كثرة الكلام أو قلته تعكس مدى ثرائك المادي!
كلما كان كلامك قليلا، كلما كنت ثريا. ليس عليك أن تصمت طوال الوقت لتصبح غنيا، ولكن عليك أن تتعلم متى تتحدث ومتى يجب عليك أن تصمت.
سنتعلم في مقال اليوم:
- 3 دوافع خفية تدفعك نحو الكلام الكثير.
- 3 حلول عملية للتخلص من الإسهاب في الكلام.
لماذا الكلام الكثير مضر لك؟
لنكن صادقين مع بعض، بمجرد معرفتك أن كثرة الكلام قد تسبب لك الفقر، فهذا بحد ذاته أكبر ضرر!
إلا أني لكي أتفادى انزعاج البعض ممن يقول أن المال غير مهم، أو ليس كل شيء، فسأشارككم جوانب أخرى تتضررون منها كلما أسهبتم في الكلام.
1ـ إفشاء الأسرار
لا أقصد بها أسرار الدولة بالتأكيد، لكن نفرض مثلا أنك اليوم تشاجرت مع زوجتك أو زوجك وأخبرت صديقتك بهذا الأمر؛ لقد تشاجرت مع زوجي، ورفع صوته علي وقد صفعني في وجهي من شدة غضبه وأنا قمت بشتمه…
في نظرك هل ستنسى هذه الصديقة هذا الكلام؟ إذا تصالحت أنت وزوجك هل هذا يعني أنها هي ستتجاهل فكرة أن زوجك ضربك لكنك عدت إليه؟… كل هذا مع احتمال أنها قد تخبر أشخاص آخرين عن مشكلتك وينشر الأمر، ولو كان بنية مساعدتك!
الكلام الكثير وعدم القدرة على التحكم في ما تقوله، يجعلك تبوح بالكثير من معلوماتك الشخصية وما يدور في حياتك دون حدود. أموال حصلت عليها، إنجازات حققتها، أشخاص تعرفت عليهم…
وفي نهاية الأمر تأتي وتشتكي، طردوني من العمل بعد أول شهر، اختفى خطيبي، تعسرت أموري…
2ـ انخفاض قيمتك الاجتماعية
دائما ما أشير إلى أن الناس تحب الغموض ولو بشكل لاواعي! لهذا إن كنت ممن يتحدث كثيرا في كل مجلس تتواجد فيه، تتحدث بمعنى وبدون معنى، فهذا لن يرفع من قيمتك الاجتماعية في شيء!
حين أتحدث عن القيمة الاجتماعية، فالحديث هنا أيضا عن الكاريزما، الشخصية الكاريزماتية لا تأتي بكثرة الكلام، بل بالحديث الموزون. أن تتحدث إن كان كلامك فيه قيمة للطرف المقابل.
ستلاحظ هذه الفكرة إن قرأت عن قصص أو السير الذاتية للحكماء، الذين كلامهم قليل ولكنه ذو مغزى وقادر على تغيير حياة من سمعه.
3 دوافع خفية تدفعك نحو الكلام الكثير
كما هو متعارف عليه، لا يوجد سلوك خارجي تقوم به، إلا وهناك شيء أو دافع داخلي يحفزك للقيام بهذا السلوك، ونفس الأمر ينطبق على الكلام الكثير.
هذه الدوافع الثلاثة التي سأشاركها معك هي كلها نابعة من شيء واحد، وهو: الألم؛ لديك ألم داخلي لم تقم بمواجهته، وبالتالي أنت تخفيه أو تتجاهله بالتعبير الشفهي المبالغ فيه!
1ـ الخوف من الرفض الاجتماعي
لكي تتفادى أن يتم رفضك من طرف مجموعة ما أو شخص ما، تبدل مجهودا في التعبير عن نفسك، وتضيع الكثير من طاقتك لتجذب الانتباه دون أن تترك نفسك وروحك تعبر عن ذاتها.
كلما قللت من الحديث، سمحت للآخرين بتقبلك أنت كشخص قيمته في حضوره وتواجده وليس فقط في كلامه.
ألم الخوف من الرفض الاجتماعي سيسقط في مواقف سيئة ويجذب لك أشخاص مستنزفين واستغلاليين، لهذا عالج هذا الألم!
2ـ ضغوطات الحياة الدائمة
ليس عيبا أنك مضغوط في جانب ما من حياتك، أو لديك الآن أزمة وتحاول حلها، لكن العيب أن هذه الضغوطات طغت عليك لدرجة أنك تنفجر في وجه كل شخص تلتقيه.
إذا كنت تعرف شخصا من محيطك شُغله الشاغل هو الدخول في مشاجرات مجانية، يستصغر كل من حوله (بائع الخضروات، صاحب البقالة، سائق التاكسي…)، فهذا إنسان يحاول التنفيس عن ألم ضغوطات الحياة بطريقة لاواعية، وهذا خطأ.
شاركتك في دورة الذكاء العاطفي مجموعة من الطرق لتفريغ المشاعر السلبية، أو أساليب التنفيس عن الضغط، وأدعوك للاشتراك في الدورة إن لم ترد الانفجار في الوقت والمكان الخطأ!
3ـ محاولة إثبات النفس
تذكر جيدا أن الشخص الذي يحاول إثبات شيء هو في العمق يكذب في شيء آخر! هذه قاعدة وُجب التنبيه لها!!!
من ناحية أخرى، إن كنت شخصا متوازنا عاطفيا وتعيش حالة نفسية مستقرة، ستلاحظ وستجد نفسك غير مضطر لتبرير أي سلوك أو قرار.
الإثبات أو التبرير يقدم حين تُسأل عنه، وهذا في المواضع الصحيحة، والتي تستحق فعلا أن تبرر فيها شيئا. لم تصل لعملك في الوقت المتعارف عليه، أنت تحتاج للتبرير لمديرك! لم تحضر زفاف ابن ابن عم والدك الذي لم تلتقيه في حياتك، أنت لا تحتاج لتبرير غيابك!
قبل الانتقال لمحور الحلول، أطلب منك أن تحدد الدافع الذي يدفعك للكلام الكثير، اسألك لماذا أجد نفسي مضطرا للحديث ما لم يطلب مني؟
كلما حددت الدافع الصحيح، ستعرف كيف تواجه الألم المصاحب له.
3 حلول عملية للتخلص من الإسهاب في الكلام
بعد تحديدك للدافع الخاص بك، سأكون صريحا معك في أول حل:
1ـ لا تهرب من الألم
يجب أن تعيش الألم الذي تعاني منه. الكلام الكثير، الشجارات المجانية… كلها مسكنات لحظية للألم.
تعرضت للهجران أو الخيانة، عش هذا الألم، لا تهرب للمسكنات الخارجية، ولا تدخل في علاقات عاطفية لتعوض الهجر والخيانة، بل عش لحظة الألم النفسي واسمح لها بالرحيل في وقتها الصحيح.
2ـ تعلم إدارة مشاعرك
من الجيد أن تفهم أن مشاعرنا لديه فترة زمنية محددة تعيشها ثم تختفي، وهذا نشرحه أكثر في كورس الذكاء العاطفي، ومعرفتك لهذه المعلومة ستسهل عليك عيش الألم.
- ماذا لو لم تثبت شيئا للناس؟
- ماذا لو لم ينتبه لك أحد في تلك المناسبة؟
- ماذا لو لم تخبر أحدا عن مشاكلك؟
لن يحدث لك شيء! تقبل فكرة عيش ألم الخوف من الرفض، وعدم إثبات شيء… ستكون صعبة في البداية، مع ذلك ستنجح!
3ـ تصالح مع الفراغ
قدرتك على الجلوس لوحدك دون مشتتات خارجية، ستقلل من كلامك وهذا بالتجربة.
قد يبدو هذا الحل سهلا، لكنك إن كنت مدمنا على استخدام الهاتف أو متابعة الأخبار وشائعات المشاهير… فهذا امتحان يستحق الاستعداد.
خصص لنفسك ساعة يوميا لعيش الفراغ دون فعل شيء. ستساعدك هذه الخطوة على تنظيف العوالق في فكرك ومشاعرك.
ستكتسب يوما بعد اليوم القدرة على الصمت، ليس لأنك لا تعرف ماذا تقول، ولكن لأنك أدركت أن جائزة الصمت أكبر وأعظم!
هل سمعت من قبل بأمسية المكتئبين؟ شاهد الفيديو لتفهم أكثر علاقتها بموضوعنا!
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا