التعليم المدرسي والحصول على شهادات عليا لم يعد الوسيلة الأساسية لإبراز مكانتك وقيمتك الاجتماعية.
لن يكفي مستواك الثقافي لتثير الاهتمام، لأن الطرف الآخر غير مهتم بما درسته، بقدر ما هو مهتم بشخصيتك الحقيقية وأسلوبك في التواصل، لهذا لكي تتعلم كيف تجذب انتباه الآخرين عليك باكتساب المهارات الناعمة، وأهمها:
- الذكاء العاطفي
- الذكاء الاجتماعي
أهمية تعلم فن الكلام لحياة متطورة
حين نتحدث عن مصطلح جذب الانتباه، فهنا ليس شرطا أن نتحدث عن جذب انتباه الجنس الآخر، أو جذب شريك الحياة… وإنما المقصد هو أي شخص أنت مهتم بالتواصل معه.
كنت موظفا وتريد أن تبني لنفسك مكانة وسط زملاء العمل وأيضا أن تبني علاقة جيدة مع مديرك، فأنت تحتاج لفن الكلام. قد تجد نفسك الآن تقوم بأعمال ليست لك، أو يُطلب منك إنجاز مهمات خارج أوقات العمل، وتريد أن يتغير الوضع لكنك لا تستطيع، لماذا؟
أنت لا تقدر على إيصال فكرتك بأسلوب لبِق، وأن تتواصل بشكل جيد. إما أن تصمت عن حقك ولا تعبر عن وجهة نظرك، لأنك خائف من المدير أو زميلك، وإما أن تغضب وتتعصب وتقول كلاما سيتسبب في طردك من العمل.
أو حتى إن كنت زوجة تريدين الحديث مع زوجك حول موضوع معين، أنت تحتاجين لجذب انتباه الزوج وجعله يستمع لكلامك وما تقولينه دون عصبية أو نفور…
أن تجذب انتباه الآخرين، يعني أن تكون قادرا على بناء علاقات اجتماعية صحية وقابلة للتطور، سواء مهنيا أو شخصيا. لأن ما هي العلاقة الناجحة؟ هي التي تتطور من مستوى لآخر.
كيف تجذب انتباه الآخرين بطريقة عملية؟
عليك أن تتدرب وتُطبق الخطوات التي سأشاركها معك، وهذا لن يتطلب منك جهدا مبالغا فيه، بقدر ما سيتطلب الاستمرارية.
1ـ كن تافها
لا أقصد هنا أن تكون أنت إنسان تافه، لا يتحدث بجدية، ولا يتحمل مسؤولياته، وإنما العلاقات الاجتماعية لا تُبنى على العُمق؛ التحدث بشكل رسمي؛ النقاش حول مواضيع عالمية؛ البحث عن مصطلحات قوية…
وهنا، عليك أن تتخلص من فكرة أنك يجب أن تقول كلاما مهما وغريبا وخارقا للعادة لكي يهتم بك الآخر، لأن هذه الفكرة هي التي تمنعك أصلا من بدء محادثات مع الناس.
تدخل لحفلة ما، أو جلسة ما، وتفكر ماذا أقول لكي أجذب الاهتمام، لا! المسألة مختلفة. تخلص من هذا المعتقد الخاطئ.
تستطيع ملاحظة أهمية التفاهة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا دليل على أنها مطلوبة ليس فقط اجتماعيا، وإنما أيضا اقتصاديا.
بعد يوم عمل طويل، هناك من يبحث عن القليل من التفاهة لكي يريح دماغه!
2ـ عبِّر عن الرفض بلطف
حين تتصادف مع شخص يختلف معك في الرأي، عبّر عن هذا الاختلاف، شارك وجهة نظرك بطريقة مقبولة، لأن الكثيرين سيطبقون الخطوة السابقة (كن تافها)، ويقبلون ويتفقون مع جميع الآراء، وهذا خطأ.
الشخص المحبوب اجتماعيا يعرف كيف يرفض ما لا يناسبه، ويشارك ما يوافق توجهاته.
هنا أيضا، لا بد من تعلم عدم فرض رأيك، وإن كنت من النوع الذي يشاهد مثلا فيديو على يوتيوب أو بوست على انستغرام ويُعلق: لا، لم يكن عليك فعل هذا، لا، كان عليك فعل هذا… فأنت هنا تحتاج للتوقف قليلا. لأنك إن أردت أن تجذب انتباه الآخرين، فليس من خلال فرض السيطرة أو الانتقاد العشوائي، بل باللطف.
ركز على استخدام مفردات، كالتالي:
- أعتقد
- أظن
- ربما
- ما رأيك لو…؟
3ـ تعلم الصمود
إن كانت الاستمرارية هي سر النجاح المادي، فالصمود في التواصل هو سر النجاح الاجتماعي. ليس بإمكان الجميع الاستماع لمحادثة بتمعن دون محاولة التفكير في الإجابة أو ردة الفعل!
هذا الأسلوب الصامد في المحادثة، وعدم المقاطعة، وأن تكون حاضرا في اللحظة، سيجعل الآخرين ينجذبون إليك، لماذا؟ لأنك مستمع متفهم، ولست إنسانا يحاول السيطرة على المحادثة.
إن وجدت صعوبة في التعبير عن آرائك ووجهات نظرك بلطف ودون الدخول في جدال، فأدعوك لمراجعة حالتك النفسية وتعلم الذكاء العاطفي بحيث تتحكم في مشاعرك.
لأن التحكم في المشاعر هو أساس إجراء محادثات جيدة بعيدة عن الشخصنة والغضب.