هناك مواقف لا تُنسى، ليس لأنها كانت جارحة، بل لأنك وقتها لم تجد ما تقوله. بقيتَ ساكتًا، ثم قضيت الساعات – وربما الأيام – تتخيل كيف كان يجب أن ترد، ماذا كنت ستقول، وكيف كنت ستستعيد كرامتك وسط الكلام الملتوي.
في الحقيقة، هذه ليست مشكلة ضعف في الشخصية… بل نقص في المهارة. والمهارة اسمها: فن الرد الذكي.
لماذا تفقد صوتك فجأة؟
قد لا تكون المشكلة في أن الطرف الآخر وقح. أحيانًا هو يتكلم “بأسلوب ناعم”، يهاجمك تحت غطاء النكتة، أو النصيحة، أو المقارنة.
وأنت؟ لا تجد الجواب المناسب في الوقت المناسب. تشعر بالعجز، وتلوم نفسك بعد أن ينتهي الموقف.
ما تحتاجه ليس صراخًا أو تهديدًا… بل تدريب عقلك على القراءة ما بين السطور، وضبط مشاعرك، واختيار رد بارد… لكنه قاطع.
الذكاء العاطفي والاجتماعي: الأساس الحقيقي لـ فن الرد الذكي
لو فكرت قليلًا، ستلاحظ أن أكبر عقبة تمنعك من الرد ليست قلة الكلمات، بل:
- الخجل أو الخوف من إحراج الآخر.
- الخوف من أن تظهر حساسًا أو عدوانيًا.
- الارتباك بسبب المشاعر المختلطة (غضب، استغراب، صدمة…).
وهنا تأتي أهمية الذكاء العاطفي؛ هو الذي يسمح لك أن تلاحظ مشاعرك دون أن تفقد سيطرتك عليها. أن تتحكم في نبرة صوتك، وحركة جسدك، وتنفّسك… رغم التوتر.
أما الذكاء الاجتماعي، فهو الذي يجعلك تميز بين الهجوم الحقيقي والتعليق العابر. وتفهم السياق، وتختار الرد المناسب للموقف والشخص والتوقيت.
من دون هذين النوعين من الذكاء، سيبقى الرد إما مؤجلًا… أو عدوانيًا وغير متزن.
ثلاث أدوات عملية في فن الرد الذكي
لكي تطور هذه المهارة، إليك ثلاث أدوات بسيطة… لكنها فعالة جدًا:
- التثبيت الجسدي قبل أي رد:
- خذ نفسًا عميقًا من البطن.
- ثبّت نظرك بثقة، لا تنظر للأرض.
- لا تستعجل الرد. الصمت أحيانًا هو أقوى بداية.
- تسليط الضوء على الكلمة المؤذية:
ابدأ من الكلمة التي أزعجتك. بدل أن ترد على كل الجملة، استخرج الكلمة السامة ورد عليها مباشرة.
- إعادة التعريف:
غيّر المعنى الذي أراده الشخص الآخر، وأعد صياغته بطريقتك:
“الشي اللي سميته تضخيم للأمور… أنا أسميه رغبة في احترام مشاعري.”
ما الذي يتغير عندما تتقن الرد الذكي؟
- تبدأ بالشعور بالقوة، حتى في أصعب الحوارات.
- لن يسهل استفزازك.
- تكسب احترام الناس، ليس بالخوف… بل بقوة الحضور.
دورة “حدود صحية”: لتطبق أساسيات النجاح في الحياة اليومية
أنا شخصيًا أعتبر أن إتقان فن الرد الذكي مرتبط تمامًا بتأسيس حدود واضحة في حياتك.
في الدورة الجديدة “حدود صحية: اجعل حدودك تُحترم واسترجع السلام الداخلي”، سنغوص عمليًا في هذا الموضوع:
- كيف ترد دون عنف أو فقدان للسيطرة.
- كيف تضع حدًا بأسلوب راقٍ، حازم، وواضح.
- كيف تبني لغة جسدك، صمتك، وطريقتك الخاصة في الرد.
الدورة ستكون حضوريًا في مدينة الدار البيضاء، شهر شتنبر. وإذا كنت تشعر أن الوقت حان لتتوقف عن بلع الكلمات والندم بعد كل موقف، فهذه فرصتك.
التسجيل عبر هذا الرابط؛ عدد المقاعد محدود.
سؤالي لك:
هل تذكر موقفًا تمنيت فيه أن ترد؟ ما هي الجملة التي لم تجد لها ردًا وقتها؟
احسن كوتش يستحق رفع القبعة له