بمجرد أن تكتشف أنك عرضة للاستغلال فعليك أن تبحث عن حل!
أريدك الآن أن تسأل نفسك هل هناك شخص أو أشخاص في حياتك يقومون بسلوكيات سيئة تجاهك، سواء كانت فعلا أو قولا، ودائما ما تشعر بالغضب نحوهم ويمتلأ قلبك بالبغض ناحيتهم، لكن بمجرد أن تلتقي بهم ينطفئ هذا الغضب، وتنسى كل كرهك لهم؟؟!
معادلة صعبة لكنها حقيقية!
هل تعرف أنك عرضة للاستغلال؟
اعتمادا على جوابك في المقدمة ستستمر في قراءة هذا المقال، فإن كنت تشعر بالغضب تجاه شخص ما وتتوعده بينك وبين نفسك
(حين سألتقي به سأصارحه وسأخبره بغضبي تجاهه… وكل ذلك التوعد الفارغ)، لكنك بمجرد أن تتواجد أمامك تخاف وتنسى أذيته لك، فأنت بكل تأكيد عرضة للاستغلال.
هذه بعض الأمثلة للسلوكيات التي تدل على استغلال الآخرين لك:
- يؤذيك الطرف الآخر نفسيا.
- يأخذ أغراضك ومقتنياتك دون إذن.
- يقترض منك المال ولا يعيده.
- يقضي بك مصالحه ثم ينصرف.
- يأتي إليك في الفرح ويتجاهلك في وقت الحزن.
شعار الأشخاص الاستغلاليين هو الأخذ دون عطاء، فتذكر هذا الشعار كلما صادفت في حياتك شخصا يأخذ منك دون أن يعطيك شيئا، لأنك إن لم تنتبه منه، فسيتحول عاجلا أم آجلا لشخص متلاعب عاطفيا أو منحرف نرجسي!
لماذا لا تستطيع مواجهة الاستغلاليين؟
باعتبارك تعرف أنك عرضة للاستغلال، وأن هؤلاء المحيطين بك يستغلونك لأغراضهم ومصالحهم الشخصية، فلم لا تقطع علاقتك بهم؟؟
الأمر ليس بهذه السهولة! لماذا؟
1ـ أنت أمام شخص متلاعب عاطفيا
من هو المتلاعب عاطفيا؟ هو الشخص الذي يوهمك بأن الحياة بجانبه رائعة، وبأنه سيضمن لك مستقبلا مشرقا، وسترى معه أحلامك الوردية تتحقق! وهو بشكل أدق شخص يقوم بزرع أفكاره في عقلك، ويوهمك بأنه هو الوحيد الذي يعرف مصلحتك أين تتواجد.
في كثير من العلاقات العاطفية يتحول المتلاعب إلى شخص نرجسي سيتعبك في حياتك، لهذا انتبه لهؤلاء الأشخاص.
2ـ أنت شخص حنون جدا
من هو الشخص الحنون جدا؟ هو الذي لا يستطيع التحكم في مشاعره، بحيث أنه يمتثل بسرعة لرغبات الآخرين ومتطلباتهم بمجرد أنهم لم يتقبلوا ما يقوم به. بمعنى أنت تمارس مثلا هواية أو عمل ما، لكن صديقك لم يعجبه الأمر وأخبرك أن هذا العمل يجعلك لا تلتقي به كثيرا، فتشعر أنت بتأنيب الضمير وبالتالي تتنازل عن هذا العمل!
من الجيد أن ننتبه لمسألة تأنيب الضمير، لأنها فعلا خطيرة، وقد ناقشناها بالتفصيل في دورة الذكاء العاطفي، وهو شعور يحاول المتلاعب أن يُشعرك به بلعب دور الضحية، وهذه مسألة لا تتجاوزها دون العمل عليها.
أهم معلومة يجب أن تتذكرها كونك شخص حنون هو أنك غير مسؤول عن تعاسة الآخرين الذين يلعبون عليك دور الضحية أو أنك مطالب بحل مشاكلهم، يكفي أن تحل أنت مشاكلك!
إن كنت أريد أن أحدد المصدر الرئيسي لهذا الحنان الزائد أو لعدم قدرتك على فرض آرائك ومواقفك، فهي التربية. تمت تربية الكثيرين منا على أن الشخص الجيد هو من ينال موافقة الآخرين، وأنك إن قمت بعمل لا يرضاه الطرف الآخر فأنت إنسان سيء!
كيف تتوقف عن كونك عرضة للاستغلال؟
لكي تختصر على نفسك الطريق، تعلم كيف تتحكم في مشاعرك، وكيف تتواصل بطريقة جيدة، لأن الاستغلاليين ليسوا أغبياء، بل هم يتمتعون بقوة في التواصل وبكاريزما عالية تجعلك تقوم بما يطلبونه منك دون تردد.
لكن، إن أردنا خطوات وتقنيات عملية، فإليك ما تفعله:
1ـ تقنية خط ألا رَجعة
وهي كما يقوله اسمها، ستطبق خطوة لا تعود بعدها. ستتصل بهذا الشخص الاستغلالي، وتخبره أن لديك ما تقوله له، وأن كلامك قد لا يعجبه لكنك مجبر على قوله، فتتفقان على موعد، بحيث لا يعود أمامك فرصة للتراجع.
حين يصل وقت اللقاء، قل ما لديك مباشرة وانصرف! أعيد وأكرر، قل ما لديك وانصرف.
لماذا؟ أن تحدثت مطولا فستعطي تبريرات، وإن كان هناك شيء واحد يحبه المتلاعب عاطفيا فهي التبريرات والتفاصيل في الحديث.
لماذا؟
لأنه سيستعملها ضدك! سيربط بين هذه التفاصيل وسيجعلك تؤمن أنك المخطئ وليس هو.
قل ما لديك ثم انصرف.
2ـ تقنية عدم الرضا
في العادة أنت حين تلتقي بهؤلاء الاستغلاليين تكون مرحِّبا بهم، تقبل طلباتهم وتسايرهم فيها، لكن الآن قم بالعكس. تصرف وكأن هناك شيء يزعجك، مثِّل أنت منزعج منهم دون أن تشعرهم بالسبب.
سيجعلهم تصرفك هذا يتساءلون ماذا بك، وما الذي حدث لك؟ ولماذا تغيرت؟ سيكثرون عليك بالأسئلة وبالتالي أنت ستجيبهم وستخبرهم بما لديك، ولن تشعر بالخوف من المواجهة، لأنه لا حل آخر أمامك.
3ـ لا تنتظر شيئا من أحد
أكثر الأشياء التي تجعلنا عرضة للاستغلال هي انتظاراتنا تجاه الأشخاص، سقف التوقعات الذي نرفعه في كل علاقة جديدة ندخلها. كلما رفعت توقعاتك في الشخص كلما عشت صدمة قوية.
تعرف على الناس، ادخل معهم في علاقة، مع ذلك اعلم أن هذه العلاقة قد تنتهي في أي لحظة، أو أن هذا الشخص قد لا يحقق لك ما تريده أو ما ترغب فيه، لهذا اعمل أنت بنفسك على تحقيق ما تريده.
ستفيدك هذه الخطوة الثالثة أيضا في أن تتعلم أن حياتك لا تتوقف على شخص، وأنك تستطيع أن تعيش بدونه بشكل طبيعي، لأنه في النهاية أحدكما سيغادر هذه الحياة أولا.
تذكر أن الاحترام والحرية لها ثمن، وأول ثمن ستدفعه هو التخلص من خوف المواجهة، لأنك إن أردت أن تغير واقعك فستحتاج لتواجه الأشخاص الذين يربطونك بهذا الواقع السيء!
بارك الله فيك كوتش فعلا والله يجب ان نضع حدودا صارمة مع أمثال هؤلاء ونعيدهم إلى حجمهم الحقيقي