حلاوة اللسان: كيف تنتبه منها وتتجنب التواضع لتحافظ على قيمتك الاجتماعية؟

حلاوة اللسان

التصرفات هي ما يعكس جوهر الإنسان الحقيقي، أما حلاوة اللسان فما هي إلا بوابة للاستغلال والتلاعب النفسي.

صحيح أننا ننصح بتعلم أسلوب الحوار اللبق، وكيفية التواصل الصحيحة، إلا أنك حين تركز على التواصل الشفهي المليء بالمجاملات، فهذا أسلوب خاطئ.

ما الذي تسببه حلاوة اللسان من مشاكل؟

إلى جانب كون حلاوة اللسان هي بوابة للتلاعب بالآخرين، واستغلال لطفهم، فهي دليل على مشكلة أصبحنا نعاني منها بكثرة، وهي عدم الالتزام.

تذكر معي، كم من شخص أخلف موعده معك؟ كم من شخص وعدك بخدمة ثم خذلك؟ كم من شخص أقرضته المال ولم يرجعه؟ كم من صديقة أعرتها ملابسك ولم تعدها؟

حلاوة اللسان

عد بذاكرتك إلى الوراء وتذكر معي ماذا أخبرك به هؤلاء الأشخاص غير الملتزمين؟ ما كمية حلاوة اللسان التي سمعتها منهم؟ كم من كلام معسول أخبروك به قبل أن يصلوا لحاجتهم منك؟

كيف يقلل التواضع من قيمتك الاجتماعية؟

من الخطأ أن تعتقد أن التواضع والتعامل بحسن نية هو ما يجعل قيمتك الاجتماعية ترتفع لدى الناس، لماذا؟ لأن الغالبية من البشر يستنكر الخير، ولا يتذكر العطاء الذي قدمته له.

وفي آخر مقالة شاركتها، تحدثت عن كيف أن التعاطف مع الآخرين دون طلب منهم هو خطأ كبير في الذكاء الاجتماعي، لأن الإنسان المحتاج سيأتي إليك ويعلمك باحتياجه، سواء كان مالا، أو تعاطفا، أو أي دعم آخر.

فأنت حين تختار التواضع مع الأشخاص الخطأ فأنت هنا تفتح الباب لاستغلالك.

حلاوة اللسان

ما الدليل على استخدام الطرف الآخر لـ حلاوة اللسان من أجل استغلالك؟

حين نكون في أزمة معينة، فمن السهل أن نقع فريسة لأسلوب حلاوة اللسان، كل من سيأتي إليك ويعبر لك عن حبه وامتنانه لوجودك ستصدقه، وقد تقدم له الكثير في سبيل أن تسمع هذا الكلام الإيجابي، إلا أن هذا ليس حلا لبناء علاقات اجتماعية سليمة.

فكيف تتأكد من نية الشخص المقابل لك؟

عدم الإيفاء بالوعود

كما أشرت في الفقرة أعلاه، الشخص الذي يستخدم حلاوة اللسان بنية التلاعب، لا يفي أبدا بالوعود، لا يتصرف بسلوكيات مناسبة لكلامه.

والسيء في الأمر، أنك رغم ملاحظتك لهذا المؤشر، فأنت تقول في نفسك، لا، فلان هذا لن يخلف وعده، لا، لا هو فقط يحتاج وقتا إضافيا، لا، لا، لابد أنه سيقوم بهذا الشيء من أجلي…

حلاوة اللسان

أنت توهم نفسك، وهو يربح الوقت بهذا الوهم!

لكي تتخلص من نقطة الوهم هذه، عليك باحترام وقتك، عليك ألا تكون متاحا للجميع في كل الأوقات والأماكن، من الجيد أن تساعد الآخرين، لكن ليس على ظهر راحتك أنت ووقتك.

إن لم تحترم وقتك أنت، فسيأتي من يضيعه لك.

كيف تتواصل مع الشخصيات السامة؟

الشخصية السامة التي تستخدم حلاوة اللسان، عليك ألا تقع في خطأ التبرير لها. إن كان لديك موقف ضد شخص، فلا حاجة لك لتبرير موقفك هذا.

كلما حاولت تقديم الحجج والتفاسير، كلما وقعت ضحية له، لأنه في نهاية المطاف هو أمهر منك في الكلام. كل تبرير تقدمه سيستخدمه ضدك لضمان الأمان.

كيف هذا؟

حين تبرر لماذا أخذت موقفا منه، فهو سيفسر لك أفعاله بما يتماشى مع مصلحته.

ما عليك فعله هو هو لخبطة عقلك، لا تقل له بشكل مباشر أنك منزعج من سلوكياته التي لا تعكس كلامه، أو أنه لم يفي بوعده لك، فقط استخدم لغة الجسد وتصرف بما يظهر موقفك.

أدعوك لتطوير ذكائك الاجتماعي بحيث تعرف كيف تتصرف مع الشخصيات السامة والمتلاعبة، وألا تقع ضحية لحلاوة اللسان لديهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

باستخدام موقعنا فانت توافق على سياسة الخصوصية وشروط الخدمة