في لحظة ما، قد تتوقف وتتساءل: لماذا تبذل كل هذا الجهد ولا تصل؟ لماذا تعمل وتتعب وتدعو الله ولا يتحقق شيء؟ لماذا غيرك، الذين لا يأخذون الأمور بجدية، يحصلون على ما يتمنون بسهولة، بينما أنت لا زلت عالقاً في مكانك منذ سنوات؟
إذا كنت قد طرحت هذه الأسئلة على نفسك، فأنت لست وحدك. كثير من الناس يشعرون بالإحباط حين لا تتجلى أمانيهم رغم المجهود الكبير. لكن دعني أشاركك تجربة شخصية قد تغيّر نظرتك للأمور.
قصتي مع الانفتاح على المجهول
في بداياتي، دُعيت إلى مدينة مكناس لإلقاء محاضرة. ذهبت دون أن يكون لدي مكان للمبيت، وبحثت طويلاً عن فندق بسعر مناسب لكن دون جدوى، لأن المدينة كانت تعجّ بمهرجان للمسرح.
كانت الميزانية محدودة، وصديقي الذي رافقني اعترض على فكرة صرف كل ما لدينا من مال على فندق مصنّف. لكني قررت أن أخوض المغامرة وأضع كل ما أملك على تلك الليلة.
كنت مؤمناً أن الانفتاح على المجهول هو الطريق!
وفي تلك الليلة، التقيت بمنتج تلفزيوني كبير في بهو الفندق. لم يأتِ هو إليّ، بل أنا من اقتربت وسألته بدافع الفضول. تبادلنا الحديث، وشاركت معه بعض الفيديوهات من محاضراتي.
بعد أسابيع، اتصلت بي مساعدته لأشارك في برنامج ضخم، وكان ذلك مدخلي الحقيقي للظهور الإعلامي والتوسع.
الفرص لا تأتي بهيئة هدايا
هل ترى الآن ما أعنيه؟ الفرص لا تأتي بهيئة هدايا مغلّفة. تأتي على هيئة مواقف تبدو عادية أو حتى صعبة. المهم هو أن تكون في طاقة الانفتاح، لا في طاقة الانتظار والاحتياج.
شخص أعرفه خرج فقط لتناول العشاء في مطعم لم يزره من قبل، فالتقى بفتاة أصبحت زوجته لاحقًا. وآخر ذهب إلى زفاف مجاملةً، فتعرف على مستثمر غيّر مستقبله. لحظات بسيطة تحمل مفاتيح كبرى.

تحرر من الإيغو والسيطرة المفرطة
الحقيقة أن السبب الحقيقي وراء الإحباط ليس أننا لم نصل، بل لأننا لم نصل بالطريقة التي رسمناها في خيالنا. هنا يتدخل الأنا (الإيغو) الذي يريد السيطرة على كل التفاصيل، وينسى أن الحياة مليئة بالمفاجآت.
عندما تتوقف عن المقاومة
حين تقرر الانفتاح على المجهول، تفتح بابًا للحلول، للفرص، وللناس الذين يمكن أن يغيروا مجرى حياتك. حين تتوقف عن المقاومة، وتبدأ في الاستقبال، تتحول من شخص يلاحق الحياة، إلى شخص تجذبه الحياة.
تمرين عملي: أربع أيام من الانفتاح
جرب هذا التمرين: لمدة أربعة أيام فقط، قرر أن تنفتح على المجهول. افعل شيئًا جديدًا لمجرد التجربة، دون أن تتوقع منه شيئًا. قد ترد على مكالمة كنت تتجاهلها، أو تحضر فعالية لا تعرف أحدًا فيها.
لا تنتظر المقابل، فقط انفتح. لا تسأل ما الذي سأربحه أو ما الذي سأخسره؟!

راقب تجاربك الأخيرة
اسأل نفسك: ما آخر نتيجة جيدة حصلت عليها في حياتك؟ هل تحققت بالطريقة التي رسمتها؟ الغالب أنها لم تكن كذلك. الطريق ليست بأيدينا، ولكن الطاقة التي ندخل بها التجارب، هي ما تصنع الفرق.
دعهم يذهبون… واستعد لنفسك
ولا تبقَ أسير الماضي أو مخططات العقل. إن ابتعدوا الناس، دعهم يذهبون. إن تجاهلوك، اتركهم. لا أحد مسؤول عن سعادتك سواك.
وهنا أقترح عليك قراءة كتاب الكاتبة الأمريكية ميل روبنس، حول نفس الموضوع ‘دعهم يذهبون’، فأنت لا تملك القدرة على التحكم في وجود الأشخاص في حياتك، أو كيف يتصرفون تجاهك!
الانفتاح على المجهول كطاقة حياتية
الانفتاح على المجهول هو فن، طاقة، وأسلوب عيش. وقد بنيت كثيراً من مفاهيمي في كورس الذكاء الطاقي على هذا المبدأ.
إذا أردت أن تغوص أكثر في هذه المواضيع، فإن كورسات الذكاء العاطفي والطاقي والاجتماعي التي أقدمها ستكون مفيدة لك، اشترك فيها الآن!
استمر، تنفّس، وانفتح على المجهول.
إذا أعجبك المقال، شاركه، واكتب لي في التعليقات: ما هي آخر تجربة انفتحت فيها على المجهول وغيرت مجرى حياتك؟
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا