إذا وجدت نفسك في علاقة تُشعرك أنك المخطئ، ومن يحتاج إلى التبرير، بينما الطرف الآخر يتصرف وكأنه دائم الصواب، فأنت تحت تأثير ما يُعرف بـ الشخص النرجسي المتسلط.
هذا النوع من الأشخاص لا يعتمد على العنف المباشر أو الكلمات الجارحة فقط، بل يتقن فن السيطرة النفسية والتلاعب السلوكي، ويمارس ضغطًا مستمرًا يجعلك تشك في قراراتك، وتهتز صورتك أمام نفسك.
بعيدًا عن العاطفة والمثالية، التعامل مع الشخص النرجسي المتسلط لا يحتاج إلى صراخ أو مواجهات انفعالية، بل يتطلب استراتيجية عقلانية مبنية على الذكاء العاطفي، والتواصل الحازم!
3 خطوات أساسية للتعامل مع الشخص النرجسي المتسلط
1. لا تمنحه الاستجابة التي ينتظرها
من أهم أدوات الشخص النرجسي المتسلط هو التحكم في ردود أفعالك. هو لا يبحث عن التواصل، بل يسعى إلى إثارة رد فعلك، سواء عن طريق الاستفزاز، التجاهل، التحقير، أو حتى التصرف بلطف مشروط.
عندما تنفعل أو تبرر أو تدخل في حوار دفاعي، فأنت بذلك تدخل إلى ملعبه وتمنحه السيطرة على الموقف.
لاسيما إن كنت تفتقر لأساسيات الدخول في نزاع، وتسقط في فخ الغضب والصراخ!
ما يحتاجه هذا الموقف تحديدًا هو ضبط النفس، والرد المحسوب الخالي من الانفعال. الردود القصيرة لا تعني الضعف، ولكن المقصود هنا أن تكون الإجابة محسوبة بوعي كامل: لا تبرر، لا تشرح، ولا تحاول كسبه.
التعامل مع الشخص النرجسي المتسلط يبدأ من رفض لعبته، وإغلاق الباب أمام محاولاته المستمرة للهيمنة على مساحتك النفسية.
2. أغلق دائرة التأثير تدريجيًا
النرجسي المتسلط، لن يظهر لك كعدو مباشر، بل يتسلل من خلال الثقة، والتقرب، والعناية الزائفة، لهذا تجده، ربما زميل في العمل، قريب من العائلة، أحد الجيران…
ما تحتاج إليه هو:
- التوقف عن مشاركة الأخبار الشخصية
- لا تطلب رأيه في قراراتك
- لا تمنحه مدخلًا عاطفيًا لتفسير تصرفاتك
3. أعد بناء قصتك الداخلية
أخطر ما يفعله الشخص النرجسي المتسلط هو إعادة صياغة صورتك في عقلك. يجعلك تشك في نواياك، تبرر أخطاءه، وتعتقد أن قيمتك لا تُبنى إلا من خلال رضاه.
مع الوقت، تصبح أنت الطرف الذي يخشى اتخاذ القرار، ويفكر مرتين قبل كل تصرف، حتى لا “يغضبه” أو “يزعجه” أو “يُفهم بشكل خاطئ”.
التعافي الحقيقي يبدأ حين تدرك أنك لا تحتاج إلى تصحيح صورتك لديه، بل تحتاج إلى تصحيح الصورة التي رسمها لك عن نفسك.
اجلس مع نفسك، دوّن لحظات التلاعب، وراقب كيف كانت ردودك، ثم أعد سرد القصة بطريقة موضوعية، دون تضخيم أو تهوين.
في هذه المرحلة، تكون قد بدأت فعليًا في استعادة التحكم، دون الحاجة للشرح، أو الانتقام، أو المواجهة المباشرة.
لماذا هذا النوع من العلاقات خطر على المدى الطويل؟
العيش تحت تأثير الشخص النرجسي المتسلط لا يخلق فقط أزمة مؤقتة في علاقة شخصية، بل يزرع نمطًا نفسيًا سلبيًا طويل الأمد.
يبدأ تدريجيًا بفقدان الثقة في النفس، مرورًا بالشك في القرارات، ووصولًا إلى حالة من العزلة الداخلية تجعلك غير قادر على التفاعل الصحي حتى في علاقات أخرى.
ولأن هذا التأثير لا يُعالج بالشعارات أو الكلام التحفيزي السطحي، فمن الضروري إدراك أن التعامل مع الشخص النرجسي المتسلط يتطلب أدوات معرفية وعملية، وهذا ما أقدمه في دوراتي الخاصة حول الذكاء العاطفي والتواصل الحازم.
كيف تبدأ بالتحرر من تأثيره؟
- الخطوة الأولى هي الفهم. الفهم الحقيقي لآليات التلاعب، وطريقة السيطرة، وكيفية بناء الحواجز النفسية.
- الخطوة الثانية هي التطبيق، وليس التنظير. أن تكون قادرًا على التعامل مع الموقف دون انفعال، دون مبالغة، ودون خوف من العزلة.
- الخطوة الثالثة هي بناء منظومة تواصل جديدة تقوم على الوضوح، والحدود، واحترام الذات.
ولهذا السبب، أنصحك بالاطلاع على الدورات التدريبية التي أقدمها، والتي تتناول هذه المواضيع من منظور عملي بعيد عن العاطفية المفرطة أو الخطاب المثالي.
يمكنك الاشتراك من خلال هذا الرابط!
الدورات متوفرة مدى الحياة، مرفقة بملفات PDF وتمارين عملية.
سؤال ختامي:
هل سبق ووجدت نفسك في علاقة يتحكم فيها شخص نرجسي متسلط؟ شاركنا تجربتك الآن!
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا