إن كنت إلى الآن تعيش مع والديك وتعاني من الضغوطات العائلية التي تجبرك على اتخاذ قرارات أنت غير راض عنها، فأريد إخبارك أنك تفتقد لـ النضج العاطفي!
الاعتراف بكونك طفل صغير في جسد شخص بالغ أمر صعب، وليس هينا! إلا أن الاعتراف هو أول خطوة لإيجاد الحل، لنبدأ إذن!
ما هو النضج العاطفي؟
غالبا ما يكون السؤال الذي نطرحه في بداية أي تعارف هو كم عمرك؟ وهنا أنا أسألك كم عمرك؟ إن كنت تجاوزت سن البلوغ بكثير، وأنا متأكد من وجود أشخاص هنا تجاوزوا الخامسة والثلاثين والأربعين، ولا زلت تعيش مع والديك، وتحتمي بهم، فأغلب الظن أنك تعاني من قلة النضج!
لماذا؟
لأن أغلب الآباء في دول العالم يقومون بتربية أبنائهم بطريقة خاطئة، لا تدفعهم للنضج، والحديث هنا موجه خصوصا للأمهات. على سبيل المثال، تجد شابا وصل للأربعين، لا يعمل وغير متزوج، ولا يقدم أي فائدة لا لنفسه ولا للآخرين، مع ذلك، تظل والدته تخبره بأنه سيد الرجال، وبأنه لم يجد وظيفة حتى الآن لقلة الحظ، وأنه يستحق العمل في أحسن مكان… إلى آخره.
حين لا يكون الكلام يعكس الواقع فهو بكل بساطة لا يسمح للشخص بالتعلم والتطور.
لهذا هذا النوع من التربية، يجعل هذا الشاب مثلا يعتقد أنه أحسن من الجميع، وأنه فعلا يعرف ما لا يعرفه الآخرين، مع ذلك يتم استغلاله.
كيف هذا؟ يتم استغلاله فكريا، بترسيخ بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة عن استحقاقه، فضلا على أنه سيفقد حرية اتخاذ القرارات بنفسه لصالح والديه، أو عائلته، أو حتى أصدقائه.
باعتبار الشخص غير الناضج عاطفيا متاح طوال الوقت، فهو مطالب بقضاء مطالب ومصالح الأشخاص الآخرين… تعال إلى هنا، أحضر هذا، قم بهذا…
كيف تصل لـ النضج العاطفي؟
بعد الاعتراف بكونك تحتاج لتنضج عاطفيا، وتغير إتكاليتك على والديك، أو على شخص محدد، يجب أن تتبع خطوات معينة ليكتمل لديك النضج العاطفي.
هذه أهم 3 خطوات للوصول إلى النضج العاطفي بطريقة عملية:
1ـ ركز على مصلحتك عوض ردود فعل الآخرين
من الأخطاء الفادحة التي يقوم بها غير الناضجين عاطفيا هو تجاهلهم لمصالحهم لصالح الآخرين. بمعنى، أن تكون مصلحتك على سبيل المثال في حضور مناسبة ما، أو الالتقاء بشخص معين، ولكنك تخاف من كلام عائلتك أو أصدقائك، وماذا ستكون ردة فعلهم على قرارك!
وقد يكون العكس، قد لا تريد حضور مناسبة ما، قد ترفض التواجد في محيط ذو طاقة سلبية!
عدم اتباع مصلحتك بعيد كل البعد عن الشخصية الكاريزمية القوية، لأنك بهذا تؤكد على عدم ثقتك بنفسك، وعلى انتظار حصولك على المصداقية من الآخرين.
حين تُقدم على قرار ما، وتكون ردة فعل محيطك معاكسة لمصلحتك، فاعلم أنهم في الأصل لا يحبونك. الشخص المحب يساعدك في تحقيق مصالحك، ولا يطلب منك خدمة مجانية، أو يفسد مصلحتك؛ تذكر هذا جيدا!
2ـ لا تأخذ الأمور بطريقة الشخصية
توقف عن اعتبار نفسك مركز الكون! تسمع خبر ما، أو تلاحظ تصرف ما، فتعتقد أن الكلام موجه إليك، وأن هذا التصرف أنت المقصود به، فتبدأ بأخذ موقف دفاعي تجاه الشخص، وهذه هي الصبيانية بحد ذاتها.
النضج العاطفي يعفيك من الدخول في جدالات كثيرة أنت غير معني بها، وبالتالي من دلالات أنك لازلت طفلا صغيرا، هو تفكيرك في أنك محور كل موضوع.
تشاهد فيديو على قناة اليوتيوب حول موضوع معين، فتهاجم صاحب القناة كأن كلامه كان موجها إليك فقط، أو تهاجم شخص ما بما يناسب فهمك أنت لما يطرحه.
بعد مدة من استيعابك لهذه الخطوة وتطبيقها، سترى أن تصرفات الناس وكلامهم لم يكن موجها إليك أبدا، وكنت فقط تستهلك طاقتك وتعطل عليك الكثير من الفرص بجدالاتك الفارغة.
لكي تتخلص من هذا الأسلوب السلبي، أقترح عليك الذهاب لمكان لا تعرف فيه أحدا، واطلب النصيحة من شخص ما. الهدف ليست النصيحة نفسها، بل أن تقوي عضلة التقبل وأن الناس لا تحاول أن تهاجمك أو تتغلب عليك!
3ـ اصنع أسلوب خاص بك
طريقة لباسك وكيف تتحدث، ولغة جسدك… كلها أشياء تعكس شخصيتك، سواء بمنحى إيجابي أو سلبي. لهذا من المهم أن يكون ما ترتديه متوافقا مع ما تريده، ويعكس حقيقتك.
لا يوجد أسلوب معين في اللباس، أو نوعية ملابس ناضجة أقترحها عليك، بقدر ما أقترح عليك أن تكون المسؤول عن اختياراتك في الملابس وألا تتبع شخصا معينا فقط وترتدي ما يرتديه.
حين تتأكد من اختياراتك في الملابس وتكون متوافقة مع شخصيتك، تدرب أيضا على أسلوب حواري غني، ماذا أقصد هنا؟
كما اشرت في بداية المقال، النضج العاطفي يعني أنك لست متاحا دائما لقضاء أغراض الآخرين، ولكي تصل لهذه النقطة تحتاج لتعبر عن الأمر في محادثاتك.
من قبيل استخدام جمل مثل: أعتذر أنا غير متاح اليوم، هذا المكان لا يناسبني، لا أرغب في التواجد هنا، لدي التزامات أخرى… هذه مجرد أمثلة على الكثير من الجمل التي تستطيع استخدامها للتعبير عن رأيك ومواقفك بكل أدب وثقة.
كلما التزمت بأسلوب حواري واضح، ستكون أيضا قادرا على الدخول في النزاعات وتجاوزها بطريقة ناضجة، ولن تقدم الفرصة للآخرين بالتدخل في حريات.
الثقة بالنفس، الكاريزما، الشعور الإيجابي، الطاقة المرتفعة… كلها أهداف لن تصل إليها طالما أنت محاط بعلاقات سامة أو مرتبط بالتزامات خاطئة، ولكي تتخلص من هذين الشيئين لابد من اكتساب النضج العاطفي، فطبق الخطوات أعلاه!
أنا ممتن لك لمنحك لي هده المعلومات القيمة أو يعني هده الخطوات الواضحة. شكرا !
انا متبع استاذ عزيز تقريبا مدة سنة بغيت نلقا فكرة واحدة انني غير متفق عليها ألف شكر من الاعماق خويا عزيز هدشي طور من الحياة ب