في مجتمع مليء بالمختلين العقليين، والأشخاص النرجسيين، أكيد أنك تتساءل كيف تتصرف مع الشخص السام في حياتك؟! في مقال اليوم سنتعرف على الطريقة الصحيحة لبدء محادثة مع هذه الفئة من الناس كيفما كان وضعك معها، والوصول معهم للنتيجة التي تريدها.
من هو الشخص السام الموجود في محيطك؟
أول خطوة لتعيش الحياة التي تريدها قبل أن تتعلم كيف تتصرف مع الشخص السام، هي تحديد الأشخاص الذين يمنعون عنك تحقيق هذه الرغبة. راقب من حولك، من هو الشخص الذي يجعلك تكره عيشتك؟ يتصرف معك بسلوك يزعجك؟ يفرض عليك القيام بشيء أنت لا تريده؟ يضغط عليك لترك ما تريده وفعل ما يريده هو؟
- زميل لك في السكن، لا يدفع الإيجار، ولا يساهم في مصروفات المنزل… هذا شخص سام.
- جارتك التي تأتي لك بأطفالها عشية كل أربعاء لتجالسيهم… هذه سيدة سامة.
فكر جيدا، ستجد أن حولك أمثلة كثيرة لهؤلاء الأشخاص الصِّعاب الذين يقفون حاجزا أمامك.
لتتعلم كيف تتصرف مع الشخص السام يجب أن تتبع مجموعة من الخطوات، لكن هناك مسألة واحدة لا بد أن تتأكد منها وهي ما ستعرفه في الفقرة القادمة!
كيف تتصرف مع الشخص السام؟
أولا وقبل كل شيء عليك أن تتيقن أنك مجبر على مواجهة هذا الشخص! نعم، لايمكن أن تتخلص منه دون أن تواجهه بالفِعْلِ أو السلوك الذي يقوم به وأنت تنزعج منه.
في العادة، هذه الفئة من الأشخاص كانت قد تعودت منك على الوجه اللطيف، وعلى قبولك لكل أفعالهم المسيئة، إلا أن الأمر يجب أن يتغير وأن تفهم أن ضريبة صمتك على أفعالهم هي أن تواجههم الآن.
حين نتحدث عن المواجهة الخاصة بـ كيف تتصرف مع الشخص السام ، فأمامك خيارين:
الخيار الأول: أن تسلك طريق الإيغو، يعني أن ترد عليه بنفس الطريقة، قام بشتمك ترد الشتيمة، أو تسبب له مشكلة ما، أو تعاكسه فتدخلا معا في جدال لا ينتهي، وهنا تصبح أنت أيضا مسؤولا عن النتائج، ولم يعد الحق كاملا معك.
الخيار الثاني: أن تسلك الطريق الذكي، طريق العقل، وهو حين تستخدم معه الذكاء العاطفي وتكتشف الشعور الذي يشعر به فتقدم له الاحتياج الخاص به، وهنا أنت ستوقفه عند حده دون أن يشعر.
حين يكون اختيارك هو الطريق الثاني فأنت بدأت الاستعداد لمواجهة هذا الشخص، وهذا قلة من الأشخاص ما يفهمه.
الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو أنهم لا يستعدون لمواجهة الشخص السام في حياتهم، وهذا ما نريد تصحيحه اليوم. تذكر أن الشخص الناجح هو الأكثر استعدادا!
3 خطوات للتخلص من الشخص السام
خذ الآن ورقة وقلم واكتب ما هو هدفك، وما هو قرارك النهائي بخصوص هذا الشخص، هل تريد إنهاء علاقتك به؟ أم تريده أن يشارك في مصروف البيت؟ أم تتوقف عن إحضارها لأبنائها إليك كل أسبوع؟
حين تتأكد من قرارك، ابدأ الاستعداد:
1ـ الاستعداد النفسي
لكي تتخلص من الخوف الذي يمنعك من مواجهة الطرف الآخر يجب أن تتهيأ نفسيا. وهنا أقصد بالتهيؤ النفسي أن تتخيل في عقلك أسوأ سيناريو ممكن أن يحدث لك وأنت في هذه المواجهة؛ تذكر أن الخوف دائما مصدره هو المجهول!
إسأل نفسك ماذا ستفعل لو كنت مكان هذا الشخص السام؟ لو كنت أنت السيء؟ أنت الذي يمتص طاقة الآخرين؟ هل ستنزعج إن قام الطرف الآخر بمواجهتك ومصارحتك؟
بالتأكيد نعم، إجابتك على هذا السؤال بكل صراحة ستغنيك عن أخذ الأمور بشكل شخصي والتركيز فقط على السلوك المزعج.
2ـ الاستعداد البيئي
أقصد هنا بالاستعداد البيئي، المكان والزمان!
من الضروري ألا تقوم بهذه المواجهة في منزلك، أو منزل الشخص الآخر، وحتى إن كنتما تقطنان في نفس البيت يفضل اختيار مكان عمومي لإجراء هذه المحادثة.
بالنسبة للزمان، اختيار الوقت المناسب والملائم لكلا الطرفين جد مهم، يعني من غير المعقول مثلا أن تصارحي زوجك بأمر يزعجك مباشرة بعد عودته من العمل!
3ـ طبق بهدوء
حين تتجاوز مرحلة الاستعداد، يأتي وقت التطبيق!
سيساعدك تخيل السيناريو الأسوء في ضبط نفسك حين يرغب الطرف الآخر في جرك للكلام الجارح مثلا، أو السب والشتيمة. بمجرد أن ينهي هو كلامه، وتظهر له أنك استمعت إليه جيدا، أخبره بالجملة التالية: إذا فهمت كلامك فأنت تقصد هذا وهذا… ـ تقوم بإعادة الصياغة لكلامه ـ
ستكون إجابته هي نعم، بمجرد أن يقول لك نعم، فقد استطعت التغلب عليه.
لماذا؟
لأن الشخص الغاضب يحتاج لمن يفهمه، وأنت ستقدم له هذا الاحتياج. بعد هذه المرحلة، قم أنت باخباره برأيك، ما الذي تريده وما هو قرارك.
احتمال آخر قد يحدث وقت المواجهة، هو رفض الطرف الآخر لقرارك، وهنا ليس عليك سوى أن تكون صارما وتتخذ القرار دون مبررات.
إن تعلمك للذكاء العاطفي لا يساعدك فقط على التواصل بطريقة جيدة، وإنما أيضا في اتخاذ القرارات بطريقة أكثر فعالية في حياتك اليومية.
تابع الفيديو كاملا الخاص بموضوع اليوم!