هل تمتلك شخصية حساسة؟ إليك كيف تتعامل مع الناس

شخصية حساسة

من المهم أن تفهم مشاعر الآخرين لتعرف كيف تتعامل وتتعايش معهم بما فيه مصلحة لك. لكن حين تراعي لهذه المشاعر وتنسى نفسك، فأنت هنا شخصية حساسة مرهفة من السهل السيطرة عليها.

تصعب الحياة على الإنسان الحساس، فهو لا يملك الإرادة الحرة لفعل ما يريد، بل تكون يومياته عبارة عن ردات فعل لحياة الناس من حوله. للأسف، هو يعرف أنه في ورطة كبيرة، لكنه يخشى التغيير.

لماذا؟

خوفا من الآخرين، ما الذي سيقولونه عنه؟ إنسان سيء، إنسان أناني، إنسان يفكر في مصلحته…

إن كنت تخاف من سماع مثل هذا الكلام، فتابع معي القراءة لتتخلص من هذا الخوف.

هل تمتلك شخصية حساسة؟

لكي تتأكد من أنك إنسان يراعي لمشاعر الآخرين وينسى مشاعره الخاصة، إسأل نفسك:

  • هل تضطر لتقلل من مستواك من أجل الطرف الآخر؟
  • هل تضطر للتنازل عن رغباتك الشخصية في مقابل راحة الآخرين؟
شخصية حساسة

إذا كان جوابك نعم، فهنا عليك الانتباه.

هؤلاء الناس الذين تراعي لمشاعرهم، كيف يعاملونك؟ لا يقدرون عطائك، أليس كذلك؟ لا يعيرونك أي اهتمام، صحيح؟ تفيض عليهم بالعطاء، لكن دون مقابل؟

هنا يوجد خلل في الطاقة، وكما تحدثت في مقالات السابقة، أساس نجاح العلاقات هو التبادل الطاقي بين الطرفين. الأخذ والعطاء، شرط للعلاقات الناجحة.

ما عليك أن تنتبه له هنا لكي تتأكد من سبب تعامل هذه الفئة من الناس معك بهذه الطريقة رغم إحسانك إليهم، هو كيف يتعاملون هم مع من هو أعلى منهم؟

راقب تعاملهم من الأشخاص الأفضل منهم، اجتماعيا، وماليا، وثقافيا… هل في اعتقادك يعاملونهم مثل ما يعاملونك؟ لا! هنا الكارما تتكرر.

هم يراعون مشاعر الناس الأفضل منهم، فيتعرضون للضغط، ولكي ينفسوا عن أنفسهم يضغطون عليك أنت! والدائرة تتكرر. تقديرهم الذاتي المفقود يريدون استرجاعه بالسيطرة عليك أنت، وهنا عليك أن تمتنع عن كونك أداة لاسترجاع الكبرياء والتقدير الذاتي!

كيف تتعامل مع الناس كونك شخصية حساسة؟

من أسوأ السلوكيات لدى الشخصية الحساسة هو تجنبها للنزاعات، فأنت تراعي لمشاعر الآخرين ولا ترغب في الدخول في جدال معهم، هل تعرف الشخص الذي لا يستطيع قول لا؟! هو نفسه الشخص الحساس!

هيا نخرج… حسنا، تعال معي للمقهى… حسنا، هيا معي للسوق… حسنا، اتصل عليك في 12 ليلا فتجيبين على الهاتف… أنت دائما موجود ومتفرغ لقبول طلبات الآخرين.

وهنا أعيد تكرار نفس النصيحة، لا بد أن تملئ حياتك، سواء بوظيفة أو عمل حر أو هواية أو اهتمام يشغل وقتك… لكي لا تضطر لملئه بمشاغل الناس من حولك.

توقف عن سؤال نفسك: لماذا يتعاملون معي هكذا؟

كلما طرحت هذا السؤال، كلما انتظرت أكثر. ستنتظر أن تأتيهم يقظة الضمير بشأن سلوكياتهم تجاهك. ستنتظر أن يتذكروا أنك أحسن منهم ثم يعتذرون على تقليلهم من مستواك.

الانتظار لا يوصل لشيء! تذكر هذه القاعدة.

شخصية حساسة

السؤال الصحيح في هذه الحالة هو، كيف يجب علي أنا أن أتواصل مع هذه الفئة؟

هذا السؤال سيجعلك تنتقل من دور الضحية (لماذا هم؟) إلى دور المسؤول (كيف أتواصل أنا؟).

حين تكون مسؤولا على نفسك، فهنا أنت ستضع الآخرين في مكانتهم الحقيقية وستضع نفسك ايضا في مكانك الحقيقي، لأنك لن تبحث عن مبررات ولن تهرب من النزاع، بل ستكون واضحا بشأن قيمتك الاجتماعية.

من المهم أيضا أن تشتغل على مخاوفك وتحاول أن تعالجها وتتخلص منها، لأن الخوف هو ما يسقطك في مصيدة الناس المستغلة والمسيطرة.

هل أنت تعاني من العطاء الزائد؟ شاركني في التعليقات لكي أتحدث مطولا عن هذا الموضوع.

تعليق واحد على “هل تمتلك شخصية حساسة؟ إليك كيف تتعامل مع الناس

  1. maem يقول:

    هناك بعض الناس لهم شخصية حساسة للغاية و مع ذلك يحاولون مواجهة الاخرين بجرأة ما لكن لا ينجحون في ذلك مما يرجع عليهم بالندم و البكاء
    و الاكتئاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

باستخدام موقعنا فانت توافق على سياسة الخصوصية وشروط الخدمة