا أنك تستنزفها في الصراخ والعصبية وكثرة الكلام. الأصح، أن توظف هذه الطاقة في تنفيذ قرارك النهائي.
استغل ذلك الغضب الداخلي ليكون محفزا لك على الاستمرار في قرارك.
كلما وظفت هذه القوة فيما ينفعك، ستلاحظ تلقائيا أن تقديرك الذاتي ارتفع، وهذه هي الغاية الكبيرة، أو الاحتياج الأول لكل كائن بشري. ستغضب ولكنك لن تستنزف طاقتك بالصراخ والضرب والشتيمة، وإنما ستوجهها باتجاه قرارك النهائي.
قدرتك على اتخاذ القرار الخاص بك بنفسك هو بوابتك للراحة النفسية، لأنه حتى لو كان القرار خاطئا ستتحمل مسؤوليته عن اقتناع وليس عن إجبار.
فما هو القرار الذي تريد اتخاذه هذه الفترة؟ شاركني في التعليقات أسفله.
شكرآ استاذ عزيز مواضيعك دائما في الصميم والكلام يعجز عن وصف دالك