القيمة التي ترى بها نفسك لا تعكس القيمة التي سيراك عليها الآخرون.
قاعدة يجب عليك تذكرها إن كنت تحاول أن تتعلم كيفية التواصل بفصاحة عالية، لأن ما يجعلك إنسانا عاجزا عن بدأ محادثات جيدة، أو الدخول في مناقشات ممتعة هو حوارك الداخلي مع نفسك.
حين تلتقي مع شخص لأول مرة، هو لا يعرف عنك شيئا، وبالتالي قيمتك لديه مقبولة، وقد يكون يراك في مستوى عالِِ. لكنك، بمجرد أن تُحدِّث نفسك بأنك أقل منه، وبأنك لا تستطيع جذب انتباهه، وأنك ستزعجه بكلامك، هنا تنتقل طاقة النقص هذه إليه، فتتدنى قيمتك تلقائيا.
لهذا، الدرس الأول في تعلم التواصل الفصيح أو لتجنب العجز عن بدأ المحادثات هو إصلاح حوارك الداخلي مع نفسك.
ما الذي يمنعك من التواصل بفصاحة عالية؟
إلى جانب التدمير الذاتي المتمثل في حوارك السلبي مع نفسك، وكيف ترى أنك أقل من الآخرين. هناك عامل أساسي خارجي يجعلك تبدو فقيرا من حيث التواصل وهو تصرفاتك وسلوكياتك.
ما الذي أقصده بالسلوكيات الفقيرة؟
تعبيراتك الخارجية، من لغة جسد، طريقة الجلوس، وقفتك، ملابسك، حركة يديك، تعبيرات وجهك وعينيك…
- هل تنظر مباشرة في وجه متحدثك أو تنظر للأرض؟
- هل تُسلم بطريقة عملية وقوية أو تُبعد يديك بسرعة؟
- هل أكتافك مرتخية ومستقيمة أو منحنية للأمام؟
- ما هي الجمل التي تكررها دائما؟ أنا مسكين، لا، هذا عيب، لا، أنا أخجل، نحن جميعا فقراء أمام الله، الفقراء في الجنة…
تذكر معي، كم مرة رأيت شخصا غنيا أو صادفت شخصا يركب سيارة فارهة أو يعيش في فيلا مبهرة، ما الذي فكرت فيه؟ هل قلت مع نفسك، المال لا يدوم؟ لا يشتري السعادة، كلنا فقراء؟…
أو ربما أنت عن نفسك اشتريت شيئا، أو قدمت شيئا ثمينا لأبنائك، ربما درستهم في مدرسة خاصة ثم سمعت من جارتك أن هذا تضييع للمال، أو يا ريت المال يحل كل المشاكل…
هذا النوع الذي يكرر مثل هذه الجمل في اللحظات الخاصة من حياتك، هم جراثيم يقللون من قيمتك الاجتماعية، وعليك الابتعاد عنهم. أما إن كنت أنت من النوع الذي يستعمل هذا الحوار الفقير، فأنت هنا تدمر علاقاتك الاجتماعية.
الإنسان يعمل ويجتهد لكي يعيش حياة محترمة وطيبة، والمال هو نتيجة لهذه الاجتهاد، نعم صحيح كلنا فقراء أمام الله. مع ذلك، هذا لا يمنع أن تسعى للعيش الكريم.
ما الذي يدفعك للتدمير الذاتي؟
الإنسان الذي يتصرف بتصرفات فقيرة، لديه سبب عميق لهذا الفعل، وهي مخاوفه الداخلية.
هذه المخاوف أو قلة الأمان الداخلية يحاول إخفائها عن الناس بهذه السلوكيات، وكنتيجة نهائية لا ينجح في التواصل بفصاحة جيدة.
فمثلا، إن كنت شخصا لم يتعلم في المدرسة أو ليست لديه شهادات علمية، لكنك تاجر أو تعمل في عمل معين، جمعتك الصدفة بمجموعة من الأشخاص المتعلمين وذوي الشهادات العليا، ستخاف من أن يكتشفوا أنك لا تملك شهادة، ستراقب كلامك بحذر، ستفهم كل جملة من محادثتهم على أنهم يقصدونك بها!
كيف تعتقد أنك في هذه الحالة ستستطيع إجراء محادثة سلسلة؟ لن تستطيع!
لكن، من جهة ثانية، إن كان هناك شخص غير متعلم ولكنه لا يخاف من إظهار هذا الشيء، أو أن يكتشف الآخرون هذا، لن يعاني! سيتعامل بشكل طبيعي، وحتى لو سمع مثلا جملة: أووه يا صديقي أنت لا تملك شهادة! سيضحك ويمزح ويمرر الكلام! عكس الشخص في المثال الأول، الذي سيغضب ويتلخبط في الرد.
ما هو الحل للتدمير الذاتي؟
قبل أن تبدأ بما هو خارجي من مظهر ولغة الجسد، اعمل على:
1ـ التصالح مع المخاوف وإصلاح العيوب
من الجيد أن تتصالح مع مخاوفك كما ذكرنا في المقال السابق، هذا لتمنع عن نفسك المراقبة الذاتية، وتأويل كلام الطرف الآخر على أنه إهانة شخصية.
كلما تصالحت مع هذه المخاوف والعيوب، وحاولت إصلاح ما يمكن إصلاحه ستستطيع العيش بذاتك الحقيقية، وستعرف كيف تعبر عن أفكارك الشخصية دون خوف من ردة فعل الآخرين أو نظرتهم إليك.
لأن النجاح أو ما هو التواصل بفصاحة عالية؟ هو أن تستطيع التعبير عن أفكارك ووجهات نظرك الحقيقية بحرية وأريحية تامة.
2ـ اختر من تُجالس بعناية
أريدك أن تسأل نفسك، هل تعاني من التواصل مع الجميع، أو فقط فئة معينة؟
لأن مشكلة التواصل قد تكون تعاني منها فقط حين تكون وسط مجموعة محددة من الناس، أو شخص معين، لكن بمجرد التقائك بأشخاص آخرين، يتغير الوضع لديك وتصبح قادرا على بدأ المحادثات والدخول في حوارات ناجحة.
بعد أن تجيب على هذا السؤال، ستكتشف أن السبب خلف عدم قدرتك على التعبير بحرية أمام فئة محددة هو الاختلاف. لا يوجد شيء تشاركه معهم، أفكارك مغايرة لأفكارهم وبالتالي أنت لا تستطيع أن تكون على حقيقتك، تبدأ بالكلام فيتوقف حبل الأفكار لديك. يظل ذهنك مشغول في التحضير لما ستقوله خوفا من أن تخالفهم.
لماذا تضيع وقتك مع مجموعات أو أشخاص لا يشاركونك شيئا؟
أيا كانت اهتماماتك ستجد حتما من يشاركك فيها وتستطيع أن تُحاوره بحرية، لأن هكذا تتطور العلاقات. لا يعقل أن تقضي كل يوم رفقة أصدقاء أنت لا تشاركهم لا عمل، ولا هواية، ولا اهتمام… فقط نميمة، غيبة، انتقاد، نواقص، تقليل مستوى، تضييع وقت!
كن صريحا في وجهات نظرك وأفكارك، ليس عليك أن تسقط في نواقص الآخرين وتعيش معاناتهم. اسمح لنفسك بأن تكون حقيقيا لكي تجذب أشخاص مناسبين لعالمك.
شكرا خويا الى كان ممكن بغيت pfd لمكتوب ديالك
و الله يا كوتش الامر و ما فيه هو انه إكتشفنا اخيرا انا نوعية الاشخاص التي نجلس معها او نعاشرها من الاقربين و العائلة و الأصدقاء عبارة عن أشخاص نرجسية و سامة و خفية و هي الاخرى تسبب لنا عقد نفسية و مخاوف جديدة زيادة على القديمة , ففي الوسط الذي أنت تعيش فيه حاليا يفرض عليك أمور أنت لا تريدها و مع قراءة مثل هذه المقالات و الفيدوات و التحفيزات فالشخص يحاول الخروج من الإطار ما أمكن ..يخرج من حفرة و يقع في أخرى ….