كثيرون يعتقدون أن الاستغلال يحدث حين يكون الطرف الآخر سيئ النية أو عدوانيًّا، لكنّ الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك!
الأذى الحقيقي لا يأتي من الشخص الصريح أو المواجه، بل كثيرًا ما يأتي من أشخاص يقتربون بلطف، ويتحدثون بأدب، ثم يزرعون في داخلك شكًا خفيًا في قيمتك، ويستغلون عاطفتك تحت غطاء حسن النية.
هذا الشكل من التلاعب النفسي لا يُمكن مواجهته إلا بشيء واحد: تقدير الذات.
التلاعب لا يحتاج إلى إهانة… يكفي أن يجعلوك تشكّ في نفسك
حين يسألك أحدهم بنبرة باردة عن وضعك المادي، أو يذكّرك بنجاحات الآخرين بطريقة تبدو بريئة، فهو لا يُهينك بشكل مباشر، لكنه يُدخلك في حالة مقارنة داخلية مؤذية.
قد لا يقول “أنت فاشل”، لكنه سيقارن بينك وبين من يراهم أنجح، وكأنه يريد أن يُخبرك ضمنيًا أنك لا زلت متأخرًا، أو بحاجة إلى أن “تُثبت نفسك”.
حين تُقدّم أكثر مما يجب… أنت تُربّي الآخرين على استغلالك
الذين يستغلونك لا يفعلون ذلك لأنهم أشرار، بل لأنك تركت أبوابك مفتوحة.

حين توافق على كل شيء بدافع الطيبة، وتتحمل أكثر مما تطيق خوفًا من إحراج أحد، أو تستمر في علاقة لا تُقدّرك لأنك تخشى أن ترفض، فأنت ترسل رسالة واضحة للعالم مفادها: “أنا لا أعرف حدودي، ويمكنكم تجاوزي.”
من هنا يبدأ مسلسل الاستنزاف، الذي لا أحد سيوقفه إلا أنت، حين تقرر أن تضع حدًا، وأن تُعلن بوضوح أن عطائك له شروط، وأن احترامك لنفسك ليس خاضعًا للمفاوضة.
لا تسكت عن الضغط المقنّع… واجه بأدب ولكن بثبات
حين تشعر أن أحدهم يتعامل معك بطريقة تهزّ ثقتك، لا تنتظر أن “تتأكد” أو “تفهم قصده”. غالبًا ما يكون قصده واضحًا: هو يختبر حدودك.
لذلك، لا مانع أن تقول بعبارات مباشرة:
- “هذا النوع من الأسئلة لا يُريحني”،
- “أفضل ألا أُقارن بأحد، لكل شخص طريقته”،
- “عذرًا، لا يناسبني هذا النوع من العروض حاليًا”.
بهذه الطريقة، أنت لا تجرح أحدًا، ولكنك تحمي نفسك من التلاعب، وتعلّم الناس أن احترامك لذاتك ليس ضعيفًا أمام المجاملة.

تقدير الذات ليس شعورًا داخليًّا فقط… بل سلوك خارجي يتكرر
الحل ليس أن تقرأ كتبًا عن تقدير الذات فقط، أو أن تردد عبارات إيجابية في المرآة. هذه أدوات جيدة، لكنها غير كافية.
التغيير يبدأ عندما تُغيّر سلوكك. حين ترفض ما لا يناسبك، تتكلم حين يُزعجك شيء، وتُوقف استنزافك حين تشعر أن من أمامك لا يُقدّر.
وكل مرة تفعل ذلك، حتى لو كانت صغيرة، فأنت تُعيد برمجة عقلك على أنك تستحق، وأن قيمتك لا تُحدَّد بما يعطيه لك الآخرون، بل بما تُقرره أنت لنفسك.
هل تحتاج تدريبًا على هذا النوع من الوعي والسلوك؟
إذا كنت تمر بهذه الدائرة من الاستغلال المقنّع، وتشعر أنك تملك قلبًا طيبًا ولكن بلا حدود واضحة، فأنصحك أن تنضم إلى باقة الدورات الجديدة التي نقدمها، والتي تشمل الذكاء العاطفي، والذكاء الاجتماعي، والطاقي.
ستخرج من هذه الدورات ليس فقط أكثر فهمًا لنفسك، بل أكثر وعيًا بحقك، وقدرة على وضع حدود واضحة دون أن تفقد احترامك أو أخلاقك.
سجل الآن، عبر هذا الرابط، واحجز مكانك في محاضرة شتنبر.

هل سبق وشعرت أن أحدًا يُربكك أو يضغط عليك بطريقة ناعمة؟ وهل لاحظت هذا النوع من الاستغلال في حياتك العملية أو الشخصية؟
شاركنا موقفًا، وسنناقشه في حلقة قادمة.
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا