كيف تنجح في علاقاتك وتتقبل وجود المتلاعبين حولك؟

كيف تنجح في علاقاتك

سر النجاح في العلاقات واستمراريتها ليس في الحظ بل في المفاهيم! لكل مفهوم في عقلك عن الناس حولك طاقة تؤثر على تصرفك تجاههم.

حين تعتبر أن من أمامك متلاعب فأنت تجذب إليك طاقة التلاعب دون وعي منك، وحين لا تواجه السلوكيات التي لا تعجبك، فأنت ستدور في كارما نهاية العلاقات… لهذا، في مقال اليوم، سنتطرق للمفاهيم الخاطئة وكيف تنجح في علاقاتك في عالم متسارع ومُظلم!

ما هو المفهوم الصحيح للعلاقات؟

هل سألت نفسك يوما لماذا فلان أو فلانة لديها الكثير من العلاقات الناجحة؟ زوج ممتاز؟ عائلة محبة؟ أصدقاء داعمين؟… دائما سعيدة ومستمتعة مع الناس؟ لماذا هذا الأمر؟ ما سره أو ما سرها؟

في حين أنك أنت الآن، إن فكرت قليلا قد لا تستطيع إيجاد ثلاث أشخاص جيدين في حياتك، كل من حولك متلاعب، نرجسي، سام، يريد مصلحته…

ما الفرق بينكما؟ هذه الفروقات التي سنتطرق لها، عبارة عن سلوكيات وأفكار خاطئة لديك يجب أن تُعدلها للنجاح في حياتك الاجتماعية.

كيف تنجح في علاقاتك

كيف تنجح في علاقاتك مع الناس؟

لكي أطمئنك تستطيع دوما تصحيح أخطائك والتعلم منها، وهذا ما يجعلني أشجعك باستمرار على اكتساب المهارات الناعمة مثل الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي، فهما من الأدوات التي ستضمن لك استقرار علاقاتك وعدم وقوعك فريسة للمفاهيم الخاطئة.

لنتعرف إذن على الفرق بينك وبين الشخص الناجح اجتماعيا!

1ـ اعتقادك أن الطرف الآخر متلاعب

وهذا لا بأس فيه إن رأيت سلوكيات 100% تدل على التلاعب! لكن الخطأ الذي تقوم به أنت هو وضعك لهذه الفرضية من بداية العلاقة.

تتعرف مثلا على شخص، تتفقان على اللقاء في المقهى على الساعة 6 مساء، إلا أنه تأخر عليك، ولم يحضر إلى 7 مساء، مباشرة بعد هذا اللقاء قلت في نفسك، بالتأكيد لقد تأخر عن موعدنا لأنه متلاعب ويريد أن يتلاعب بي…

كيف تنجح في علاقاتك

أو تعرفتِ على فلانة ما، وبعد مدة طلبت منك مالا، فمباشرة صنفتيها أنها متلاعبة ودخلت معك في صداقة فقط لاستغلالك ماديا…

2ـ بحثك عن المصلحة الشخصية في العلاقات

حين كنت صغيرا لم يكن من الصعب عليك أن تنشئ صداقات جديدة، في كل مرة تذهب فيها للحديقة تتعرف على أطفال جدد، تلعبون مباراة كرة قدم وتستمتعون ثم يذهب كل منكم في حال سبيله.

والآن، لما كبرت، قد تجلس 3 ساعات في غرفة انتظار مليئة بأشخاص آخرين، دون أن تستطيع قول جملة واحدة لأحدهم. لماذا؟ لأنك في عقلك تقول، هؤلاء الأشخاص لن يفيدوني في شيء!

قبل أن تدخل في أي علاقة، أنت تتساءل في ماذا سيفيدني فلان؟ أو ماذا ستقدم لي فلانة؟

كيف تنجح في علاقاتك

هذا ليس خاطئا، إن كنا نتحدث عن علاقات العمل، أو العلاقات المهنية، مع ذلك، في حياتك اليومية أنت لا تحتاج أن تفيد ولا أن تستفيد من كل شخص تلتقي به، وهذا سر من الأسرار في كيف تنجح في علاقاتك! الاستمتاع اللحظي!

3ـ رفضك للجانب المظلم في الناس

القاعدة تقول أن كل شخص متلاعب في زاوية ما.

لهذا، انتظارك أن يكون الأشخاص من حولك مثاليين، مميزين، متفهمين، داعمين، على قدر كبير من الثقة… خطأ فادح! لا أقول أن تقبل بجميع العلاقات السيئة، وإنما أقول لك، ضع في اعتبارك أن من أمامك لديه جانب مظلم أنت لا تعلمه أو ربما لم يُظهره لك بعدُ!

حين أخبرتك أن من الأخطاء التي تقع فيها هي اعتقادك أن الجميع متلاعب، لم أقصد ألا تنتبه لنفسك، لأنك مثلا إن رأيت شخصا تلاعب بالكثيرين، أو يأخذ أموالهم ولا يعيدها… مع ذلك، قبلت أن تدخل معه في علاقة ظنا منك أنه لن يقوم بهذا التصرف السيئ معك، فأنت هنا تتوهم!

كلما تكرر التصرف السيء من شخص معين فهذا دليل على أنه عادة لديه، ولا يوجد فرق بينك وبين الآخرين، فقط وقتك لم يحن بعد. هنا عليك أن تنتبه.

مقصدي من هذه النقطة الثالثة، هي ألا ترفض الناس مباشرة بمجرد رؤية سلوك لم يعجبك، فتضع له بلوك وتنهي علاقتك به. سأخبرك لاحقا كيف تتصرف.

كما أن لك جانب مظلم تريد أن يتقبله الناس فيك، أنت أيضا تقبل الجوانب المظلمة فيهم، فالملائكة تعيش في السماء وليس في الأرض!

كيف تنجح في علاقاتك

وهنا أريد تذكيرك بقاعدة جميلة، ما تركز عليه يزداد أكثر، فإذا ركزت على الجانب المظلم في هذا الشخص أو في سلوكه السيء، فتأكد أنه سيزداد.

لكن ماذا لو رأيت سلوكا خاطئا؟ كيف تتصرف؟

حل عملي لإنجاح أي علاقة

سأكررها على مسامعك مرة أخرى، التواصل! أنت تحتاج لتطوير أسلوبك في التواصل. حين ترى تصرفا أو سلوكا لم يعجبك في شخص أنت معه في علاقة، لا تهرب، لا تنهي العلاقة، لا تضع بلوك… بل حاور وتواصل.

أرسل رسالة، أو اتصل هاتفيا بالشخص وأخبره، أنا أريد الحديث معك في موضوع معين. حين تلتقيان، أخبره، فلان لقد تصرفت معي بسلوك لم يعجبني فما السبب؟

تأكد أنه من النادر أن الناس ستتصرف معك بطريقة سيئة عن قصد، إما أن هذا سلوك انحرافي منهم وهذا احتمال وارد لدى المتلاعبين المحترفين، أو أن هذا السلوك السيء كان نتيجة لظرف خارجي.

إسأل عن الدوافع وراء سلوكيات الناس حولك، بدل أن تهاجمهم. أنت لا تعلم بظروف الناس لاسيما إن لم تكن تعيش معهم، فاستخدم الحوار، افتح الحوار معهم، واسأل: ما السبب وراء هذا السلوك؟

كيف تنجح في علاقاتك

بعدها لديك الحق في إنهاء العلاقة أو الحفاظ عليها.

ما هي أهم قاعدة في العلاقات الاجتماعية؟

سيقول لك البعض أن تكون على وفاق اجتماعي ومادي وثقافي مع الطرف الآخر… نصيحة مهمة، لكنها ليست الأهم. اخرج من مبدأ إفادة الناس لمبدأ فهم الناس.

حين تجلس مع شخص لتشربا كوب القهوة معا، فهو لا ينتظر منك أن تفيده، أن تخبره بمعلومة خطيرة، أن تحل له لغز الحرب العالمية… كل ما يريده منك أن تستمع إليه وتفهمه.

إن نجحت في تطبيق مبدأ الفهم، كن على يقين أن الناس هي من ستنجذب إليك، وستنتقل تلقائيا من طاقة الندرة إلى طاقة الوفرة في العلاقات، وستشعر بالقبول دون بدل مجهود.

أخبرني الآن، هل تريد علاقات ناجحة وجيدة أو ستكتفي بعلاقات سيئة متلاعبة؟

1 thoughts on “كيف تنجح في علاقاتك وتتقبل وجود المتلاعبين حولك؟

  1. خديجة says:

    على قدما نشكر و نبارك و نمدح فيك أستاذ عزيز مش رايحة نوفيك حقك
    أنت الإنسان اللي كاياخذ لناس بزز منهم إلى جنة الوعي و جمال الفهم
    تبارك الله عليك إنسان رائع و مبدع
    شكرا جزيلا لك ❤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *