3 جمل تدل على أنه يتم التلاعب بمشاعرك

في الجلسات الاستشارية، أكثر موضوع يتم طرحه هو مشكلة العطاء الزائد!

يعاني الكثير من الأشخاص من تقديم الدعم، وتلبية الطلبات دون الحصول على مقابل، والأهم دون رغبة شخصية في تقديم هذا العطاء، كيف ذلك؟

حين توافق على الطلب الأول، ثم الثاني، ثم الثالث… من نفس الشخص وأنت لا تجد مقابلا لكل هذا، فهذا دليل على أنه يتم التلاعب بمشاعرك، فالشخص الواعي والقادر على التحكم في عواطفه لا يمكن أن يقبل بتقديم ما هو فوق طاقته.

واليوم سأشاركك كيف تكتشف الأشخاص المتلاعبين، بحيث تحافظ على مشاعرك وطاقتك من الاستنزاف.

لماذا لا تستطيع رفض طلبات الأشخاص المتلاعبين؟

إلى جانب أن هذه الفئة من الناس متمرسة في أفعالها، إلا أنك تتحمل جزء من مسؤولية وقوعك ضحية لهم.

1ـ الخوف من رأي الآخرين

حين تخاف من أن يقال عنك إنسان أناني، يحب نفسه، لا يعطي، لا يساعد، جائع للمال… فأنت تلقائيا لن تستطيع أن تقول لا. من المهم أن تفهم أن رأي الطرف الآخر لا يعكس بالضرورة شخصيتك الحقيقية، لهذا، دائما ما أنصح بالعمل على التخلص من البطاقة الاجتماعية التي يلصقها بك الآخرين.

2ـ غياب إدارة المشاعر

إن كنت شخصية ضعيفة لا تقوى على إبراز شخصيتها، وتعاني من العواطف الهشة، فأهم سبب يجعلك عرضة للاستغلال هو شعور تأنيب الضمير.

نفرض أنك رفضت إقراض ابن عمك المال، أو أنت رفضتِ أن تجالسي أبناء أختك، بعد دقائق من هذا التصرف ستتسائلين بينك وبين نفسك، يا إلاهي لماذا رفضت مساعدتها، أنا إنسانة سيئة، ماذا لو كانت فعلا محتاجة لهذا المال أو المساعدة…؟

شعور تأنيب الضمير من أسوء المشاعر السلبية التي تعيق الإنسان عن التطور والنمو، فاعمل على علاجه، حماية من المتلاعبين، وضمانا لعيش حياة متطورة.

3 جمل تدل على أنه يتم التلاعب بمشاعرك

بعد أن تكون اشتغلت على مشاعر الخوف وتأنيب الضمير، وهذا هو العمل الداخلي المطلوب منك، هنا، أنت ستتعرف على لغة المتلاعبين، كيف يسيطرون عليك دون أن تدري؟

1ـ أنت تضخم الأمر

من أشهر جمل المتلاعبين، هي “أنت تضخم الأمر”! في لحظة عفوية، أنت تخبر صديقك أو شخصا ما عن موقف خاص بك بكل صدق، وفجأة يجيبك بأنك تضخم الموقف، ويدعوك لتجاوزه!

أنت هنا تشارك شعورك، وما تشعر به تجاه موقف ما أو حدث ما، ولكن لأن المتلاعب يريد الحصول على الانتباه الكامل، فهو يجبرك على أن تفهم أن ما تشعر به أنت الآن غير مهم، لنُغيِّر الموضوع إذن!

كيف تقبل بوجود أشخاص في حياتك لا تهمهم مشاعرك؟ أخبرني في التعليقات.

هذا النوع من الأشخاص، أنت لا تهمهم ببساطة، لا تعني لهم شيئا، لأن الإنسان المهم نسأله عن أحواله، ولماذا يشعر بشعور الغضب أو لماذا هو حزين؟ ولا نقول له أنت تضخم الأمر، تجاوزه بسرعة!

2ـ أنت حساس

تستخدم هذه الجملة كثيرا للتعبير عن كونك إنسان ضعيف، فحين يخبرك مثلا شخص ما بأنك جائع للمال أو مدمن عمل، تبدأ مباشرة بالتبرير وتقديم الأعذار، فيواجهك بأنك إنسان حساس حتى تقبل كلامه وتقبل الطلب الذي يلي هذا الكلام.

فعلى سبيل المثال، لو طلب منك صديقك مالا، وأنت رفضت، فسيعاتبك على أنك تحب المال وأنك جائع للمال والمال هو كل شيء بالنسبة لك… فبدل أن تصمت وتتجاوز الحديث، تبدأ بتبرير سبب رفضك، وهنا يواجهك هو بأنك تحسست من كلامه، ولكي تخبره بعكس هذا، تقبل إعطاءه المال كدليل على أنك لست جائعا ولا حساسا تجاه المال.

3ـ كل هذا من أجلك

“لقد فعلنا هذا من أجلك”، “لقد قمت بهذا الأمر لأجل مصلحتك”، جمل تتكرر كثيرا في الأوساط العائلية، ونحن لا ننفي أنها صحيحة في كثير من الأحيان، فالآباء على سبيل المثال يقدمون الكثير لأجل أطفالهم دون مقابل.

لكن، حين تتكرر عليك هذه المسألة، دون أن يخبرك الطرف المقابل بهذا مسبقا، أو دون أن يطلب مقابلا مباشرا لما فعله، فأنت هنا انتظر المفاجأة.

هناك قاعدة تقول: لا تقبل العشاء المجاني! أي ما يقدم لك مجانا دون أن تعرف ما المقابل خلفه، ارفضه باحترام.

استمع لتجربتي مع هذه الجملة المتلاعبة!

كيف تتعامل مع أسلوب المتلاعبين؟

حين يخبرك المتلاعب أن مسألتك غير مهمة، ولا تُكبِّر الموضوع، قم بمواجهته بمشاعرك، أخبره: هذا شعوري، وهذا ما أشعر به الآن، غضبي هذا أو حزني هو دليل على ما أعيشه وأنت لن تستطيع الشعور به لأنك لست في مكاني!

حين تواجه الطرف الآخر بإيمانك بمشاعرك الخاصة وتعبر عن شخصيتك الحقيقية، ولا تخفي ما تعيشه، فأنت هنا توقفه عن حده! لأنه لن يتلاعب بمشاعرك.

المتلاعب يتلاعب بالشخص المزيف، الشخص غير القادر على تحديد الشعور الذي يشعر به، إن كان سلبيا أو إيجابيا، وبالتالي يضرب له على وتره الحساس ويسقطه في تأنيب الضمير.

لكي تفهم أكثر كيف تعبر عن مشاعرك، أدعوك للاشتراك في دورة الذكاء العاطفي التي ستنقذك من مواقف اجتماعية تجعل منك ضحية معرضة للاستغلال!