من الصعب أن تعرف كيف تحل مشاكلك وأنت متذمر وتشتكي من سوء واقعك طوال اليوم! وللأسف إنه حال أغلبيتنا في هذا المجتمع!
اليوم، سأشاركك تعريفا جديدا لمصطلح المشكل وكيف يمكنك الاستفادة منه للانتقال لمستوى أفضل في حياتك!
قبل أن نبدأ، أريدك أن تكتب لي في التعليقات المشكل الذي تعاني منه حاليا، وبعد نهاية المقال ستجد نفسك استوعبت طريقة جديدة للتخلص منه.
ما هي أهم مهارة ستساعدك في حل مشاكلك؟
كل شخص منا لديه مشاكل في حياته، كبيرة كانت أو صغيرة؛ والفرق بيننا أن منا من يمتلك أدوات تساعده على حل مشاكله وبالتالي تحسين حياته وتطويرها، ومنا من يختار الهروب والبقاء في مكانه!
تذكر أن أسوأ طريقة لمواجهة المشاكل هي باجتنابها والهروب منها!
لأنك بهذه الطريقة لا تسمح لنفسك بالتعلم من هذا المشكل وبفهم جذوره ولماذا أصلا تعاني منه، ونتيجة الهروب القادم من الخوف والقلق، هي الوقوع في نفس المشكل مرارا وتكرارا لأنك لم تتعلم الرسالة منه.
لهذا، إن كنت تتسائل عن كيف تحل مشاكلك أو المهارة التي تحتاجها، فهي إدارة المشاعر.
كلما كنت قادرا على إدارة مشاعرك كلما استطعت تجاوز مشاكلك، لأن هذه الأخيرة في نهاية المطاف هي عبارة عن حدث تسبب لك في شعور سلبي!
تأتي إدارة المشاعر من اكتساب الذكاء العاطفي والاجتماعي كواحد من أهم المهارات الناعمة في عالمنا اليوم، والتي تتيح لك التعامل مع مطبات الحياة دون شخصنة.
أنت حين تدير شعور الخوف أو القلق من المشكل ستسمح لنفسك بالتفكير بطريقة منطقية وعملية في الحلول. والعكس، إن سمحت لمشاعرك بإدارتك فأنت ستسقط في فخ التذمر والشكوى وستفضل أن تهرب من المشكل بدل مواجهته.
والكثير منكم الآن، في بيئته شخص سام، ينغص عليه حياته… ومع ذلك، لا تستطيع إخباره بهذا لأنك خائف من أن تبدو ضعيفا، أو خائف من طلب مساعدة الآخرين للتخلص من هذا الشخص السام، وفي المقابل كلما سنحت لك الفرصة تقوم بشتمه وشتم اليوم الذي تعرفت فيه عليه!
كيف تحل مشاكلك بطريقة عملية؟
إضافة إلى تعلم مهارة إدارة المشاعر، فأنت تحتاج لتغيير نظرتك للمشاكل، من شيء سلبي لشيء إيجابي سيساعدك على التطور في حياتك، لهذا، أول ما يجب عليك القيام به، هو:
1# غيِّر من زاوية رؤيتك للمشكل
الناس تنظر للمشاكل من زاويتين رئيسيتين:
1ـ من الزاوية العاطفية: وهذه يتجه لها 90 في المئة من الناس، حيث يعتبرون المشكل هو وضعية صعبة أو خطيرة تحتاج لقرار مستعجل، وبالتالي قد يتسرعون في ردات فعلهم ويختارون الشجار والصراع في غالب الحالات.
وللأسف هذا يؤثر على إمكانية تخلصك من المشكل، لأنك كلما وقعت في مأزق يقوم دماغك باسترجاع هذا التعريف، مما يجعلك تخاف من الوقوع في مصيبة فتختار الهروب…
2ـ من الزاوية العملية: وهذه يتجه لها من يمتلك الذكاء العاطفي ويستطيع التحكم في مشاعره ولا يسقط ضحية لها، مما يسمح له بالتفكير بمنطقية في المشكل إلى أن يجد الحل الأمثل له.
وهذه الفئة تنظر للمشكل على أنه مجموعة من الأسئلة يجب حلها وهي قابلة للنقاش وللتفاوض.
كلما استطعت اعتماد هذا التعريف، ستلاحظ أن عقلك وفكرك يشعر بالارتياح، وليس موضع خطر وانتباه.
1# حدد نوع مشاكلك
لكي تستطيع تفعيل المفهوم الجديد أعلاه، من الضروري أن تفهم أن مشاكل الحياة تنقسم إلى نوعين:
مشكل يتسبب لك في الانكسار: بمعنى أنك تعيش حياتك مطمئنا إلى أن تصادف حدثا يعيدك للوراء. مثلا، علاقتك الزوجية جيدة، إلى أن تأتي حماتك لزيارتك نهاية الأسبوع فتتسبب لك في مشكل تتأثر به علاقتك مع زوجك! وهنا يحدث الانكسار في العلاقة.
إذن، لحظة الانكسار هنا، أو سبب المشكل هو زيارة الحماة وتدخلها في حياتك الشخصية وقراراتك!
والحل، أن تتم مناقشة الأمر، وأن يتواصل معها ابنها بغية إعلامها أن الزوجة لا ترغب في التدخل في مسائلها الخاصة…
مشكل يقدم لك فرصة للتطور: ليست كل المشاكل هدفها كسرك أو التقليل من مستواك، على العكس تماما، توجد مشاكل الغاية منها هي أن يتطور جانب من جوانب حياتك.
نفرض أن شخص من بيئتك دائما ما يتجاوز حده معك، هنا هذا المشكل ليس هدفه التقليل من قيمتك، بل أن تتعلم كيف ترسم حدودك وكيف تتخلص من العلاقات المؤذية!
لهذا، مهمتك اليوم هي أن تصنف المشاكل التي تعيشها وفقا للأنواع أعلاه، وتعتبر كل مشكل كتحدي أنت مستعد لتجاوزه!
3# مارس الاستماع الفعّال
الصمت مهارة عليك باكتسابها، سواء كنت تريد أن تكون شخصية كاريزماتية، أو تبحث عن كيف تحل مشاكلك بسرعة! للأسف، أغلبنا حين يدخل في شجار أو جدال يستمر في الكلام والتبريرات دون السماح لنفسه بالاستماع جيدا للطرف الآخر، وهذا خطأ!
حين لا تستمع، فأنت لا تفهم وجهة نظر الآخر، ولا تفهم المشكل نفسه، وهكذا لن تجد الحل.
حدد مكانا وزمانا مناسبين للحديث، واستمعا لبعضكما البعض وناقشا الحلول الممكنة للمشكل بينكما… وإن كنت تقول أن الطرف الآخر لا يقبل بالنقاش، فمن الجيد أن تتذكر أن الشخص الذي لا يرغب في تقديمه طاقته وجهده لحل المشكل لا يستحق التواجد في عالمك!
العلاقات تحتاج أن لتبادل الطاقات، كل يقدم ما يستطيعه.
4# تعلم طرح الأسئلة
ما بين الصمت والكلام، أنت تحتاج لطرح أسئلة مناسبة. هذه النقطة تتمة للنقطة أعلاه، فأنت حين تستمع بتمعن للطرف الآخر، ستعرف ما هي الأسئلة التي يجب عليك طرحها للوصول لنتيجة واضحة.
وهنا أريد أن أشاركك تمرينا لـ كيف تحل مشاكلك بطريقة عملية والمرتبطة بهذه النقطة، وهي اطرح خمسة أسئلة تبدأ بـ لماذا؟ هذه التقنية قدمها مؤسس شركة تويوتا العالمية، وغايتها الوصول لجذر المشكل أيا كان.
استمع للطرف الآخر ثم اطرح عليه السؤال: لماذا فعلت هذا؟ ولماذا فكرت بهذه الطريقة؟ ولماذا لم تفعل هذا…؟ كل إجابة ستستقبلها ستفتح أمامك زاوية جديدة للمشكل.
ولكي لا يبدو طرحك لهذه الأسئلة اعتباطيا أو مبرمجا، بين كل سؤال وسؤال قم بإعادة صياغة كلام الشخص الآخر… إذن أنت تقصد هذا وذلك… فلماذا….؟
قم بإعادة قراءة هذا المقال مرارا وتكرارا لكي تستوعب أن دور المشاكل ليس إيقاف نموك وتطورك بل أن تنتقل من مستواك الحالي لمستوى آخر أعلى!
والآن، هل فكرت في حل مشكلتك؟ شاركني في التعليقات!
مشكلتي أنني ابحث عن مصدر دخل ولم أجد شغلا رغم بحثي عنه
أنني ابحث عن عمل ولم أجده وأنا جالسة في فراغ لا أفعل اي شيء