الهجوم اللفظي: كيف تدافع عن نفسك بعيدا عن العاطفة؟

من السهل أن تكتشف الإساءة الجسدية حين تتعرض للضرب أو التعنيف، وفي أغلب الحالات أنت لا تتعرض لها.

مع ذلك، أنت تتألم وغير سعيد في علاقاتك! كيف عرفتُ هذا؟

أنت تعود لمنزلك في كل ليلة وتسترجع جميع محادثاتك مع الآخرين، وتسأل ما الذي قصده فلان بكلامه؟ لماذا لم أقم بالرد عليه كما يجب؟

لا أحد يعنفك جسديا ولكنك تتعرض لـ الهجوم اللفظي من أشخاص مسيطرين واستغلاليين، ولإنك تفتقر لفن الرد، خصصت لك مقالة اليوم لتُوقِف هؤلاء الأشخاص عند حدهم.

ما هي أنواع الشخصيات السامة؟

لكي تتفادى الوقوع في الهجوم اللفظي عليك باكتشاف هذه الشخصيات أولا، وفهم فن الرد المناسب لهم، ولحسن الحظ ليست بأنواع كثيرة!

1ـ الشخص المُفَوِّض

لماذا سُمِّيَ بالمفوض؟ لأنه يتحدث باسم مجموعة من الناس. والحقيقة أن لا أحد قدم له هذا التفويض!

مثلا، تأتيك جارتك وتقول لك، في آخر زيارتنا لمنزلك لم نشعر بالراحة! هنا هي تكلمت بصيغة الجمع (أي جميع الجارات لم يشعرن بالراحة في منزلك)، وبدل أن تسأليها، كيف ولماذا؟ اسأليها من هؤلاء الجارات؟ أخبريني بأسمائهن، هل منحن لك التفويض بالحديث باسمهن؟

لا تسمح للطرف الآخر بالكلام بالنيابة عن أشخاص آخرين، إسأله مباشرة عن رأيه هو.

2ـ الشخص المُحلل

هو إنسان يتغابى، انتبه معي، هو ليس غبيا ولكنه يتغابى! بمعنى تخبره بفكرة واضحة ومباشرة وهو يقوم بتقليبها لجوانب كثيرة بحثا عن ثغرة لك أو فخ يسقطك فيه.

للأسف، هذا النوع متواجد بكثرة، يحلل تصرفاتك وكلامك ويفهمه بالطريقة المناسبة له.

هنا، لا تقبل بتحليل كلامك، أعد الفكرة الواضحة دون تبريرات أو شروحات وأسأل الشخص المحلل مباشرة، ما الذي لم تفهمه في فكرة الطفل ذو الست سنوات سيفهمها؟

3ـ الشخص الخَفِي

هذا النوع مهمته هو وضعك في موقف محرج وإظهار الجانب المظلم منك، ثم التشهير بك أمام الآخرين.

هل رأيتم؟ هذا وجهه الحقيقي! أنا لم أظلمه بل هو من ظلمني… كل هذه هي عبارة عن أمثلة لعبارات سيستخدمها هذا النوع من الأشخاص بمجرد أن تسمح لعاطفتك بالسيطرة عليك والرد بطريقة غير مدروسة.

ولكي لا تقع في فخ العاطفة الفارغة، تذكر معي التقنيات التالية.

كيف تدافع عن نفسك ضد الهجوم اللفظي؟

سواء كنت أمام الشخص المفوض أو المحلل أو الخفي، أهم قاعدة هي التحكم في عواطفك.

لأنك حين تتبع العاطفة ستبتعد عن الحقائق وهذا ما يريده الآخرون منك. مثلا، الشخص المفوض يريدك أن تبتعد عن حقيقة أن لا شخص قد فوضه للحديث نيابة عنه! وهدفه هو أن تجيبه بشكل عاطفي، تصرخ وتقول كلاما عنيفا.

ولكي تهتم بالحقائق فقط في محادثاتك، عليك بالنظر للطرف الآخر كشخص غريب، كشخص تلتقي به لأول مرة. لن تفكر فيما يربطك به، أو تحاول دراسة ردة فعله، كل ما عليك القيام به هو مواجهته بذكاء والسؤال عن الحجج والوقائع.

حين تفهم أنواع الشخصيات السامة وفن الرد عليها ستنظف حياتك من العلاقات السيئة ومن الصحبة الفاسدة، لأن الأشخاص الجيدين لن يبحثوا عن نقاط ضعفك أو يطبقوا عليك الهجوم اللفظي!