هل التسامح السريع دليل على ضعف الشخصية؟

ضعف الشخصية

هل سبق وشعرت بأنك تسامح الآخرين بسرعة كبيرة، ثم تندم لاحقًا؟ هل سمعت من قبل أن “المسامح كريم”، ولكنك في أعماقك تتساءل: هل هذا يجعلني ضعيفًا؟

التسامح ليس دليلًا على قوة الشخصية، بل قد يكون في بعض الحالات انعكاسًا لضعفها. حين تسامح شخصًا أساء إليك دون أن تُفكر في عواقب ذلك أو دون أن تضع حدودًا واضحة، فأنت بذلك قد تُظهر نوعًا من الضعف، وليس التسامح الحقيقي.

التسامح وضعف الشخصية

التسامح قيمة أخلاقية عظيمة، ولكن ليس كل تسامح يعني قوة. 

الإنسان الذي يسامح بسرعة، خاصة في المواقف التي تتطلب الحزم، فهو ضعيف في اتخاذ القرارات، والذي لا يضع حدودًا واضحة، فهو عرضة للاستغلال، وسيجد نفسه بشكل مكرر في مواقف غير مريحة لأنه لا يستطيع قول “لا”!

ضعف الشخصية

إليك 7 مؤشرات تدل على أن تسامحك نابع من ضعف الشخصية

1ـ التسامح بدافع الخوف: عندما تسامح فقط لأنك تخشى المواجهة أو فقدان الأشخاص، فأنت لا تسامح، بل تخضع.

2ـ التسامح دون وضع حدود: إذا كنت تسامح من يكرر الإساءة إليك مرارًا، فأنت بذلك لا تحترم نفسك.

3ـ التسامح على حساب كرامتك: بعض المواقف لا تستحق التسامح السريع، بل تحتاج منك أن تُظهر احترامك لنفسك وترفض المعاملة السيئة.

4ـ عدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة: الشخص الذي يسامح بسرعة، قد يكون غير قادر على اتخاذ قرارات مصيرية أو الوقوف عند حد معين وحماية نفسه.

5ـ التسامح تحت تأثير الضغوط الاجتماعية: هناك من يسامح فقط لأن المجتمع يفرض عليه ذلك، وليس لأنه مقتنع بأن المسامحة هي الحل.

6ـ محاولة إرضاء الجميع: بعض الأشخاص يسامحون سريعًا لأنهم يريدون الحفاظ على صورتهم الطيبة أمام الآخرين، حتى لو كان ذلك على حساب أنفسهم.

7ـ شعور تأنيب الضمير بعدم المسامحة: هناك أشخاص يشعرون بالذنب إذا لم يسامحوا، حتى لو كان الشخص الآخر لا يستحق ذلك. هذا ليس تسامحًا حقيقيًا، بل ضغط داخلي غير صحي.

ضعف الشخصية

الفرق بين التسامح الصحي والتسامح الضعيف

التسامح الصحي ينبع من إدراكك لحقوقك واحترامك لنفسك. عندما تسامح لأنك ترى أن الشخص الآخر يستحق فرصة جديدة، أو لأنه تصرف بدون نية سيئة، فهذا تسامح ناضج. 

أما إذا كنت تسامح خوفًا أو تحت ضغط اجتماعي أو نتيجة تأنيب ضمير غير مبرر، فهذا تسامح ضعيف.

وتذكر القاعدة الأساسية هنا، من يسامح شخصا لا يستحق، فهو لا يسامح نفسه! 

كيف تكون متسامحًا دون أن تكون ضعيفًا؟

  1. ضع حدودًا واضحة: لا تسمح للآخرين بتجاوز حدودك مرارًا وتكرارًا.
  2. قيّم الشخص الذي تطلب منه التسامح: هل هو شخص يستحق فرصة ثانية؟ أم أنه سيكرر الإساءة؟
  3. لا تسامح بدافع الخوف: التسامح الحقيقي يأتي من قوة داخلية وليس من خوف من الخسارة.
  4. تعلم قول “لا”: أحيانًا، الرفض هو أفضل طريقة لحماية نفسك.
  5. سامح، لكن لا تنسَ الدرس: التسامح لا يعني أن تنسى ما حدث، بل يعني أن تأخذ الدرس ولا تسمح بتكراره.
  6. كن واضحًا في توقعاتك: إذا قررت أن تسامح، ضع حدودًا واضحة لما تتوقعه من الشخص الآخر.
  7. اعتمد على أفعاله وليس أقواله: لا تعطي فرصة ثانية لمن لم يثبت أنه تغير فعليًا.
  8. حافظ على توازنك العاطفي: لا تدع العاطفة فقط تحكم قراراتك، بل استخدم المنطق أيضًا عند اتخاذ قرارات التسامح.
  9. لا تسامح لمجرد أنك تشعر بالذنب: راجع أسبابك قبل أن تقرر منح فرصة جديدة.
  10. ضع نظام قيم خاص بك: لا تعش وفقا لما يرسم لك الآخرون من أنظمة، اختر من لا تقبل به في حياتك: الشخص الكذاب، المخادع، الخائن…

نظام القيم يسهل عليك الحياة، فأنت تعرف مسبقا نوعية الأشخاص الذين ستصادقهم، وكيف تتصرف معهم لو أخطؤوا، أو صدر منهم تصرف مسيء لك!

ضعف الشخصية

كيف تتعامل مع من يطلب منك السماح؟

سأشاركك جملتين، عليك التفكير في هما، في مثل هذه المواقف:

1ـ “سأسامحك، فقط هذه المرة”، حين تقول هذه الجملة فأنت تعطي إخبارا للطرف الآخر أن هذه هي آخر فرصة لديه، ولا مجال له للخطأ مرة ثانية.

2ـ “سأفكر في الموضوع، لا أريد الحديث عن هذا الآن”، هذه الجملة تخفف عليك عادة السماح السريع، وبهذا تعطي نفسك أيضا الوقت للتفكير في علاقتك مع هذا الشخص، والسلوك الذي صدر منه!

قوة شخصيتك تظهر عندما تعرف متى تسامح ومتى ترفض، وهكذا تكسب احترام نفسك، واحترام الآخرين كذلك، فلا داعي للعجلة وقبول كل اعتذار زائف لا يليق بك.

أخبرني الآن، هل لديك نظام قيم خاص بك؟ أم ستبدأ الآن ببنائه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *