النجاح في الحياة الاجتماعية لا يعني أن تحيط نفسك بأشخاص أقل قيمة منك، وتُمضي وقتك في مناسبات لا تضيف إليك شيئا، بل أن تكون قادرا على اختيار من تُصاحب وأين تذهب في الوقت المناسب لك أنت، وهذا سيتطلب منك تعلم فن الانسحاب!
الانسحاب من العلاقات أو المجالس العائلية أو الخرجات الترفيهية ليس جبنا أو هروب، بل هو قوة داخلية تعبر عن شخص ذو كاريزما عالية لا يقبل بما لا يلائمه.
تدرب على فن الانسحاب
القاعدة الرئيسية تقول أن من لا يستطيع أن ينسحب من علاقة أو جلسة أو أيا كان، فهو يعاني من فراغ عاطفي أو يتعرض للابتزاز العاطفي، لهذا، لن تستطيع الانتقال بحياتك الاجتماعية لمستوى أعلى ما لم تسُد احتياجاتك وتعمل على حل مشكلاتك الداخلية بطريقة ذكية!
سأطلب منك تمرينا بسيطا وسريعا. اجلس مع نفسك وتذكر الأوقات التي أردت فيها الخروج أو الذهاب لمناسبة ما، واتصلت على أصدقائك ليرافقوك، من استجاب لدعوتك ومن رفضها؟
كم مرة تتصل فيها بصديق وأنت متحمس لتغيير الجو والاستمتاع، وتتفاجئ به هو يتفوه ويتعذر بكونه متعبا أو أن مزاجه سيء؟
تملك المال، تملك صحة جيدة، تعرف الطرقات جيدا… لكنك تطلب اهتمام الآخرين ومشاركتك لحظات المتعة؟
توقف الآن عن هذا السلوك التدميري وابدأ بتعويد نفسك بالاستمتاع مع الأشخاص الصح.
إن كنت ستسألني الآن، ولكني لا أعرف أشخاص آخرين، أو لا أقدر على الاستمتاع لوحدي؟! فأنا سأطلب منك أن تجد هواية أو نشاط تحب ممارسته ومارسه، هكذا ستتعرف على أشخاص مهتمين بنفس الهواية وخارج منطقة راحتك، وبعيدا عن حيك!
كلما استطعت خلق أسلوب حياة مناسب لك، كلما استطعت جذب علاقات صحية بعيدة عن الابتزاز العاطفي أو الاستغلال المادي.
3 أسرار عملية لتنجح اجتماعيا
أشرت كثيرا لكيف ترفع من قيمتك الاجتماعية وقدمت كورس خاص بالذكاء الاجتماعي الذي نال نجاحا باهرا! إلا أنني اليوم أريد أن أضيف لك أسرار أنت و90% من الأشخاص يغفلون عنها أو يتجاهلونها دون وعي منهم.
1ـ إظهار الوجه الخفي
ليس شرطا أن يكون الوجه السيء منك، وإنما أتحدث بالضبط عن شخصيتك الحقيقية. إن كنت تتساءل ما هي سمات الشخص القادر على الانسحاب بسهولة من أي مكان لا يعجبه أو يناسبه، فهي كالتالي:
- 1ـ عِزَّة النفس: لا يُصاحب أيا كان، ولا يقبل بالتواجد في أي مكان، لديه القدرة على اختيار الأشخاص والأماكن المناسبة لمستواه.
- 2ـ المظهر الأنيق: بدل التفكير في رأي الآخرين، أو الخوف من الظهور بمظهر الشخص المغرور، فهو يهتم بشكله ويرتدي ما يحبه.
- 3ـ الصرامة: تستطيع تسميتها (نذالة من جانبها الإيجابي)، هذا لأن تطبيقك لـ فن الانسحاب في مجتمعنا يراه البعض تصرفا نذلا، مع ذلك، أنت عليك باتباعه لتشتري راحة بالك أنت أولا.
استمع لهذه القصة الحقيقية عن الصرامة! لتتعلم كيف تُطبق الصرامة في حياتك الواقعية مع أبنائك أيضا.
2ـ اصنع واقعك الخاص
هنا أنا لا أطلب منك أن تدخل ضمن قوقعة خاصة بك، أو تغلق على نفسك، وإنما ما أقصده هو ألا تنجرف لواقع وحياة الآخرين. لا تعش أحداثهم ووقائعهم وتدخل في ذبذباتهم السلبية.
للأسف، الكثيرون منكم يعانون من هذا الأمر، بسهولة تستطيع الانجراف لحدث يخص شخصا آخر. بمجرد أن يتصل عليك ويقول لك إن فلان فعل كذا وأنا قلت كذا، وأنت عليك قول كذا… فتقع في المصيدة!
هنا أنت تحتاج لـ فن الانسحاب، بحيث تستطيع إخراج نفسك من أي حدث غير مرتبط بك، ولا يضيف لحياتك معنى، سوى المشاكل المجانية.
3ـ دافع عن مواقفك
الشخص الكاريزماتي يعرف حدوده بشكل جيد، ويعرف كيف يخبر بها الآخرين.
لكي تنعم براحتك النفسية عليك أن تضمن ألا أحد سيفرض عليك عملا أو تصرفا معينا فقط لأنه هو أراد هذا، دون أن يسألك إن كنت تستطيع فعل هذا العمل. وهذا لن يحصل طالما أنت لم تشارك عائلتك أو أصدقائك بالأمور التي تتجاوز طاقتك أو استيعابك.
أغلب الأشخاص تعد حدوده هي نقاط ضعفه، لهذا يعمل جاهدا لإخفائها، إلا أن هذا خطأ. مشاركة الضعف هي قوة، فقط اعلم متى تشارك نقاط ضعفك ومتى تخفيها.
وتذكر أن من يحترم نفسه ويُعزها هو شخص يعرف حدوده ولا يسمح بتجاوزها.
تمرين تطبيقي لـ فن الانسحاب
النجاح يأتي بالاستعداد، وهذه قاعدة عامة نستطيع تطبيقها على حياتنا الاجتماعية. لهذا، إن كنت تريد أن تتواصل بطريقة جيدة وتشارك حدودك ووجهات نظرك دون خوف، عليك أن تستعد عبر 3 خطوات.
- 1ـ الوصف: قم بوصف الموقف أو الحدث أو الفكرة التي لديك
- 2ـ الشعور: حدد الشعور الذي نتج لديك تجاه هذا الوصف أعلاه
- 3ـ القرار: شارك القرار الذي اتخذته بشأن هذا الشخص سواء كان الانسحاب أو إصلاح العلاقة.
أخبرني الآن، هل تستطيع مشاركة حدودك مع عائلتك أم تخجل منها؟