كيف تبرمج عقلك على التخلص من شعور الضيق والخنقة؟

شعور الضيق

إذا سألت أي شخص حولك، هل يعاني في علاقاته؟ وهل يعرف شخصا مستغلا وساما؟ ستكون إجابته نعم! وإذا أعدت سؤاله، هل تخلص من هذه المعاناة ومن هؤلاء الأشخاص السامين والمستغلين؟ ستكون الإجابة هي لا!

لماذا؟

لأنه خائف من المواجهة، وكذلك الأمر بالنسبة لك، تخاف من أن تقول توقف ولِنُنْهي هذا الاستغلال. فتكون النتيجة المتكررة هي شعور الضيق والخنقة، تحس بنفسك أنك مضغوط، ولديك كرة في حلقة تحتاج الخروج ولكن دون جدوى.

تفضل الصمت على التواصل، وهذا ما سنعالجه في مقال اليوم.

من الذي يسبب لك شعور الضيق والخنقة؟

ستعتقد أنك تحتاج الدخول في علاقة صعبة ومعقدة أو تعيش مشكل كبير أو مصيبة لا حل لها، حتى تشعر بشعور الضيق في صدرك، أو يتراكم عليك الإحساس بالاختناق، إلا أن الحقيقة تقول أن في حياتك اليومية أشخاص وسلوكيات تتكرر عليك، وبالتالي تنتج لك هذه المشاعر السلبية.

مثل ماذا؟

مثلا، بواب العمارة الذي ينتظر منك يوميا إكرامية، أو تلك السيدة التي تمد لك يدها في كل يوم تجلس فيه لتشرب كوب قهوة، أو ذلك الشاب في مواقف السيارات الذي ينتظر أن تدفع له بمجرد وقوفك لدقيقتين أمام المحل التجاري…

شعور الضيق

انتظارات الناس منك، وطلباتهم التي لا تنتهي، وعدم قدرتك على قول لا، لكل هؤلاء الأشخاص الذي يريدونك أن تعطيهم مالا أو مساعدة هي ما يراكم بداخلك مشاعر الضيق والخنقة.

لكن السؤال الآن، هل جميع الأشخاص يعانون من هذه المتطلبات؟

ما هي الفئة الأكثر معاناة في المجتمع؟

جواب السؤال السابق ‘هل جميع الأشخاص يعانون من هذه المتطلبات؟’ هو لا، فمثلا الأغنياء، أصحاب الطبقة الثرية، لا يعقل أن ينتظر منه البواب إكرامية يومية، لأنه إنسان موظف ولديه راتبه الشهري، أما الأشخاص السعاية للمال، فأبداََ لن تتواجد في الأحياء الراقية، وإن تواجدت فسيتم التعامل معها بحزم.

أما الطبقة الفقيرة في المجتمع، فهي التي تمثل هذه الأدوار، أدوار المسكنة والدروشة (مع كامل الاحترام للشخص الفقير الذي يسعى بجد لتغيير أحواله).

فتتبقى لدينا الطبقة المتوسطة، وهي التي تتألم! الشخص الموظف الذي من ساعة استيقاظه صباحا وخروجه للعمل وهو يصادف هذه النوعية من الأشخاص.

شعور الضيق

كل شخص يريد منه مالا أو دعما أو مساعدة، فيصبح ضحية للمجتمع، وقد تحدثت في فيديو كامل عن أهمية رفض مساعدة الناس حين لا تقدر على هذه المساعدة.

ما الذي يجعلك لا تقدر على قول لا؟

أنت موظفة أو تشتغلين في عمل بسيط، كل مرة تأتي جارتك إليك أو إحدى قريباتك تخبرك أن نساء الحي سيجمعن مساعدة مادية لزوجة البواب أو لسيدة ما… فتضطرين لتقديم المال إليهن.

أو أنت في كل مرة تذهب لمحطة البنزين تضطر لإعطاء 3 دراهم أو 5 للشخص الذي مسح زجاج السيارة رغم أنك لم تطالبه بهذا… أو تعطي درهم أو اثنين لتلك السيدة التي تسعاك وأنت جالس تشرب قهوتك في المقهى…

السؤال هنا، هل أنتَ أو أنتِ قدمت هذه المساعدة عن رضاََ تام؟ وعن قناعة تامّة؟ أو لأنك شعرت بالابتزاز أو الخوف!

لأن المشكلة هنا ليس في إعطائك للمال أو في تقديمك للمساعدة، بل عن مدى موافقتك على هذا العطاء؟!

الجواب الحقيقي، أنك إما كنت تشعر بالخوف من هؤلاء الأشخاص، ربما خفت أن يكسر زجاج سيارتك أو أن يضربك بحجر وسط الطريق، ففضلت إعطائهم المال، أو أنك بلا وعي منك تشعر أنهم يبتزونك فلكي تهرب بسرعة تمنحهم ما يطلبونه.

شعور الضيق

لهذا، عليك العمل على نفسك أولا!

كيف تتخلص من شعور الضيق والخنقة؟

لا يوجد حل سحري سوف يجعلك تشعر بالإيجابية طوال أيام الأسبوع، ولا يمكنني أن أخبرك أن هنالك طريقة نهائية للتخلص من الأشخاص المكاريب من حولك، إلا أن عليك العمل بخطوات عملية، أهمها:

برمجة عقلك اللاواعي

هناك تصرفات وسلوكيات تقوم بها يوميا دون وعي منك، ولأنك كررتها مرارا وتكرارا فقد أصبحت تلقائية ولا شعورية لديك، مثل أن تعطي لذلك السكير المال فقط لأنك خائف منه، أو لتلك السيدة التي تحمل طفلا وتسعى منك المال في موقف السيارات وتعطيها إياه لأنها ابتزتك عاطفيا.

حين ستبدأ بتغيير هذه التصرفات الخاطئة، سيكون الأمر مريبا وصعبا في البداية لأنك غير متعود، إلا أن هذا هو المطلوب، أن تفاجئ عقلك اللاواعي بسلوكيات معاكسة حتى يتعود على شخصيتك الجديدة.

تمرين تطبيقي:

اكتب على ورقة جميع المواقف التي تتعرض فيها للابتزاز يوميا، سواء من الناس بالخارج أو حتى من عائلتك، ثم إسأل نفسك، هل أنا أعطي المال في هذه المواقف لأني خائف ومضغوط اجتماعيا؟ أو فعلا أنا أريد تقديم هذه الصدقة أو هذه المساعدة بنية حسنة؟

وتستطيع مساعدة اللاوعي لديك على إعادة برمجته بتكرار هذه الجملة: أنا سأعطي 0 درهم لكل شخص يبتزني عاطفيا.

وتذكر، أنك قادر على إدارة عواطفك واستخدامها فيما ينفعك أنت، لتحمي نفسك من الابتزاز.

تعليق واحد على “كيف تبرمج عقلك على التخلص من شعور الضيق والخنقة؟

  1. Khadija يقول:

    Hola buenas tardes coech Aziz es cierto todo porque yo llevo año sofriendo de esto con mi familia yo siempre intento ayudar y me pagan con chantajes emocionales

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

باستخدام موقعنا فانت توافق على سياسة الخصوصية وشروط الخدمة