الكاتبة : زهرة أمزيل
كيفما كان موقعك الحالي فستكون عانيت أو لازلت تعاني من شخص تخطى حدوده معك وتجرأ عليك. حان الوقت لتعيد كل شخص لمكانته الصحيحة وتستعيد بدورك زمام السيطرة على حياتك.
لن يكون الأمر سهلا، لكن باتباعك النصائح التي سنشاركها معك وتطبقها ستوقف هذه الفئة عند حدها.
لماذا لا تستطيع مواجهة شخص تخطى حدوده معك وتجرأ عليك؟
قبل الدخول في السبب الرئيسي الذي يمنعك من مواجهة شخص تخطى حدوده معك، اعلم أنه من الصعب على الكثيرين الاعتراف بأنهم فقدوا السيطرة على حياتهم، لذلك من الجيد مشاركة بعض الأمثلة حتى تنعش ذاكرتك.
إذا كان في حياتك شخص أو مجموعة من الأشخاص يتصلون بك ويملون عليك ما يجب فعله؛ تعال إلى المقهى الفلاني، أحتاجك في خدمة، أقرضني بعض المال… أو صديقة معينة تتصل بك بعد منتصف الليل وتحكي لك عن نزاعاتها اليومية التافهة وكل هذا دون سؤالك: هل أنت متفرغ؟ هل لديك وقت لنلتقي؟… كل هذا دون طلب إذن منك، فهذا يعني أنك محاط بأشخاص فعلا تجرؤوا عليك وتجاوزوا حدودهم!
لكن، كيف حدث هذا؟
ببساطة، في المرة الأولى التي صدر من هذا الشخص سلوك مزعج لم توقفه عند حده. سمحت بمرور هذا التصرف مرور الكرام. ولماذا سمحت به؟ لأنك تخاف من ذهاب هذا الشخص؟ أنت حاليا تتخيل في مخيلتك أنه بمجرد رفضك لسلوك أو تصرف شخص ما فهو كرد فعل منه سيذهب ويتركك وينهي العلاقة بينكما!
هذا الخوف من الوحدة، الخوف من إنهاء العلاقة يتسببان في جرأة الناس عليك وتعديهم على حدودك.
قبل أن نتحدث عن أسلوب المواجهة الذي يجب اتباعه، دعنا نتعرف على بعض الاقتراحات المهمة أيضا.
كيف تتخلص من شخص تخطى حدوده معك؟
1ـ لا تكن متاحا 24 ساعة على 24 ساعة
كما أشرت في الأمثلة السابقة، بمجرد اتصال شخص بك أنت تجيب على الهاتف وكلما طلب لقائك تسارع إليه فهذا دليل على أنك تابع له. تحدثنا من قبل عن العلاقة غير المتزنة التي تتميز بوجود مسيطِر ومسيطر عليه، في الحالات التي لا تستطيع فيها قول لا لشخص ما أو التعبير عن وجود أولويات أخرى لك في الحياة فتأكد أنك من تلعب دور المسيطر عليه.
لكي تتفادى أن تكون متاحا دائما ومتفرغا دائما للآخرين، حدد أولوياتك في الحياة، خصص لنفسك ولأهدافك الشخصية 20% من وقتك كل يوم.
لا تسمح برغبة الآخرين في السيطرة عليك أن تنسيك الأمور المهمة لديك.
2ـ عبر عن رأيك
إن لم تكن متفرغا، عبر عن هذا! أستسمح لست متفرغا، لدي ما أقوم به، لا أستطيع القيام بهذا، هذه الخدمة التي طلبتها ليست مجانية…
تعلم أن تشارك الطرف الآخر ما تشعر به فعلا. أنت حين تقبل القيام بعمل ما ولو كان مجرد الإجابة على الهاتف لكن من داخلك تحس بالضغط وبغياب الرغبة بالحديث فهكذا أنت تمتلئ بمشاعر سلبية سيئة جراء مجموعة من المواقف المتراكمة ولن تستطيع تفريغها.
تذكر أن كبت المشاعر السلبية يؤثر سلبا على صحتك النفسية والجسدية!
3ـ تعلم المواجهة
المواجهة هي فن، ولكي تتقنه يجب أن تستعد له جيدا.
خذ ورقة وقلم واكتب ما هي المواقف السلبية التي عشتها مع شخص تخطى حدوده معك واكتب أيضا ما هي القواعد والمبادئ التي ستطبقها من اليوم فصاعدا تجاه هذه الفئة المزعجة.
انتبه معي، إن لم تستطع اليوم اتخاذ قرار صارم تجاه من يتجاوز حدوده ويخطئ عليك فلا تنتظر إصلاح علاقاتك أو السيطرة على حياتك.
بعد كتابة هذه المواقف والمبادئ، اتصل بهذا الشخص واطلب لقائه. بالتأكيد سيتفاجئ وسيتساءل لماذا تريد لقاءه.
يوم اللقاء، بشكل واضح ومباشر أخبره باستنتاجاتك، ما الذي أزعجك في تصرفاته وما الذي لا تريد تكرره!
لديك موقف معين؟ لا تبرره، أخطأت وتريد الاعتذار؟ اعتذر لكن دون مبررات!
نفرض أن شخص قام بدعوتك، وأنت لا تريد الحضور، ما هو ردك؟
في الحالة الأولى: استسمح لا أستطيع الحضور، يجب أن أقوم بإيصال والدتي لمنزل جدتي ثم أوصل أختي للمدرسة وأنا آسف، لا تنزعج مني…
في الحالة الثانية: استسمح لا أستطيع الحضور، نستطيع تأجيل اللقاء؟
ما رأيك في كلتا الحالتين؟
في العلاقات الناجحة والمتوازنة، الحالة الثانية هي الأنسب. لذلك، توقف عن تبرير موقفك.
5ـ حدد أولوياتك
مسألة وجود شخص تخطى حدوده معك ويتصرف معك دون استئذان كمن يدخل لمنزلك دون أن يدق الباب، مرتبطة بشكل أساسي بتحديد أولوياتك.
احرص على معرفة الأمور التي تعطيها أهمية، من يجلس أمام التلفاز لساعات ليس كمن يقرأ الكتب وينمي لديه فكرا نقديا ينقذه من الوقوع ضحية لهؤلاء المستغلين. أن تحدد أولوياتك يعني التخلص مباشرة من سارقي الوقت المتفرغين فقط لإصدار الأوامر ولإبعادك عن أهدافك
شكراا لك كوتش على مجهوداتك
الله يوفقك يارب
انت على صواب.