تأمل حياتك الآن، واسترجع المواقف التي تعرضت فيها للأذى من أشخاص مختلفين، إسأل نفسك، لماذا تمت أذيتك؟
هل لأنك إنسان غبي أم لأنك سمحت لهم بالتصرف معك بسوء؟ لأن الموقف المؤلم لا يأتي فجأة، بل هو تراكم لمجموعة من التصرفات السيئة تجاهك. يتصرف معك الطرف الآخر بشكل غير مناسب، فتتجاهل الأمر ولا تصارحه، فيتعود على هذا، ويتسمر في إهانتك، نفسيا وسلوكيا.
وهنا، إن تكررت عليك هذه المواقف، فأنت تحتاج لرسم حدود واضحة!
لماذا لا تستطيع مواجهة الناس السامة؟
إن سألتك الآن، هل تقبل أن تتم إهانتك أو استغلالك؟ ستجيب، طبعا لا! من سيقبل الإهانة؟ لكنك، حين تكون في الحدث مباشرة، تنسى قيمتك الشخصية وتقديرك لذاتك، ويسيطر عليك الخوف من الآخرين.
لو سمحت، أقرضني مبلغا من المال… بينك وبين نفسك، لا تريد إقراضه المال، ولكنك تخاف أن يقول عنك بخيل، أو ترفض المساعدة، فتعطيه المال. تقدم خدمة أو عمل ما، ولا تطلب مقابله، أو يتم دفع مبلغ ضئيل لا يساوي الجهد الذي بذلته، لكنك للأسف لا تطالب بحقك خوفا من أن يقولوا عنك، أنت إنسان تحاسب على الصغيرة والكبيرة…
الخوف من كلام الآخرين ومن نظرتهم لك، نظرة الإنسان المعقد، أو الإنسانة المعقدة الأنانية، التي تتحاسب على الدرهم أين ذهب!
إن كنت تشعر بهذا الخوف، فأريدك أن تركز على موضوعنا لليوم، كيف أضع حدودا للناس السامة؟
كيف أضع حدودا للناس السامة؟
تقول إحدى القواعد الحياتية الثابتة، أن السبب الرئيسي لخيبات الأمل واللحظات المؤلمة التي عشتها، هي انتظارك وتوقعك لنتائج إيجابية من أشياء مجهولة أو لست متحكما فيها!
كرر هذه القاعدة بتمعن، وتذكرها جيدا.
الحديث هنا ليس فقط عن الأشياء وإنما الأشخاص أيضا. العلاقات الجديدة التي تبنيها، ما مدى معرفتك بالشخص حتى تتوقع منه كل الخير؟ أو تعتقد أنه لن يضرك أو يؤذيك؟
حين تجهل هذه القاعدة وتتجاهلها، فهنا أنت تفتح الباب للآخرين باللعب بك واستغلالك. كم من صديقة جديدة تعرفت عليها، وسرعان ما طلبت منك مالا أو حتى لباسا أو حقيبة جميلة رأتها لديها، ثم اختفت بعدها؟!
الخطأ منك أنت، لأنك حين تنتظرين من هذه الصديقة أن تفهم نفسها وتُرجع لك مالك أو حقيبتك، فهنا أنت تتجهين نحو الغباء أو اللطف الزائد عن حده.
والأسوأ، أن الكثيرين يتصرفون معك بسوء من أول العلاقة أو بداية التعارف، فتتجاهل الأمر وتقول أنه لم ينتبه أو لن يكرر هذا السلوك.
لا، أريد طمأنتك، سوف يكرر السلوك السيء لأنك لم ترسم حدودك من البداية.
لهذا، تخلص من الشخصية اللطيفة وابن الناس، وتصرف على أساس السلوك السيئ الذي قام به، إلى أن يُثبت العكس، فعلا وليس قولا.
انتبه من جمل معينة توقعك في الفخ الناس السامة
1ـ ماذا بك؟ ألا تثق بي؟
هذه أخطر جملة تدل على أن الطرف الآخر نصاب وشخص استغلالي! كيف ستثق في شخص أنت لا تعرفه؟! كيف يُعقل أن تتعرف على شخص اليوم ثم يعرض عليك شراكة عمل؟ أو يقترح عليك شيئا كبيرا تقومون به معا؟
لا تقبل أن يتم التلاعب بك عن طريق مبدأ الثقة، الثقة هي شيء يكتسب بالمواقف المتكررة، وليس شفهيا.
في المقابل، أنت أيضا لا تعرض ثقتك دون أن تُبرهن عليها، لأن هذا سلوك ضد التقدير الذاتي.
2ـ على ضمانتي
هذه الجملة تقال كثيرا في بداية الشراكات المهنية، أو يقولها من يرغب في اقتراض المال منك ويُحضر معه شخصا ثالثا يوقعك في الفخ.
الضمانة هي شيء ملموس، شيك موقع، أو ورقة تضمن بها حقك حين يقع مشكل ما. لا تعطى الضمانة شفهيا، فانتبه.
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا