تخيل معي أنك الآن ترى مجموعة من الأصدقاء يمرحون ويضحكون معا في نزهة رائعة، كيف ستشعر؟ هل ستقول في نفسك تمنيت لو كنت معهم، وكنت أنا أيضا أضحك من صميم قلبي… لكن للأسف أنا لا أستطيع! أحس بشيء ينغص علي فرحتي! إن كان هذا هو جوابك فستحتاج لـ تحرير مشاعرك السلبية.
كلما استطعت تحرير مشاعرك السلبية كلما كان تطورك أسهل، وأيضا كلما كانت حياتك الاجتماعية أفضل!
لماذا أنت لا تستلطف الناس؟
من أهم أسباب وجود مشاعر سلبية في داخلك هو ما تشعر به تجاه الناس، إن كنت من النوع الذي يهرب من لقاء الآخرين، يتعذر بأن الوحدة والعزلة أفضل بكثير من التواجد في محيط اجتماعي، فأحب أن أقول لك أنك تخدع نفسك! والأسوء إن كنت كلما رأيت شخص يقوم بتصرف مخالف لك أو يتعارض مع ما تقوم به فأنت تكرهه ولا تستلطفه!
صحيح أني لا أطلب منك أن تحب جميع الناس، لكني دعني أسألك، فيماذا يختلف الأشخاص الذين لا تستلطفهم؟ هل هم أفضل منك؟ هل لديهم عيب موجود فيك أنت أيضا؟ هل يقومون بفعل أنت من داخلك ترغب بالقيام به لكنك تقمع نفسك؟
أرجو أن تجيب على هذه الأسئلة بصراحة، لأنها أول خطوة تجاه تحرير مشاعرك السلبية.
من المهم الإشارة إلى أنك إن كنت من الفئة الأولى التي تقول أنه لا توجد غاية من وجود الناس حولك، وليذهب كل في حال سبيله، فأنا أدعوك للتخلص من هذه الأفكار السامة والهدامة، لأنك بالنهاية إنسان، وكائن اجتماعي يحتاج للآخر.
إن كنت تتساءل عن طريقة عملية تساعدك على هذه الخطوة، فتعلم الذكاء العاطفي! هذا ما أستطيع قوله لك. كلما اكتسبت ذكاء عاطفيا عاليا كلما كنت قادرا على التعامل مع الألم والشعور النفسي دون هروب أو تجنب.
وتذكر أن القرار السهل ـ تجنب الألم ـ يؤدي إلى حياة أصعب!
كيف تقوم بـ تحرير مشاعرك السلبية؟
في هذه الفقرة سأفصل لك الأسئلة التي طرحتها عليك أعلاه لكي تفهم بالضبط أهمية إجاباتك! ما يجعلك تكره الآخرين ولا تتقبل بناء علاقات معهم هو وجود عقد نفسية بداخلك، لا تخف ولا تتعجب! ستفهم ما أقصده الآن.
العقدة الأولى:
هل الطرف الآخر يتصرف بسلوك أنت تمنع نفسك من فعله؟
أقصد بهذا السؤال، إن كان الشخص أو المجموعة التي لا تحبها أو لا تستلطفها تقوم بسلوك أنت من داخلك تريد فعله لكنك تقمع نفسك.
على سبيل المثال، أنت تشتغل في وظيفة معينة وتقوم بعمل محدد، في حين أن الشخص الذي لا تحبه أو لا يعجبك يشتغل في تجارة حرة وعمله مبني على البيع والشراء ويقوم به وقتما يريد، وأنت لا تستطيع القيام بهذا! أو أن الآخر متزوج ولديه عائلة وعمل رائع وأنت لم تحقق شيئا من هذا على الرغم من رغبتك بهذا!
العقدة الثانية:
هل الطرف الآخر يشبهك؟
لاحظ إن كان الأشخاص الذين لا يعجبونك أو لا تستلطفهم يشبهونك! لماذا؟ لأننا دائما في منافسة مع هذه الفئة الشبيهة لنا.
مثلا، التجار يتنافسون مع بعضهم البعض لأنهم في مجال واحد، وكل تاجر يريد أن يتغلب على الآخر، أو فقط في العمل ستلاحظ أن النساء ينافسن النساء، في حين يمكن للمرأة أن تعمل بشكل جيد مع الرجل، والعكس. غالبا ما يغير الرجل من نجاح مديره في العمل وبالتالي هذا قد ينعكس سلبا على إنتاجيته!
ما هو الحل إذن؟
بمجرد شعورك بالضيق وكرهك للطرف المقابل لك، أدعوك لطرح الأسئلة أعلاه والإجابة عليها بصدق.
- 1ـ هل هذا الشخص يقوم بسلوك أنا أقمعه في نفسي؟
- 2ـ هل هذا الشخص به عيوب موجودة بي وهو متصالح معها؟
- 3ـ هل هذا الشخص يذكرني بشخص ما وقعت لي معه حادثة سلبية؟
- 4ـ هل هذا الشخص سيفيدني في شيء ما ولكن الإيغو يمنعني من الحديث معه؟
أريد أن أستفيض في السؤال الأخير لأن الكثيرين منكم يتجاهلون مصالحهم الخاصة بسبب الإيغو أو الأنا المرتفعة. غالبا يتواجد في حياتك شخص ما أنت تعلم يقينا أنه سينفعك ولديك به مصلحة ما ولكنه لا تحبه وبالتالي تتجنبه، وهنا ما الذي يحدث؟ تتضرر مصالحك، وكلما تكرر هذا الفعل كلما عجزت عن التطور.
والحل هنا أن تعترف أن هذا الشخص أفضل منك في زاوية أو جانب معين، مثلا في عمله أو علاقته العاطفية. أنت هنا حين تعترف سيسهل عليك التقرب من هذا الشخص وربما أيضا أن تجذب ما يعجبك فيه!
لا تبخل على نفسك بتصليح الوضع لأنك كلما ابتعدت عن الآخرين كلما استمريت في نفس المستوى ولن تتطور حياتك!
شكرا على هده النصائح