قانون الجذب، ستكون سمعت به من قبل، صحيح؟ اليوم لن نتحدث عن هذا النوع من الجذب، سيكون موضوع هذه المقالة هو الجذب في العلاقات، وهو جزء من الذكاء الاجتماعي. كيف تستطيع أن تجعل الناس تنجذب إليك وما الذي يجب أن تتوقف عن فعله حتى لا يهرب منك الآخرون؟!
سنتعرف على أجوبة كل هذه الأسئلة عبر ثلاث نقاط أساسية ستساعدك على بناء حياة اجتماعية متطورة.
ما هو الجذب في العلاقات؟
الجذب في العلاقات عبارة عن انعكاس لتصرفاتك وشخصيتك ومدى الكاريزما التي يشعر بها الناس نحوك. الحديث هنا ليس عن التصرفات الزائفة والسطحية التي يتخذها بعض الأشخاص كأنها وسيلة للجذب. على سبيل المثال، أخذ ديَن من أجل شراء سيارة فارهة أو حقيبة غالية ظنا منهم أن هذه المظاهر هي التي ستجعل الناس تنجذب إليهم.
الجذب في الذكاء الاجتماعي يرتكز على الانطباع الأولي الذي يأخذه عنك الناس. إذا لاحظت معي أن أغلب النصابين دائما ما يظهرون في حلة أنيقة وحديثهم يكون منمقا، لماذا؟ لأن رأس مالهم والطريقة الوحيدة لخداع الناس هي عبر التأثير عليهم من أول لحظة.
تستطيع الاطلاع على الفيلم الوثائقي عن النصاب الفرنسي Christophe Rocancourt وقصة انتقاله من قرية نائية إلى هوليوود وكيف استطاع خداع أكبر شخصيات السينما الأمريكية، فقط بالتركيز على ترك انطباع أولي جيد. بالطبع، هذه ليست دعوة لخداع الناس وأن تصبح نصابا وإنما لكي تفهم وتستوعب إلى أي درجة تصرفاتك مؤثرة في الآخرين.
كيف تصل لـ الجذب في العلاقات؟
1ـ استيعاب الطرف الآخر
نفترض أنك الآن مُحبط أو تعيش أزمة معينة، فجأة جاء شخص ما وبدأ يضحك، كيف ستكون ردة فعلك؟ أو كنت في جنازة مع مجموعة من الناس، ثم دخل عليكم شخص وهو يبتسم ويضحك، أكيد ستأخذون عنه انطباعا سيئا. والعكس أيضا، إذا كنت فرحا ومستمتعا، فجأة جاء شخص ليُنكد عليك، من الطبيعي أن تأخذ عنه انطباعا سيئا.
لذلك، أول خطوة لاكتساب القدرة على الجذب في العلاقات هي استيعاب السياق الذي يعيشه ويتواجد فيه الشخص. هل هو في جنازة؟ في مستشفى؟ في حفل؟ …
لكل شخص منا شخصية مختلفة وطباع مميزة، إذا كان الشخص المقابل لك مثلا انطوائيا وفجأة أنت بدأت بالحديث معه وتضع يدك على كتفه فسيقوم من جانبك ويهرب منك. هذا، لكونه إنسانا انطوائيا، على عكس الشخص المنفتح الذي يحب الحديث مع الآخرين وتستشعر طاقته في المكان.
طريقة تصرفك ستتغير بناء على وضعية الطرف الآخر وحالته النفسية! فإن لم تكن قادرا على تفهم نفسية الآخرين وما يعيشونه حاليا بكل بساطة سيهربون منك.
مثلا، أنت بنفسك قد تكون واقعا في أزمة أو مشكل كبير ويأتي إليك صديقك وتخبره بالأمر، كيف تكون ردة فعله؟ يقول لك: أوه لا بأس، ليس هناك أي مشكل!!! بماذا ستشعر؟ نفس الأمر ينطبق على الآخرين، بطبيعتنا البشرية نحب من يهتم لأمرنا ويستوعب ما نمر به من أحداث وهذا ما يجعلنا نبني علاقات ناجحة.
2ـ امتلاك أسلوب خاص والتمسك به
مع كامل الأسف، ينقاد الكثير من الناس لآراء الآخرين وانتقاداتهم لهم وبالتالي يفقدون أسلوبهم الخاص. من الجيد أن تعلم أن هذه الانتقادات ما هي إلا دلالة على أن هؤلاء المنتقدين قد جعَلْتهم يشعرون بشعور سيء تجاه أنفسهم كونهم لم يحققوا ما حققته.
لا بد لكل منا أن يضع لنفسه نمط عيش محدد، وهذا يتحقق بإيجاد مجموعة تمارس بذاتها نفس الأسلوب الذي تريد العيش به. أما أن تقرر الانعزال أو التخبط من صديق إلى آخر، فهذا لا يوصلك لأي نتيجة.
نلاحظ في كثير من السيدات على سبيل المثال أنهن بعد الزواج يعانين مشاكل الافتقاد للأسلوب الخاص بهن. أين يتجلى هذا؟ يتجلى في كونها تجد نفسها أنها ملزمة باتباع مجموعة من الطقوس أو التقاليد غير التي تعودت عليها. والأصل في هذا المشكل بعد إجراء العديد من الاستشارات يرجع بالتأكيد للجانب المادي.
من جهة أخرى، الزوجة التي تعرف جيدا أسلوبها الخاص فهي تتفاهم مع زوجها بشكل واضح عما تريده وما ترفضه. وهذا ينعكس على الأزواج أيضا!
حين تكتشف أسلوبك الخاص وتعيش به وتواجه به الناس أيضا بحيث يعلمون ما تحبه وما تكرهه، فأنت بذلك خطوت خطوة مهمة تجاه الجذب في العلاقات وبالتالي ستجذب إلى حياتك الأشخاص الأفضل والأحسن دائما.
3ـ الدقة في الملاحظة
لكي تكون متميزا بين الناس وتستطيع جذب علاقات متميزة لا بد أن تكون دقيق الملاحظة، بمعنى أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة في الأشخاص وتعبر عنها.
الدقة في الملاحظة، نقصد بها أيضا أن تبتعد عن النمطية في الحديث وعن الأسئلة العادية، ما الذي تقوم به؟ ما هو مجال عملك؟ أين تسكن؟ … لا، توقف عن طرح مثل هذه الأسئلة وابدأ في ملاحظة الطرف الآخر، شعوره؟ أفكاره؟ لباسه؟ وقم بالتعبير عما تلاحظه!
أووه قميصك جميل، من أين أخذته؟ أريد مثله… مجرد التعبير عن شيء بسيط سيجعل الطرف الآخر يحس بالأهمية وبالتالي سيقدر وجودك وسينجذب إليك أكثر.
الشعور بالأهمية، هو حاجة لدى الجميع، وحين تغطي هذا الاحتياج فأنت ترفع من اهتمام الناس بك أنت أيضا!
4ـ لا تلعب دور البطل
من أسوأ طرق التواصل مع الناس هي بلعب دور البطل. أووه أنا فعلت كذا وأنا الأفضل في هذا وأنا لم أُخدع أبدا… الناس بطبيعتها تنجذب لمن يحكي ويتكلم عن فشله أيضا وعن الأخطاء التي وقع فيها. تسمى هذه الطريقة بـ قوة الضعف، ولكي تجعل الناس مهتمة بالاستماع إليك لابد من استخدام هذا الأسلوب.
لا أحد منا يريد سماع نجاحاتك فقط، وتفوقك فقط، لا، تحدث أيضا عما عشته قبل النجاح!
لكي تحافظ على الجذب في العلاقات الفعال والناجح، من الضروري أن تكون مرنا وقادرا على التأقلم مع جميع الظروف ومع وضعيات الآخرين، وكما أشرنا، هذا يتحقق فقط حين تعرف الأسلوب الذي تريد أن تعيش به.
أخبرني إذن، ما هو الأسلوب الذي تريد أن تعيش به حياتك؟
ي اتاقلم مع الآخر عندما يكون يعيش ظرف واساعده