هل شعرت يومًا أنك مجرد “جسد” حاضر في جلسة ما، بينما لا أحد يراك؟
أنك تجلس وسط الأصدقاء أو زملاء العمل، الكل يضحك ويتفاعل، وأنت… لا أحد ينتبه لوجودك؟
إن كنت تعرف هذا الإحساس، فأنت حتمًا مررت بما أسميه: المسح الاجتماعي.
هذا المقال ليس للقراءة فقط، بل هو دعوة لك كي تسترجع تقديرك الذاتي، وتحرر نفسك من هذا الرفض الذي يجعلك تفقد علاقاتك.
ما هو الشعور بالرفض الاجتماعي؟
الشعور بالإقصاء أو المسح هو حالة داخلية تجعلك تحس بأنك غير مرئي، غير مرغوب، أو غير مسموع.
تحاول أن تتحدث، أن تفرض رأيك، لكن شيئًا ما يجعلك غير موجود.
ربما حتى عندما يتحدث الناس معك، يفعلون ذلك فقط لأنهم بحاجة إليك، لا لأنهم يحبون وجودك.
قد تشعر أنك تُقدَّر فقط عندما تُطلب منك خدمة أو مساعدة.
أنا أعرف هذا الشعور عن قرب، وأعرف كم هو مؤلم. لكنك قادر على تغييره، هو برمجة طاقية قابلة للتغيير.

توقف واسأل نفسك بصدق:
- هل هم يقصونك فعلًا… أم أنك أنت من تختار هذا الدور؟
هذه من أقوى الأسئلة التي تحتاج إلى مواجهة شجاعة مع النفس:
- هل هناك عداء حقيقي بينك وبين هؤلاء الناس؟
- هل يكرهونك فعلًا؟ أم أنك فقط مرتاح في دور الشخص غير المرئي لأنه لا يعرّضك للرفض أو الصدام؟
في كثير من الأحيان، نرتاح في أماكن تُشعرنا بالأمان الظاهري، حتى وإن كانت تؤذينا.
كما نرتاح في التأجيل، رغم أن نتائجه سيئة… نرتاح في الانسحاب واللامبالاة، لأن الظهور يتطلب منا طاقة ومواجهة.

وهنا أدعوك لحضور كورس إدارة النزاعات وحل المشاكل، لكي تتخلص من مشكلة الخوف من المواجهة!
كيف تتخلص من الشعور بالرفض الاجتماعي؟
سأشاركك خطوات عملية، لتبدأ من اليوم بتأكيد تواجدك أينما ذهبت.
الخطوة الأولى: غيّر هدفك من التواجد وسط الناس
لا تذهب إلى المجالس بحثًا عن الحب أو الإعجاب. اذهب لكي تعطي أفكارًا وتأخذ أفكارًا.
سأشاركك قصة شخصية:
كنت أركض وراء المؤتمرات لأجل أمرين فقط…
الأكل، والتعرف على الفتيات. لكنني كنت أفوّت فرصًا عظيمة.
في نفس الوقت، كان صديقي يذهب لنفس المؤتمرات، لكن بهدف التواصل، بناء علاقات، وجذب عملاء.
النتيجة؟
أنا خرجت بمتعة مؤقتة، وهو خرج بعملاء وشبكة علاقات.
الخطوة الثانية: درّب نفسك على طاقة الحضور
المشكلة ليست أنك لا تعرف ما تقول… بل في كيف تحضر في تلك الجلسة.
- هل تتكلم وأنت فعلاً تعيش اللحظة؟ هل تؤمن بما تقوله؟
- هل تعطي طاقة حقيقية، أم فقط تحاول ملء الصمت بأي كلام؟

هناك من يروي قصة تافهة لكنها تأسر الحضور، لأن طاقته متصلة، لأن حضوره حقيقي.
الحضور الطاقي يعني أن تكون هناك بكلك، بجسدك، بعينيك، بمشاعرك.
هذا النوع من الحضور لا يمر دون أن يُشعر الآخر بوجودك.
ثلاث مواقف لا تتهاون فيها أبدًا لتسترجع الكاريزما
1ـ لا تجلس في طاولة لا تُحترم فيها
إذا كان الناس يتحدثون وكأنك غير موجود، لا تجبر نفسك على البقاء. احترامك لذاتك أهم.
2ـ لا تقبل التهميش عبر الهاتف
إن كان من يجلس معك يحدّق بهاتفه أكثر منك، ببساطة انهض وارحل. هذه ليست جلسة، بل إهانة.
3ـ لا تتحمل الساخرين ممن يقللون من كلامك
الذي يسخر من كلامك أو يستهزئ بك، يحتاج أن يُربّى. كيف؟ ببساطة، تجاهله وغادر الجلسة.
طاقتك هي الجاذب الحقيقي
لكي لا تكون ممسوحًا اجتماعيًا، توقف عن الذهاب للأماكن فقط لكي تكون موجودًا جسديًا.
اذهب وأنت متصل بطاقتك، متصل بما تقوله، بما تشعر به، بما تعطيه.

إذا وجدت نفسك تحتاج تدريبًا أعمق على التواصل، الذكاء الاجتماعي، أو إدارة المشاعر، فأنا أوصيك بالكورسات المتاحة عبر الأكاديمية، سواء باقة الذكاء العاطفي، أو الذكاء الطاقي، أو الذكاء الاجتماعي.
اكتب لي رأيك في التعليقات: أين ترى نفسك اليوم؟ هل أنت من الحاضرين… أم من الذين لم يُرَوا بعد؟
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا