أنا لا أؤمن بأن الخوف يختفي بالكلام. الخوف ينكمش حين تميّز بين ما تستطيع التحكم فيه وما لا تستطيع، ثم تتحرّك بخطوات محسوبة.
في هذه المقالة أقدّم خلاصة عملية مستندة إلى حلقةٍ قديمة من سلسلة خميس التغيير (الحلقة 10: ستة مخاوف يجب التحرّر منها لتعيش سعيدًا) مع إعادة صياغتها كخطة تطبيق يومية.
شاهد الحلقة كاملة على اليوتيوب!
ما هي أنواع الخوف… ولماذا أعمل على التحرّر من المخاوف لا على إخفائها؟
هناك خوف متعلّق بالماضي (تجربة تركت أثرًا) وخوف ظرفي راهن (موقف أو قرار الآن). أنا لا أتعامل معهما عاطفيًا؛ أتعامل معياريًا:
- ما الذي أتحكم فيه؟ (قراراتي، وقتي، حدودي، مهاراتي).
- ما الذي لا أتحكم فيه؟ (اقتصاد، مزاج الناس، حوادث طارئة).
كلّما اتسعت مساحة التحكم، تقلّص تأثير الخوف. هدف الخطة هنا هو الحرية النفسية: أن تختار الفعل المناسب حتى وسط الضباب.

ستة مخاوف محورية… وكيف أفكك كلًّا منها
1) الخوف من المجهول
أكبر مخاوف الإنسان هو ما لا يراه بوضوح.
علاج بسيط: أحوّل الضباب إلى فرضيات قابلة للاختبار.
تطبيق عملي: أكتب ثلاثة سيناريوهات محتملة (أفضل/أسوأ/أغلب احتمال) لكل قرار، ومع كل سيناريو خطوة واحدة خلال 48 ساعة.

2) الخوف من الانتقاد
أغلبنا لا يبدأ لأنه يتوقع تعليقًا سلبيًا من قريب أو مدير. أنا لا أطارد رضا الجميع؛ أقدم ما أستطيعه دون انتظار مقابل.
وللأسف نحن عرضة للانتقاد من الأشخاص القريبين منا أكثر من الغرباء، وهنا عليك العمل على ذكاءك العاطفي لتخفف من هذا الخوف.
3) الخوف من الفقد (شخص/وضع/امتياز)
هذا من أكثر أنواع الخوف انتشارا، وهو طبيعي في حالة فقد شخص عزيز، مع ذلك، لايمكنك مثلا التحكم في الموت!
إلا أنه في حالات أخرى، عليك العمل على: مبدأ البدائل.
تطبيق عملي:
- بديل مالي: مصدر دخل ثانٍ أو مهارة قابلة للبيع.
- بديل علائقي: توسيع دائرة علاقات «رابح-رابح» بدل علاقةٍ تقوم على ركوب مجهودك.
4) الخوف الاقتصادي/المرض/الأزمات
أحداث عامة لا تملك القدرة على إيقافها. ما أفعله هو تحصين السلوك: ترشيد مصروفات، رفع هامش ادخار، وصيانة صحتي (نوم، حركة، غذاء).
5) الخوف من الشيخوخة
العمر رقم؛ الأثر هو الإيقاع. أشخاص في السبعين يتحرّكون بعقلية 25، والعكس صحيح.
عليك العمل على تخفيف شعور التوتر، وبناء نمط عيش مناسب لشخصيتك!

6) الخوف من الموت
لا أضيّع وقتي في ما لا أملك التحكم فيه. أستثمر الخوف دافعًا للإنجاز الآن.
أدوات تنفيذ سريعة (تلخيص على شكل بروتوكول)
استخدم ورقة التحكم: عمودان «أتحكم/لا أتحكم». كل خوف جديد يمرّ عليك، صنفه عبر هذه الورقة أولًا.
والنتيجة النهائية، أنك ستتقبل الأشياء التي لا تملك القدرة على التحكم فيها. أما بالنسبة لما يمكنك التحكم فيه، فخطط لتجاوزه بالطريقة الأنسب لك، وضع خططا بديلة!
متى أقول إنني تحرّرت من الخوف؟
ليس حين يختفي الإحساس، بل حين لا يوقف قراري. الخوف يُصبح إشارة تنبيه، لا زر إيقاف. طالما أنت تتحرك وتنتج وتُراجع إستراتيجيتك دوريًا، فقد دخلت دائرة الحرية النفسية.
قبل إنهاء المقالة، أريد أن أنبهك لمسألة مهمة وهي:
الإعلام و«الترند» يُسعّران القلق بكلماتٍ تتكرر: أزمة، اكتئاب، انهيار… أنا لا أنكر الواقع، لكن لا أسمح له بإدارة جهازي العصبي.
كثرة الأخبار ترفع مستوى مخاوفك! لهذا، انتبه لما تتابعه بشكل يومي.
وإذا أردت تحويل هذه المبادئ إلى مهارة تواصل يومية ترسم بها حدودك وتحمي تركيزك، فالخطوة المنطقية التالية هي الانضمام إلى دورة “الحدود الصحية”، واكتساب المهارات الحياتية التي سأقدمها مباشرة.

سؤال تفاعلي: أيّ خوف من الستة يَظهر معك الآن أكثر؟ وما التجربة الصغيرة التي ستنفّذها هذا الأسبوع لتقليل تأثيره؟
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا