كن جريئا الآن: كيف تتوقف عن الخوف من ردة فعل الناس

الخوف من ردة فعل الناس

أنت لا تحب الشخص الجريء الشجاع الذي يعبر عن رأيه المخالف لك، مع ذلك أنت تحترمه والجميع حولك يهابه! وهذا هو الهدف من تقوية شخصيتك. ليس من المفترض أن يحبك الجميع، لكن عليهم أن يحترموك! ولتحقيق هذا الهدف، سأشاركك خطوات عملية تصل بها للجرأة الصحيحة وتتوقف عن الخوف من ردة فعل الناس تجاه وجهات نظرك أو تصرفاتك.

ما هي الجرأة الصحيحة؟

حين نتحدث عن الجرأة، ولا سيما نحن المغاربة نتجه تلقائيا لمصطلح ‘التقزديرة’، يعني شخص لا يهمه شيء، لا يخجل، ولا يستحي… والجرأة التي أشجعك عليها اليوم فيها نوع من ‘التقزديرة’ الإيجابية.

التعبير عن رأيك بحرية، وارتداء ما يعجبك من ملابس وألوان، وأن تكون في علاقة سامة وتستطيع الانسحاب منها دون خوف، هذه جرأة صحيحة وسليمة… سلوكيات تتطلب قوة في الشخصية وحزم في التنفيذ.

الإنسان الذي يبحث عن مصلحته أولا، ويختار ما يناسبه أولا، ويرفض ما هو معاكس لرغباته، ليس إنسانا طمّاعا أو متعجرفا كما يقول الجميع، وإنما هو إنسان فهم نفسه، وفهم أن الحياة هكذا تُعاش!

الخوف من ردة فعل الناس
  • لا بأس في أن تكون شخص استغلالي يضع مصلحته أولا.
  • لا بأس في أن تُغير رأيك في آخر لحظة لأن الوضع لم يعد مناسبا لك.

إن كنت ممن يتعرض لمثل هذه الهجمات اللفظية (أنت متعجرف، أنت انتهازي…)، فلا بأس، ليقل عنك فلان أنك طماع واستغلالي مادمت أنت من داخلك متصالح مع نفسك، وتعرف أن سلوكياتك لا تظلم أحدا.

إن كنت تواجه هذا كثيرا، فإليك هذا السؤال، اطرحه على كل شخص يعترض على تقديمك لمصلحتك أولا:

ما هي مصلحتك الشخصية في أن أترك أنا مصلحتي وأتأخر عنها؟ ما الذي ستربحه إن أخذت من وقتي وطاقتي؟!

ما هي فائدة التخلص من الخوف من ردة فعل الناس؟

إن اكتساب الجرأة وتوقفك عن الخوف من ردة فعل الناس تجاه أسلوب حياتك، ما هو إلا سبيل للراحة النفسية، لأن معظم الأمراض المنتشرة حاليا ليست نتيجة لأسباب جسدية أو قلة أكل وشرب، وإنما هي نتيجة للضغوطات، ولكبتك لمشاعرك وأفكارك.

تخيل أنك مجبر على التصرف بلطف مع أشخاص لا يقربونك شيئا، ربما جارتك أو أبناء الحي… كل يوم عليك أن تلقي عليهم التحية وأنت أصلا لا تحبهم ولا مصلحة لك معهم… يطالبونك بأشياء وتُجبر على مجالستهم وأنت في غنى عنهم! يرتفع لديك مستوى التوتر والقلق المرضي كل يوم… كيف ستصبح صحتك؟

الخوف من ردة فعل الناس

ابدأ أولا بتحديد التزاماتك الصحيحة، والمعقولة، تجاه الأشخاص المهمين في حياتك، ثم ارسم حدودك ولا تسمح بتجاوزها. ولا بأس بتدمير الصورة النمطية التي اعتاد الناس على رؤيتك عليها، لأنها في نهاية المطاف ليست حقيقتك. أنت فقط من يعلم حقيقتك، إن كنت إنسانا جيدا، فهذا لا يعني أن تسمح بتعدي حدودك ومنطقتك الخاصة فقط ليؤكدوا على أنك شخص جيد!

كونك إنسانا جريئا هي تذكرتك للراحة النفسية، تذكر هذه القاعدة جيدا وتطبقها.

3 خطوات للوصول إلى الجرأة والتوقف عن الخوف من الناس

أن تعيش حياتك بأسلوبك الخاص وتمتلك كاريزما قوية، لا يعني أن تكون عنيفا في ردود فعلك تجاه الأشخاص المخالفين لك، على العكس تماما.

كلما كنت عنيفا كلما انخفضت حظوظك في بناء حياة اجتماعية ناجحة، لهذا طبق معي الخطوات السريعة التالية:

1ـ اكتساب التواصل الذكي

التواصل الذكي يبدأ من مظهرك الخارجي وثقتك في نفسك، لأن شكلك يؤثر على كيفية نظر الناس إليك.

لا أطلب منك ارتداء ملابس غاليا أو براندات عالمية، فقط اعتنِ بشكلك وكن دائما أنيقا، وقد أشرت في الفيديو السابق على قناة اليوتيوب أن الشخص الكاريزماتي لا يشتري ملابس ويخاف من ارتدائها!

استخدم عقلك وفكر أولا فيما ستقوله، ليس لأنك خائف من رأي الطرف الآخر، ولكن لتتأكد أنك ستوصل ما تشعر به بطريقة مناسبة ومنطقية.

الخوف من ردة فعل الناس

لا تبحث عن كلمات أو جمل خارقة للعادة، التواصل الذكي سلس ومفهوم. اعتمد نبرة صوت هادئة وأظهر ثقتك فيما تقوله.

2ـ استخدم تقنية الالتفاف بالكلام

ماذا نقصد بالالتفاف بالكلام؟ حين تريد أن توصل كلاما معينا لن يعجب الطرف الآخر ولكنك مناسب لك، لا تخبره مباشرة به. مثلا، أنت لا تريد الحضور لمجمع معين أو حفل معين، لكنك تعودت على الذهاب رفقة صديق لك، بدل أن تخبره أنك هذه المرة لن تذهب وقد يُخاصمك أو يَحزن… التف بالكلام، تحدث معه عن شيء يُعجبه، شيء يميزه، قم بمجاملته حول موضوع ما… وااو أنت اختياراتك في الملابس رائعة… تحدث عما يُعجبه إلى أن يتضخم الإيغو لديه ثم أخبره أنك مع الأسف لن تستطيع الحضور معه هذه المرة.

هذه التقنية معروفة في عالم الأعمال ويستخدمها مدراء الشركات حين يريدون تحذير موظف ما أو حتى طرده من العمل. يقدمون الثناء والشكر أولا ثم يقولون ما لديهم، وينهون الجملة بشيء إيجابي آخر.

3ـ غيّر كلماتك

من المهم الانتباه إلى أن الكلمات التي تنطق بها تحدد نوعية حياتك!

لقد تحدثت بالتفصيل عن هذا الموضوع في كورس الذكاء الطاقي، وشرحت فيه كيف يمكن لكلامك أن يُخرجك من طاقة الوفرة ويُدخلك لطاقة الفقر.

أنت حين تكرر يوميا جمل مثل فلان طماع، فلان مستغل، فلان يبحث فقط عن مصلحته… أنت هنا تقول هذه الكلمات بمعنى سلبي، وعلى أنها عيب، في حين عليك أن تتقبلها.

الأثرياء الذين تراهم أنت يعيشون في طاقة وفرة، وفي حرية تامة، هم أشخاص يضعون مصالحهم أولا، ويحترمون الأشخاص الذين يفعلون ما يناسب مبادئهم.

فكيف يُعقل أن تصبح ثريا ما دمت تقول عن أفعالهم أنها عيب وحشومة؟!

اكتب كل التصرفات التي تقول أنها عيب أو غير أخلاقية في منظورك، وفكِّر فيها مجددا! تعلم أن تمتلك فكرا نِقديا يناقش جميع الأفكار والمعتقدات ويعتمد ما هو صحيح بالنسبة له.

كيف تتصرف في بداية العلاقات؟

تصرف بعقلانية وليس بعاطفة!

اعتمد على تصرفات الأشخاص تجاهك وليس ما تعتقده أو ما تشعر به. (لا أقصد هنا إحساسك الأول تجاههم). بمعنى، لا داعي لتُعجب وتُحب شخصا فقط لأنه يقول أنه معجب بك أو حبيبي… أخي… عزيزتي… لأن في نهاية المطاف، كثرة الكلام المعسول ستوقعك في صدمات.

الخوف من ردة فعل الناس

اعتمد على الوقائع، والحجج ثم ادخل العاطفة!

الآن، أخبرني في التعليقات ما هي الأخطاء التي منعتك في الماضي من كونك إنسانا جريئا؟ أنا أطلع على جميع تعليقاتكم في المدونة واليوتيوب.

5 تعليقات على “كن جريئا الآن: كيف تتوقف عن الخوف من ردة فعل الناس

  1. محمد أمين راجي يقول:

    الأخطاء هي كنت كنبغي نرضي بنادم كثر من نرضي الله و راسي ،و الحمد لله بفضلك بديت كنقاد حياتي و كنتمنى نوفر نتلاقا معاك و نشكرك

  2. Mustapha t يقول:

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته ،اولا أريد أن احييك على مجهوداتك القيمة و المحترمة ، سيدي انا من متابع لك من مدة طويلة و حتى من أوائل فيديوهاتك و حتى أكون صادقا معك كنت أرى طريقتك و تفكيريك في طرح المواضيع جديد بل غريب و بما أني كنت من المتابعين الكتير من الأشخاص في هذا المجال . و بعد كل هذه المدة تيقنت أن طريقتك فعالة و خاصة أنها تلامس و اقعنا المغربي و كدالك عملية و فعالة برافو . أستمر

  3. علي داسع يقول:

    تربينا على كثرة النقد من الوالدين و العائلة فاصبحنا نخشى من تقديم وجهة نظرنا امام الغرباء خوفا من الخطأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

باستخدام موقعنا فانت توافق على سياسة الخصوصية وشروط الخدمة