لماذا من الضروري أن تكتسب المهارات الاجتماعية؟
هل تجد صعوبة في الاستمرار في محادثة شخص معين أو التواصل مع مجموعة من الناس؟ وبسبب هذه المواقف فقدت ثقتك في نفسك وقررت أن تنعزل؟
هذه أمثلة على مواقف اجتماعية تتعرض لها بشكل متواصل، وقد تتساءل إن كنت وحدك من يقع في مثل هذه المواقف.
الجواب؛ لا! 80 في المئة هي نسبة المغاربة الذين يعانون من هذا الإشكال، بحيث لا يستطيعون أن يكونوا اجتماعيين ويتواصلون بشكل فعال.
هذا الإشكال راجع لنوعية التربية التي تفتقر لتعليم الابن كيف يكون اجتماعيا. وهي ما يحيلنا إلى المسميات أو المعتقدات التي ترسخت أثناء هذه التربية حول الشخص الاجتماعي.
سواء بكون الرجل الاجتماعي من جهة قليل الحياء ولا يخجل، أو من جهة أخرى تلك السيدة التي تتواصل مع الرجال أو اشخاص جدد فهي تعتبر في عرف هذه المعتقدات -عاهرة-.
فالحقيقة بدل التساؤل إن كنت وحدك من يتعرض لمثل المواقف التي شاركتها معك في بداية المقالة وعدم تقبلك لرغبتك في أن تصبح شخصا ناجحا اجتماعيا، عليك الاعتراف بوجود معتقدات خاطئة في اللاوعي لديك حول الشخص الاجتماعي وتعمل على التخلص منها وتنظيفها.
احجز مقعدك الآن في دورة 101 اجتماعي التي ستكون في مدينة الدار البيضاء يوم 26 مارس. واستفد من التدريب المباشر الذي سيقدمه المدرب عزيز أفكار طوال اليوم من أجل تطوير مهاراتك الاجتماعية والتخلص من المعيقات التي تسبب لك مواقف محرجة.
ثلاث معيقات ستبقيك انسانا منعزلا
متى تبدأ هذه المعيقات الاجتماعية؟ غالبا بين فترة المراهقة وسن الرشد. لأنك حين كنت صغيرا مع والديك مثلا، لم تكن تجد صعوبة في الحديث مع الشخص الذي يجلس بجانبكم في المقهى أو أن تطلب من الأولاد الآخرين أن تلعب معهم.
لم يكن بداخلك ما يمنعك من التواصل مع الناس، ولكن مع مرور السنوات وتعرضك للضغط من طرف المحيط الخارجي، الآباء المدرسة والعائلة… حيث تسمع منهم الكثير من التحذيرات حول محادثة الغرباء أو حتى أشخاص من معارفكم كونهم سيئون أو يدخنون أو ينبهونك من كلامهم البذيء…
كل هذه التحذيرات تتراكم بداخلك وتصبح معتقدات، وحين تصل لعمر 21 سنة أو 22 سنة تجد نفسك وسط معاناة كبيرة. سواء في عدم قدرتك على التواصل أو بدء محادثة ما أو أيضا المعاناة التي تعيشها جراء ضياع الفرص.
لأن الهدف الأساسي من تعلم واكتساب المهارات الاجتماعية هو الاستفادة من الفرص التي أمامك، والتي ستطور من حياتك الشخصية والمهنية أيضا.
على المستوى الشخصي، افتقارك لهذه المهارات يعني عدم تفاهمك مع شريك الحياة واقناعه بوجهات نظرك، إلى جانب أنك لن تستطيع تكوين علاقات جديدة متطورة.
أما مهنيا فببساطة عدم قدرتك على التواصل مع الناس يعني أنك لن تتقدم مهنيا أبدا، لن تحصل على مشاريع جديدة ولن تحصل على زبناء جدد!
سأطلب منك أن تجيب على هذا السؤال:
كم عدد الفرص التي ضيعتها سنة 2021 فقط بسبب افتقارك لمهارات التواصل الاجتماعي؟
ربما كنت لتلتقي بشريك أو شريكة حياتك في ذلك المكان الذي تجنبت الذهاب إليه دوما. أو تواجدك في مناسبة اجتماعية كان سيعرفك على أشخاص يساعدونك مهنيا…
كيف أتخلص من المعيقات الاجتماعية؟
قبل البحث عن طرق التخلص من هذه المعيقات، عليك فهم واستيعاب الحالة التي تكون عليها في كل مرة تريد فيها التواصل مع شخص معين.
هذه الحالة تتلخص في النقاط التالية:
-1 الشعور دائما ما يكون عائقا بالنسبة لي.
تقبلك لهذه النقطة هي أول خطوة يجب تطبيقها، كيف هذا؟ هذه المشاعر التي تحس بها هي نابعة من المعتقدات الخاطئة التي تكلمنا عنها سابقا.
وأنت حين تتقبل أنك أثناء محاولتك لتكون اجتماعيا شعورك لن يكون جيدا، ستكتشف أن هذه المشاعر ما هي إلا وهم وغير حقيقية.
نظرة الناس إليك بتعجب واستغراب ليست إلا حكما عليهم، فقد يكون الطرف الآخر ينتظر منك المبادرة بالحديث إليه.
-2 يجب أن يكون كلامي مهما ومبهرا.
هذا من أبرز المعيقات التي تمنعك من محادثة الناس، لأنك تتوقع أنهم ينتظرون منك أن تبهرهم بكلامك. وهذا اعتقاد خاطئ!
التواصل والتنشئة الاجتماعية تأتي وتبدأ من محادثات بسيطة وتافهة.
نحن لا نقول أن تصبح إنسانا تافها، ولكن لأن الناس عادة ما تحب الحديث والجلوس مع أشخاص يرفهون عليهم ويحسون معهم بالراحة في الحديث.
مع أننا نلاحظ بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي موجة كبيرة ضد الأشخاص الذين يتحدثون عن التفاهة، لكن عموما هؤلاء هم أكثر الناس الاجتماعيين.
أن تكون تافها في محادثاتك يعني ألا تلعب دور الشرطي أو المعارض أمام الطرف الآخر، بل أن تقود محادثة لطيفة معه.
هذه المحادثة اللطيفة قد تبدأها مع شخص أمام محل بيع المثلجات، كونك رأيته يختار نكهة الفانيلا وأنت تفضل المثلجات بنكهة الشوكولا وتخبره بهذا… محادثة تافهة لن تنفع أيا منكما، ولكنها تعتبر محاولة لتكون إنسانا اجتماعيا.
وربما إذا تطورت علاقتك مع هذا الشخص تتعمق المواضيع التي ستتحدثان حولها، بعيدا عن نكهة المثلجات!
-3 أنا أفضل من الشخص الآخر.
تستطيع أن تكون إنسانا عاديا ومع هذا ينجذب الناس إليك! ستلاحظ أن الشخص المتواجد في محيطك ويملك كاريزما ومحبوب لدى الجميع، ليس شخصا ذكيا يفهم في السياسة والقانون الدولي والاقتصاد… لا أبدا، بل هو إنسان لطيف ببساطة شديدة!
كلما تحدثت مع شخص على أساس إبهاره ستلاحظ أنك تتحدث مطولا وبسرعة، في حين أن هذا الشخص يريد فقط من يستمع إليه ويحدثه بلطف ويمضي معه وقتا جميلا.
ثلاث خطوات لتخرج من العزلة الاجتماعية
أغلب من يعاني من الافتقار للمهارات الاجتماعية، يقرر بسرعة أنه سيتغير وسيبدأ مباشرة بالتحدث مع الناس. وهذا من الأخطاء التي تدمر الإنسان فعلا.
لهذا لابد من اتباع بعض الخطوات:
1- التسخين الاجتماعي
بمعنى بدء محادثات قصيرة مع أشخاص تستطيع محادثتهم بحرية، مثلا حارس عمارة؛ نادل مقهى؛ موظف في فندق… في أي مناسبة أو حدث تقوم بالمشاركة فيه ستجد هؤلاء الأشخاص الذين بإمكانك استعمالهم كوسيلة للتسخين الاجتماعي. على عكس إن تحدثت مع أشخاص ربما يفوقونك في المستوى دون استعداد فستفشل في محادثاتك.
2- لا تفكر فيما ستقوله
التفكير المسبق فيما الذي ستقوله يضيع عليك الظهور بعفوية وبثقة. والحل لهذا المشكل هو أن تتعلم كيف تثق في إمكانيات عقلك وفي حدسك الداخلي.
فأنت مثلا حين تتحدث مع صديقك أو ابن عمك، هل تقوم بالاستعداد لهذه المحادثة؟ لا أبدا! نفس الأمر في المحادثات الاجتماعية الأخرى والتي لا تتطلب منك سوى الثقة في عقلك وتجاربك وفي حدسك.
3- لا تربط محادثاتك بالجودة
بمعنى حين اقترحت عليك التحدث مع 4 أشخاص أو 5 ك تسخين اجتماعي لك، فأنت لست مطالبا بأن تكون محادثاتك رائعة وناجحة. لأنك في البداية أنت تحتاج فقط للتواصل مع أكبر عدد من الناس أكثر من انجاحك هذا التواصل.
لكي تتفادى التركيز على جودة محادثاتك يجب أن تتخلص من فكرة الأحكام المسبقة، كأن تقول مثلا إذا كانت ردة فعل فلان معي بهذه الطريقة فهذا يعني أني لست جيدا أو هو لا يستلطفني…
لكن إذا كانت فعلا ردة الفعل لمن حدثته غير جيدة وأحسست أنه انتقص من قيمتك، فأنت لست مجبرا على أن تجيبه، بل تجاوزه لشخص آخر وهذا هو التصرف الصحيح لك!
4 مواضيع يمكنك استعمالها لبدء محادثاتك القادمة
- السفر.
- الهوايات.
- الذكريات.
- قصص الطفولة.
سيساعدك الإلمام بالمواضيع التي شاركناها معك على امتلاك معارف وأفكار مسبقة تستطيع استخدامها في بداية تطبيقك للمهارات الاجتماعية.
قد يتطلب هذا وقتا حتى تكون متحدثا جيدا، لكن استمرارك في التطبيق مهم جدا.
ولكي نختصر عليك هذا الوقت إنضم إلينا في دورة 101 اجتماعي وتعلم أحدث التقنيات لاكتساب المهارات الاجتماعية يوم 26 مارس 2022 في مدينة الدار البيضاء واستفد من التدريب المباشر من المدرب عزيز أفكار.
احجز مكانك الآن وتعلم كيف تصبح ناجحا اجتماعيا!
ممتاز هذا الموضوع