هل تشعر بنفسك دائما متعب؟ ليست لديك الطاقة لفعل شيء؟ قد تكون تملك المال والوظيفة الجيدة، وأيضا أسرة وأولاد… إلا أن شعور الحزن المستمر يلازمك، وطاقة المرض تلاحقك.
لست مريضا جسديا، أو تعاني من وعكة صحية، لا! لا! جسدك في صحة تامة، إلا أنك من الداخل لا تقوى على شيء، ليس لديك شغف بالحياة.
ما الذي يسبب لك المرض والحزن المستمر؟
القناعات المزيفة.
ما الذي أقصده بالقناعات المزيفة؟ هي تلك التربية الخاطئة التي تلقاها معظمنا منذ الصغر:
- بمجرد أن تنهي دراستك ستصبح سعيدا وسترتاح.
- بمجرد أن تتوظف وتملك المال ستصبح سعيدا وسترتاح.
- بمجرد أن تتزوج ستصبح سعيدا وسترتاح.
- بمجرد أن تنجب أبناءََ ستصبح سعيدا وسترتاح…
إلا أن الحقيقة المُرَّة هي عكس هذا تماما! فقد تكون حققتَ كل هذه المتطلبات الاجتماعية، ولكنك لا تزال تعيسا وحزينا. تجلس مع نفسك وحيدا، فتأتيك رغبة بالبكاء أو فقط تسمع كلاما معينا فتبكي بحرقة.
كيف تسترجع طاقتك ورغبتك في العيش؟
لنتفق بداية أن شعور الرغبة في الحياة، والطاقة المرتفعة غير مرتبطة بمقدار المال الذي تملكه، ولا بعُمرِك!
فكم من شخص كبير في العمر يشعر بنفسه صغيرا وحيويا؟ ولديه طاقة شاب في العشرينيات؟! وكم من شاب في العشرين يشعر بنفسه عجوزا في الستين؟!
لماذا؟
لأنه وضع نفسه في موضع ضغوطات لا يقدر عليها. ربط نفسك مثلا بقرض بنكي يفوق قدرته، أو رسم لنفسه صورة الشخص الغني أمام الناس وهو عكس ذلك تماما…
3 قيم عليك أن تعيش بها لاسترجاع طاقتك والتخلص من الحزن المستمر
لكي تنتقل من مرحلة افتقار الطاقة والعيش وسط الضغوطات، إلى مرحلة الحرية والراحة النفسية، أنت تحتاج لتبني قيم شخصية تساعده على عيش حياة مطمئنة.
1ـ قيمة التواصل والتعبير
من أهم مسببات شعور الضيق والخنقة التي تحس بها، هي عدم قدرتك على التعبير عما في داخلك. لا تستطيع أن تشارك أفكارك مع من حولك، ولا تملك مهارة التواصل لكي توصل رفضك لطلبات الآخرين منك.
وكلما امتنعت عن التعبير، كلما تراكم الحزن في داخلك وازداد، لاسيما في أوقات الأزمات والمشاكل، التي تحتاج فيها حقا لإيصال وجهات نظرك وحماية حقوقك.
2ـ قيمة التوازن في العلاقات
تحدثت بالتفصيل عن هذه القيمة في كورس الذكاء الطاقي، حيث شرحت أن أساس نجاح العلاقات الاجتماعية هو العطاء والأخذ المتوازنين!
لا يعقل أن تكون الطرف الوحيد الذي يعطي في العلاقة، والطرف الآخر فقط يأخذ! والعكس أيضا. حين تأخذ فقط من الطرف الآخر وأنت لا تقدم شيئا، فأنت هنا تستنزف إمكانياته المادية والشعورية والطاقية، وهذا خطأ.
حين لا يكون الطرفان متوازنين، فلابد أن تنتهي هذه العلاقة بشكل أو بآخر.
3ـ قيمة الاستحقاق
لتضمن حماية نفسك من الأشخاص المستغلين، لابد أن تؤمن بأهمية الاستحقاق وبذل المجهود!
كيف ستحميك هذه القيمة؟ حين تتعرف على شخص رأس ماله هو الكلام الفارغ دون فِعل، وكل ما يريده منك هو الأخذ وأن تحضر له ما يريده دون مجهود، فأنت هنا تطلق صافرة الإنذار.
لماذا ستساعد شخصا لا يقوم بشيء؟ كل شخص يستحق الظرف الذي يتواجد فيه، وأنت عليك العمل وبذل المجهود لتحسين ظروفك ووضعية عيشك، ولتحمي نفسك من المستغلين والمبتزين.
إلى جانب القيم السابقة الأساسية، أريد أن أشير إلى قيمة رابعة مهمة لابد أن تضعها نُصب عينيك إن أردت أن تعيش مطمئنا، وهي:
4ـ قيمة تقبل الذات
إن كانت لديك نقطة ضعف محددة، عالجها أو تقبلها. من الصعب أن تعيش في خوف معرفة الآخرين لنقاط ضعفك وابتزازك بها، لهذا لكي تتفادى الوضع، اقبل ذاتك.
راجع أفكارك، ومعتقداتك، ومهاراتك الحياتية، وواجه نفسك بما تحتاج إصلاحه حتى تصل لنقطة التقبل هذه، أعلم أن الأمر ليس سهلا، إلا أنه يستحق أن تبذل جهدا من أجله.
فما هي القيمة التي ستبدأ بالإيمان بها لتعيش حياتك كما ترغب؟ أخبرني في التعليقات أسفله.
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا