إن كنا سنختار شيئا واحدا قد يؤدي بك للهلاك في هذه الحياة، فهو الشعور بالتوتر! أصبحت الآن تعيش حياة تطغى عليها الجدية المزيفة، والجري المستمر نحو تحقيق برمجيات الأجيال السابقة، من زواج، ووظيفة لدى الدولة… وغيرها.
هذا التوتر، وهذه الجدية غير الطبيعية ما هي إلا انعكاس لغياب طاقة الوفرة لديك!
ما هي أسباب الشعور بالتوتر؟
قبل أن أشير لأبرز مسببات التوتر، لابد أن تعرف أن هذا الشعور هو المسبب لكثير من الأمراض المنتشرة حاليا، من الاكتئاب المرضي، إلى السرطان.
لذلك من المهم أن تركز على هذا الموضوع!
1ـ الجدية المزيفة
للأسف نعاني كثيرا في بلادنا من هذه الفئة المجتمعية، فئة الأشخاص المتذمرين، الذين يأخذون كل شيء بجدية، ويتذمرون على أي شيء.
إن كنا سنبحث عن عمق هذه الجدية، والسبب ورائها، فهو بكل بساطة الافتقار لفن العيش! الناس لا تعرف كيف تعيش حياتها بالأسلوب الذي تريده هي.
2ـ الضغط الاجتماعي
تم تحديد أنماط مسبقة للعيش منذ قرون مضت، وهي التي لا نزال نعيش عليها. توظف لدى الدولة، وتزوج في الثلاثين، واحصل على شقة في السكن الاقتصادي…
إن لم تحقق أحد هذه الأنماط بالأسلوب المتعارف عليه فببساطة ستتعرض للضغط من المجتمع.
الشعور بالتوتر، لا يأتي مرة واحدة، بل هو نتيجة لمجموعة من التراكمات. قد تكون والدتك تجلس مع صديقاتها ويحكين لها عن زواج بناتهن، فتأتي إليك أنت وتضغط عليك، لماذا لم تتزوجي إلى الآن؟ تذهبين للعمل، ويضغط عليك المدير بإنجاز مهام إضافية، فيضاف هذا لتوتر والدتك… حدث بعد حدث فيزداد هذا الضغط الاجتماعي!
3ـ انتظار الإذن
من الصعب الحديث عن حياة دون توتر إن كنت إلى الآن تنتظر الحصول على إذن شخص آخر لتحقيق رغبة لديك.
كلما ازدادت حاجتك للحصول على موافقة الآخرين على ما تريد قوله أو فعله، تأخرت كثيرا في تفعيل طاقة الوفرة. لماذا؟ لأن الوفرة هي شيء داخلي، ومادمت إلى الآن تنتظر إذن الأشخاص فهذا يعني أنك غير متصل مع ذاتك الداخلية.
لقد ناقشنا كثيرا كيفية الاتصال بذاتك الداخلية، وأدعوك لمعرفة المزيد عن الأمر!
لماذا الشعور بالتوتر خدعة؟
في الدورات الحضورية التي نقدمها، أطلب من المشاركين الذين لديهم أزمة معينة الصعود للمنصة ‘طلاق، إفلاس، فقدان…’. أسألهم عن درجة حزنهم، واكتئابهم، فتكون الإجابات من 5/10 إلى 7/10، ثم أحفزهم على جعل هذه الدرجة أكبر إلى أن تصل 9,5/10، يتذكرون كامل الأحداث السيئة، فيزداد حزنهم، وخوفهم، ومنهم من يعترف برغبته في الانتحار.
بعد هذه المرحلة، وهم مغمضي العينين، أطلب منهم تذكر موقف ما، أو حدث ما شعروا أثنائه بالراحة، والطمأنينة. ثم أعيد سؤالهم عن حالتهم النفسية فتكون الإجابة هذه المرة بعيدة كل البعد عن التوتر، والخوف، والقلق!
هذه التجربة خير دليل على أن الإنسان قادر على تغيير ما يشعر به، وبسرعة، وأن هذا التوتر اليومي مجرد خدعة!
يعد هذا العالم المادي الذي نعيش فيه جزءا صغيرا من العوالم المحيطة بنا، لا يكاد يتجاوز 1%، لهذا، فالجدية الكبيرة تجاه هذا العالم ليست إلا جذبا للمواقف السلبية.
أما باقي 99% فهي عوالم غير مرئية تتصل بها أنت ليس بجديتك، وإنما بطاقتك، وبالموجات الكهرومغناطيسية المحيطة بك. فالإنسان، يتكون من قسمين، قسم الدماغ الذي يحتوي على الأفكار، ويصدر طاقة كهربائية، وقسم الجسد المسؤول عن المشاعر التي تصدر طاقة مغناطيسية.
هذه الطاقات هي التي تجذب لك الظروف المناسبة للتردد الطاقي الذي تتواجد فيه أنت!
كيف تؤثر الأفكار السلبية على تجلي مستقبلك؟
أيا كان نوع الأفكار الذي تدور في ذهنك فهي تُرسل إلى العالم الميتافيزيقي ‘غير المرئي’، عبر موجات كهرومغناطيسية، والخطير أنها لا تبقى هناك بل تعود إليك كما أرسلتها!
بمعنى، إذا أرسلت أفكار إيجابية فستعود عليك بأحداث مادية إيجابية، وإن أرسلت أفكار سلبية فستعود إليك بأحداث سلبية أخرى، وهذا ما يفسر تكرر الأحداث السلبية لدى بعض الأشخاص، يخرجون من مشكل، ثم يدخلون في مشكل آخر.
كيف تجلي المستقبل الذي تريده؟
إن كنا سنذكر السبب الرئيسي الذي يجعل معظم الأشخاص لا يعيشون الحياة التي يريدونها، فهو عدم قدرتهم على التنبؤ بمستقبل جيد. نعم! من الصعب على كثيرين أن يفكروا لأنفسهم في حياة جيدة، ورائعة.
لهذا، طبق ما يلي:
1ـ اطرح الأسئلة المناسبة
بعد أن علمت أن ما ترسله يعود إليك من العالم الميتافيزيقي، فإبدأ بطرح الأسئلة المناسبة، مثلا:
- كيف ستكون حياتي لو كنت بصحة جيدة؟
- ماذا لو امتلكت المال الكافي والكثير؟
- كيف سأشعر لو كنت في علاقة حب جميلة؟…
أعلم أنه بالنسبة للغالبية منكم، قد تكون هذه الخطوة صعبة، لأنك تعودت على طرح أسئلة من قبيل:
- من أين سأحصل على المال لدفع إيجار الشقة؟
- لماذا شريك حياتي سيء؟…
الأشياء التي تجعلك للأسف تطرح هذا النوع الثاني من الأسئلة هو:
- عدم إيمانك بتجلي مستقبل الجيد.
- انتظارك للحصول على إذن الآخرين.
- كثرة الشكوى للآخرين، واستماعك لشكواهم.
2ـ حدد الهدف الذي تريده
سواء كنت تريد الزواج، فتح مشروع، أو إنجاب الأطفال… اكتب هدفك، وحدد ما هو الشعور السلبي الذي يأتيك حين تفكر في هذا الهدف. هل هو الخوف؟ أو التردد؟ أو الشك؟
من الضروري أن تعرف ما هو الشعور السلبي المتواجد خلف هدفك، لأنه هو المسبب الرئيسي في عدم تجلي هذا الهدف.
فكما أشرت سابقا، هذه المشاعر ترسل ترددات سلبية تعود وتنعكس على واقعك المرئي. لهذا، حدد هذا الشعور، وتعلم كيف تتحكم في مشاعرك.
3ـ آمن بعالمك الداخلي
من المحزن أن تعتبر العالم الخارجي أكثر واقعية من عالمك الداخلي، بمعنى أنك تؤمن بما يصدره لك الناس من أفكار ومشاعر أكثر مما تؤمن بما تريده ذاتك الداخلية.
من اللازم أن تؤمن بما تريده من الداخل، وأنه سيتجلى دون إذن الآخرين، وهنا أنت مطالب باستخدام مَلكة الخيال في هذه الخطوة.
اعلم أن اللاوعي لدينا لا يفرق بين الخيال والواقع، وبالتالي أنت حين تتخيل ما تريد تحققه فأنت تبني وتجمع له الطاقة لكي يتجلى في عالم الواقعي.
ابدأ من الداخل لترى النتيجة في الخارج!
تابع البث المباشر الخاص بهذا الموضوع على اليوتيوب.
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا