مجرد التفكير في أنك مضطر لمواجهة شخص من محيطك، هو أمر يبعث على الخوف والقلق! لهذا فمسألة الخوف من المواجهة هي أمر طبيعي يعيشه الأغلب منا؛ إلا أن هنالك سرا تجهله!
هذا السر هو أن صاحب الشخصية القوية ولو أنه يخاف من المواجهة إلا أنه يواجه ويصارح ويعبر عما في داخله، لماذا؟ لأنه يعلم أن الثمن الذي سيدفعه حين لا يواجه أكبر من ثمن المواجهة.
حين يكون في حياتك شخص ينغص عليك فرحتك، يتصرف بسلوكيات تزعجك، يتفوه بكلام ضدك، ينافقك ويتسبب في شجارك مع الآخرين… فالثمن الذي تدفعه بوجود هذا الشخص وصمتك على تصرفاته السيئة أشد ألما من الخوف من المواجهة!
اليوم ستكتشف معي أهم 3 تقنيات تطبقها مع هذه الفئة الضارة من الناس وتتخلص بها من خوفك من المصارحة.
كيف تتخلص من الخوف من المواجهة؟
لكي تتأكد أنك تعاني أصلا من هذا الخوف، أريدك أن تفكر في أشخاص أو فقط شخص واحد يمارس سلوكا لا يعجبك، أو يتعامل معك بطريقة سيئة طوال الوقت، هل قلت في نفسك ذات يوم أنك ستواجهه بالأمر؟ هل قلت في نفسك سوف أخبره أن يتوقف عن فعل هذا الأمر؟… لكنك حين قابلته تراجعت؟ لم تتحدث؟
إذا كان جوابك نعم، فأنت تحتاج لعلاج مشكلة الخوف!
1ـ أنقذ نفسك من هذه الفكرة السامة
حين ترغب في مصارحة الشخص المضر في محيطك، تأتيك تلقائيا فكرة أنك ستؤذي مشاعره وأنه سيعاني بسبب صراحتك هذه، وبالتالي أنت شخص سيئ!
كيف يعقل أن هذا الشخص يؤذيك بتصرفاته وأنت تخجل من مصارحته بهذه الأذية؟ هذه الفكرة السامة موجودة في عقلك فقط، فتخلص منها!
وهنا حين نتحدث عن الأفكار السامة الموجودة في مخيلتك فهي نتاج لشيء واحد، العاطفة الفارغة! طالما أنت لا تمتلك الذكاء العاطفي فأنت ستقع في فخ الأفكار المسممة لحياتك.
تعلم الذكاء العاطفي يساعدك في التحكم في عواطفك وبالتالي قدرتك على مواجهة الآخرين.
2ـ لا تستعمل الحوار المباشر
في اللاوعي لديك ما يجعك تعاني من الخوف من المواجهة، هو اعتقادك أنك مضطر لاستخدام لغة مباشرة مع الشخص المضر أو المؤذي!
- أحتاج منك هذه الخدمة؟ لا!
- هل يمكن أن تقرضني مالا؟ لا!
- هيا معي لهذا المكان! لا!
أنت لست مضطرا للإجابة بكلمة ‘لا’ مباشرة، أو أن تواجه الطرف الآخر بسلوكه السيء دون مقدمات، يعني أن تصارحه:
- أنت منافق، لا تكلمني مرة أخرى!
- انظر، أنت سيء أنا أقرضك المال ولا تعيده!
- لا تكلمني مرة أخرى، أنت تستغلني!
مثل هذه المواجهات المباشرة لن تؤدي سوى لردات الفعل القوية والسيئة، لأنك هنا تتعامل بشخصنة مع الطرف الآخر.
والحل؟
اُسرد قصة، قدم مقدمات، إحكي عن شيء مشابه… لديك صديق دائما ما يزورك دون موعد محدد أو قريب في العائلة يحضر أبنائه إليك في كل عطلة… إحكي له عن عمك مثلا الذي يقوم بهذا السلوك دون اعتبار لقدرتك إن كنت تستطيع تحمل مجيئه إليك وجلوسه لديك لمدة طويلة… أخبره أنك تفضل لو كان عمك هذا يتصل بك ويسألك إن كنت متاحا أولا قبل أن يحزم حقائبه ويأتي إليك!
تذكر، لا تقل لا بشكل حرفي، ولا تواجه بالتصرف السيء دون مقدمات!
3ـ طوِّر لغة الجسد لديك
كما أشرت في المقدمة، الجميع يعاني من الخوف من المواجهة بنسب متفاوتة، إلا أن صاحب الشخصية القوية يعرف كيف يستغل لغة جسده لكي يخفي هذا الخوف!
لست مضطرا بأن تظهر ملامح وجهك أنك خائف أو أنك مرتبك من مصارحة الطرف الآخر، وهنا أيضا سأشير لأهمية اكتسابك للذكاء العاطفي لأنه من سيساعدك في التحكم في مشاعرك وإدارتها بحيث لا تظهر عليك!
تستطيع مساعدة نفسك إن كنت تعاني من هذا الخوف بالتنفس، تنفس بعمق قبل أي مواجهة لتنفيس غضبط والتخلص من الضغط الداخلي.
4ـ إلعب دور الضحية
من البداية سأخبرك أن لعب دور الضحية لا يعني بالطريقة السلبية التي يقوم بها المنحرف النرجسي في علاقاته!
القصد هنا ألا تسمح للطرف الآخر بإعطاءك حججا أو مبررات على تصرفاته، بل كن سباقا في مصارحتك بأنك أنت أيضا تعيش في وضع سلبي أو أنك متضرر من القرار الذي ستتخذه.
مثلا، حين يطلب من شخص أن تقرضه مالا، لا ترفض طلبه مباشرة، بل صارحه أن جميع الأشخاص الذين اقترضوا منك مالا تضررت علاقتك بهم، وأنك لا تريد أن تفقد شخصا عزيزا لديك بسبب المال، لهذا لن تستطيع إقراضه.
أو مثلا، إذا طلب منك مديرك عملا إضافيا يوم السبت، لا ترفض مباشرة! بل أخبرك أن لديك أسرة تنتظرك يوم السبت أو أن أحد أقاربك يحتاج لمساعدك وإذا قبلت بالعمل يوم السبت لن تستطيع القيام به بأحسن طريقة، وبهذا أنت تتضرر وأيضا الشركة ستتضرر.
في مثل هذه الحالات يناسبك أن تلعب دور الضحية، ستذكر كيف ستتضرر أنت وكيف سيتضرر الطرف الآخر في المقابل.
5ـ اصطنع موقفا لا رجعة فيه
إن كنت ممن يؤخر المواجهة أو يتجاهلها رغم شعورك بالأذية من الطرف الآخر فأنت هنا تحتاج لدفعة قوية.
تواصل مع هذا الشخص على الهاتف، وهنا أقصد اتصال مباشر وليس رسالة واتساب. اتصل واطلب لقائه للحديث حول موضوع يزعجك، لن يتطلب منك الأمر أكثر من 5 ثواني! قد تشعر بالخوف بعد اتصالك، لكن هذا لا يهم، لماذا؟ لأنك أخذت موعدا معه ولا يمكنك تجاهل أو التراجع عن هذا الموعد!
استعد لهذه المواجهة، لأن أول سؤال سيطرحه عليك هذا الشخص، هو: لماذا طلبت لقائي؟
مسألة مهمة أريد أن أشير إليها في نهاية هذا المقال، إن طبقت التقنيات السابقة ولاحظت أن الطرف الآخر قد انزعج من صراحتك وقد اتخذ الأمر كمواجهة شخصية فتأكد أنه إنسان استغلالي، يرغب فقط في استغلالك دون مقابل، فهل ترغب في بقاء شخص استغلالي في حياتك؟
شاركني إجابتك في التعليقات!
شكراً جزيلاً أخي عزيز لقد استفدت كثيراً من مواضيعك الهادفة و أكيد لا أرغب في بقاء شخص استغلالي في حياتي