تحرير : زهرة أمزيل
الحياة العاطفية! صحيح سنتحدث اليوم عن هذا الموضوع الذي يعتبر حتى الآن من المواضيع المحرمة أو الطابو في مجتمعاتنا العربية.
كيف هي حياتك العاطفية؟
لا تجبني الآن، بل أطلب منك أن تقوم بمشاركة حالتك العاطفية مع أصدقائك أو عائلتك.
هل تستطيع أن تخبرهم أنك لم تجد إلى الآن الشخص المناسب؟ أو أنك متزوجة لمدة 25 سنة، لكن فقط على الورق؟ أو أن زوجتك كلما دخلت المنزل وجدتها على نفس الحال منذ يوم زواجكما؟
هل تستطيع مشاركة معاناتك الاجتماعية؟ أكييد لا!
لماذا؟ لأنهم ببساطة يستهزئون بك.
لا تستغرب، فمن سيستهزئ بك يعاني أكثر منك، ولهذا يفضل معظمهم إظهار تلك المثالية في حياته العاطفية والصمت عن معاناته، عوض كسر التقاليد العمياء التي فرضها أشخاص قبلنا عاشوا سنوات حرب وجوع ومشاكل كبيرة غطت على التعبير عن مشاعرهم.
لكن رغم انتهاء كل هذه المشاكل وتغير الحياة من الثمانينيات والتسعينيات لا زلنا وحتى سنة 2022 منغلقين عاطفيا، فأنت الآن لا تعرف ما الذي ستقوم به وسط هذه التقاليد!
هل تخرج من عزلتك وتبدأ حياة اجتماعية تلتقي فيها بأشخاص جدد قد يكون واحد منهم شريك حياتك المستقبلي؟ أو تتبع أوامر والدتك التي تخيرك بين رضاها أو شريك الحياة الذي ستتعرف عليه؟ أو تتعاطف مع محيطك الحالي وترضى بما تعيشه؟
بين كل هذه الاحتمالات أنت تجد نفسك داخل منطقة راحة من الصعب الخروج منها، فتقرر ممارسة بعض السلوكيات السيئة التي ستضرك بدل نفعك.
فمثلا قد تختار العمل لساعات إضافية فقط لتجنب الإحساس أنك في حاجة إلى الالتقاء بشخص ما والحديث معه عن مشاعرك، وهذا أبسط سلوك. أما في حالات أخرى فيختار الشخص الفارغ عاطفيا طريق الفساد والعلاقات العابرة القصيرة بدل إصلاح العلاقة الرئيسة الموجودة في حياته!
عادة ما تكون هذه السلوكيات مفاجِئَة من النساء، فحين ترى سيدة ترفع صوتها وسط زحمة الطريق تتساءل مع نفسك: لماذا تصرخ هذه المرأة؟
إليك الجواب: لأنها قد تعيش كبتا عاطفيا مع زوجها، بحيث لا تستطيع التعبير عما تريده وتحتاجه في علاقتهما الخاصة. فبدل أن تقوم بمصارحته ومطالبته بحقوقها وأن تقترح زيارة مختص ليساعدهم على تخطي مشاكلهم، تخاف من ردة فعله لكونه رجلا والرجل لا نقص فيه!
فتكون النتيجة أنها تمارس سلوكيات خاطئة تفرغ فيها رغباتها العاطفية!
ما هي أسباب الفراغ العاطفي؟
-1 الانغلاق
الانغلاق، تغلق على نفسك كل احتمالات أن تبدأ حياة اجتماعية، لأنك لا تتقبل فكرة أنك أيضا بشر ويمكن أن تخطئ كما يخطئ الآخرون.
لكن الجذر العميق والحقيقي لهذا الانغلاق والعزلة التي تعيشها هو الخوف من تكرار نفس تجارب الماضي التي خلقت بداخلك جروحا مؤلمة، وقد تحدثنا بشكل مفصل عن هذه الجروح في دورة الذكاء العاطفي وسنتعمق فيها أيضا في دورة المهارات الاجتماعية يوم 26 مارس 2022 بمدينة الدار البيضاء.
معرفتك لجروح الروح وكيف تتجاوز الخوف منها ضروري لك للتخلص من الفراغ العاطفي، فاحجز مكانك الآن في آخر 3 مقاعد من دورة المهارات الاجتماعية وعالج جروحك.
إعادة نفس التجربة بالنسبة لك هو إعادة معاناة الجرح القديم مرة أخرى!
-2 الجهل
الجهل، تجهل احتياجك العاطفي وتهمل المشاعر التي تحس بها ولا تستطيع مواجهة نفسك بها حتى أمام المرآة، وهنا سأشاركك تمرينا قويا وعمليا لتقوم به، لكن كن صادقا وجديا حتى تستفيد منه 100%
خذ ورقة وقلم وارسم جدولا من 4 خانات.
الخانة الأولى:
اكتب فيها كل الوضعيات التي تصيبك بالخوف وتمنعك من اتخاذ خطوات للأمام تجاه بناء علاقات اجتماعية، مثلا تكتب أنك تخاف من التعرض للرفض أو من المشاكل التي تأتي مع العلاقات الاجتماعية أو أنك قد تتعرف على شخص ثم يخونك مستقبلا.
الخانة الثانية:
اكتب كيف تتجنب تلك الوضعيات السابقة التي كتبتها، مثلا أنت تتجنب البحث عن شريك الحياة وبدء علاقة جدية بالدخول في علاقات عابرة دون معنى.
أو بدل تعلم المهارات الاجتماعية التي ستحسن من حالتك العاطفية تختارين البقاء مع نفس صديقاتك اللاتي يعشن أيضا حالات اكتئاب مثلك ولا جديد لديهن!
الخانة الثالثة:
اكتب كيف ستصلح هذه السلوكيات الخاطئة، الخطوات التي ستبدأ بها التخلص من خوفك وانغلاقك العاطفي.
الخانة الرابعة:
وهذه أهم جزئية في التمرين، حيث ستكتب ضريبة الفراغ العاطفي الذي تعيشه والسلوكيات الخاطئة التي تملأ بها هذا الفراغ. لأنك لن تستطيع إصلاح حالتك العاطفية ما لم تعرف وتحدد الألم بالضبط الذي تعيشه وإجابتك الصريحة على هذا السؤال ستكون دليلا على شجاعتك.
لأن إدراك الألم يقوي شجاعتك!
كيف أبقى في صحة نفسية وجسدية جيدة؟
الجواب المباشر: التواصل، تستطيع الحفاظ على نفسيتك بالتواصل الفعال. أن تكون صريحا مع نفسك ومع الناس ولا تكن مثلا ممن يعيش 20 سنة من الزواج دون أن يصرح أن شريكه يعاني من مشكل يعذبه في حياته!
فالخوف من التواصل ومن ردة فعل الآخر لا يحل المشكل بتاتا، على العكس فهو يعمقه لمشكل أكبر مستقبلا وهنا يكون الحل الأمثل في مشاورة أهل الخبرة إذا كان هذا الفراغ العاطفي موجود داخل العلاقة الزوجية الخاصة.
لكن إذا لاحظت أن شريكك لا يفضل أن يتواصل معك بشكل فعال فهذا دليل على أنه لا يريدك وبقائه معك هو لغرض مادي آخر وليس حبا فيك. فكم من فتاة مستمرة في الزواج فقط لأنها تحتاج من يصرف عليها وكم من شاب تزوج سيدة بعمر والدته فقط لتصرف عليه!
فإذا كنت أنت الآن متزوجا وتعاني من الفراغ العاطفي وتعيش إحدى الحالات السابقة عليك بالتواصل الفعال، ابدأ بأخذ خطوات بسيطة للتقرب من شريكك ومشاركته العواطف التي تحس بها.
وإن كنت لا تزال عازبا فتقبل أنك تستطيع التعرف على الجنس الآخر والتواصل معه بطريقة مقبولة ومحترمة تبني بها حياة اجتماعية ناجحة بدل البقاء في قوقعتك. يوم 26 مارس سنتعمق أكثر في طرق عملية أخرى تتجاوز بها فشلك العاطفي والاجتماعي في بناء علاقات ناجحة، فاحجز مكانك الآن