تحدثت في مقالات سابقة عن الأساليب الصحيحة والسليمة في الحوار، وكيف تنجح في بناء محادثات سريعة وفعّالة، إلا أنني اليوم أريد أن أنبهك من أربع عبارات تفشل التواصل وتجعلك تبدو في موضع سيء وغير مقبول!
العبارات التي ستتعلمها اليوم، ليس عليك فقط تجنبها، وإنما أن تقطع علاقتك مع كل شخص يستخدمها بشكل مبالغ فيه، حفاظا على احترامك لذاتك.
إليك 5 عبارات تفشل التواصل مع الآخرين
ليس من العيب أن تكون مهاراتك في التواصل غير جيدة، لأنك تستطيع تطوير نفسك واكتساب القدرات اللازمة لتصبح شخصية كاريزمية مؤثرة بالكلام، إلا أن العيب يكمن في أن تقع في فخ استخدام أساليب شفهية مدمرة لقيمتك الاجتماعية.
أنا هنا لا ألومك، لأن بعض العبارات تعودنا على استخدامها في بيئتنا الاجتماعية، وقد لا تبدو سيئة، إلا أن ما تخفيه من ورائها غير محبب!
1ـ لا تعتبرها قلة احترام مني
سأترجمها للدارجة المغربية حتى تعلم عما أتحدث ‘ما ديرهاش مني قلة الصواب’، هذه العبارة ليست دلالة خير حين تسمعها، لماذا؟ لأن ما سيأتي بعدها عبارة عن كلام أنت سترفض سماعه، لكن لكي يستطيع الطرف الآخر إخبارك به، سيزين كلامه بهذه العبارة.
لا تعتبرها قلة احترام مني، ولكن أسلوبك في اللباس قبيح! أو لا تعتبرها قلة احترام مني، ولكن زوجتك ليس من حقها أن ترفع صوتها عليك…
لاحظ معي أن الشخص الذي يستخدم هذه العبارة معك، دائما ما يخفي نيته في التقليل من قيمتك أو إظهارك في مظهر البليد، فانتبه جيدا من قبول هذه العبارة.
2ـ لا أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع ولكن…
هذه العبارة هي تكملة للعبارة الأولى، ودورها أيضا تجاوز حدودك بطريقة تبدو لطيفة!
إن لم ترد التحدث في هذا الموضوع، فلا تتحدث عنه! هذه أفضل إجابة تستطيع أن توقف بها الشخص الآخر، وتذكر أن الحفاظ على حدودك الشخصية من مسؤوليتك أنت، فلا تنتظر أن يحترمها الآخرون.
3ـ إنجازك عادي…
صحيح أنك لن تسمع هذه الجملة مباشرة، إلا أن الدليل على تقزيم إنجازاتك هو عدم مبادلتك شعور الفرحة. أنت حققت إنجازا أيا كان أو كنت سعيدا لحدث يخصك فقمت بمشاركة صديقك أو صديقة لك هذه الفرحة، إلا أنه لم يبادر بتهنئتك ولم تشعر أنه سعيد من أجلك.
على العكس، قد يخبرك بخبر محزن أو مؤلم يخصه لكي يبرر عدم فرحته، وقد يتجرأ ويخبرك أن إنجازك أو ما قمت به لا يستحق هذه السعادة.
للإشارة، إن كنت أنت من يقوم بهذا الأمر، فأدعوك لتصحيح سلوكك! من الجيد أن تشارك الآخرين فرحتهم، لأنك بهذه الطريقة تدخل في ذبذبات الإنجازات والفرحة، وقد شرحنا مبدأ الطاقة والذبذبات بكل سهولة في دورتنا الأخيرة!
تابع آخر فيديو على قناتنا في اليوتيوب.
4ـ لماذا أنت سخيف؟
بالعادة، نحن حين نحقق إنجازا معينا أو حين نشعر بالسعادة، نتصرف بتلقائية أكبر، نضحك ونمزح، ونعبر عن فرحتنا. في مثل هذه اللحظات العفوية تستيقظ الجدية لدى بعض الأشخاص! لم يكن إنسانا جديا طوال حياته، ولكن في اللحظة التي تصرفت أنت فيها بعفوية يقلب عليك الطاولة! لماذا أنت سخيف؟ أو ما هذه السذاجة؟
هذه عبارات يقولها من يريد التقليل من فرحتك ومن إنجازك! صحيح الجدية مهمة، إلا أن لها مواضع خاصة، وقد تحدثت سابقا عن رموز التواصل وكيف من الضروري أن تفهم الرموز في كل مكان تتواجد فيه، لكي لا تخرج عن السياق وتصبح أنت الساذج فعلا!
5ـ لماذا تكبر الوضع؟
من أكثر المشاكل التي تصلني في الاستشارات هي ‘أنا لا أجد من يفهمني؟؟’ وهذه مشكلة تتكرر كثيرا! والدليل على هذا أنك أنت بنفسك قد تكون واقع في ظرف سيء وأخبرت شخصا حولك، ثم رد عليك: لماذا تكبر الوضع؟ هذا أمر عادي سينتهي…
أيا كان المأزق الذي وقع فيه الطرف الآخر أو أنت بنفسك واقع فيه، فلا يستطيع أحد فهمه واستيعابه، لأننا لا نعلم الصورة كاملة المرتبطة بالحدث!
لهذا، حين يأتيك شخص ويخبرك بمشكلته، لا تتسرع وتحكم بأنها مشكلة صغيرة وبسيطة، بل إسأل: ماذا وقع؟ كيف حدث هذا؟ أخبرني بالمزيد…؟
من أساسيات الحوار الفعال أن تكون مستمعا جيدا ولا تسقط في فخ عبارات تفشل التواصل مع الآخرين!
كلما ابتعدت عمن يخطئ في اختيار عبارات التواصل المناسبة، كلما كنت قادرا على حماية طاقتك الشخصية من المستنزفين والنرجسيين!
الآن، أخبرني، ما هي أكثر عبارة يستخدمها الأشخاص من حولك؟
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا