فن التجاهل: ماذا لو علمت أنك ستموت بعد شهر؟

فن التجاهل

في حياتك نوعين من البشر:

  • النوع الأول هو أول المستجيبين لك، وبجانبك دوما في السراء والضراء، إلا أنك تتعامل معه بجفاء.
  • النوع الثاني هو لا يستجيب ولا يتعاطف ولا يسأل إلا بمزاجه ورغبته، إلا أنك تعطيه قيمة وتثمن مجيئه إليك.

هل تعلم ما الذي يجعلك تفضل النوع الثاني بلاوعي منك؟ فن التجاهل! نعم، هذا النوع من الأشخاص كلما تجاهلك كلما ازدادت قيمته لديك.

هذا الأمر محزن، لأن الشخص القريب والمتواجد حين الحاجة والذي يفرح لفرحك ويحزن لحزنك غالبا ما يتواجد في دكة البدلاء لديك!

الآن، إن كنت ترغب في استرداد قيمتك الاجتماعية الضائعة فأنت تحتاج لتطبيق فن التجاهل من اليوم.

لماذا لا تطبق فن التجاهل؟

بعدما علمت أن الشخص الذي يتجاهلك أنت تسعى للوصول إليه وتعطيه أهمية كبرى، إلا أنك أنت مع الأسف لا تطبق هذه القاعدة، كيف هذا؟

فن التجاهل

في حياتك أمور تافهة وأشخاص تافهين لا يضيفون إليك ولا ينفعونك في شيء، مع ذلك أنت لا تستطيع تجاهلهم وتجاوزهم، لماذا؟

1ـ الشعور بالفقد

تعتقد أنك إذا تجاهلت الشخص السيء أو الأمر التافه، فأنت ستفقد شيئا! وهذه طبيعة بشرية، كلنا نخاف من فقدان شيء ما. لهذا، أنت لا تتجاهل كونك تخاف من فقدان قيمتك، تحاول السيطرة على كل شيء، تسعى للتحكم في كل ما يدور حولك ولا تستطيع تجاهل أبسط الأمور!

وهذا إن لم يُفقِدك قيمتك فتأكد أنك ستفقد بسببه راحتك الشخصية على أقل تقدير!

كم من شخص حولك مرتاح نفسيا لأنه لا يحاول التحكم في كل شيء؟ كم شخص حولك لا يتحدث إلا نادرا مع ذلك تحترمه وتقدره؟ كم شخص حولك يثرثر طوال اليوم ويسعى لإثبات وجهات نظره إلا أن نظرة الآخرين له لم تتغير؟

تجاهلك للشيء الضار لا يعني أنك ستفقد مقابله شيئا مهما!

2ـ انعدام الأولويات

اليوم حين استيقظت هل كنت تعلم أولوياتك لهذا اليوم؟ هل لديك مهام محددة لهذا الأسبوع؟

الكثير من الأشخاص يعيشون اعتباطيا في هذه الحياة، ويسمحون للمواقف الخارجية أن تفرض عليهم كيفية التفاعل، وهذا هو السبب الثاني في عدم قدرتك على تطبيق فن التجاهل! لأن كل ما تأتي لك به الحياة ترحب به!

فن التجاهل

انعدام الأولويات، هو خطأ لا يسقط فيه الأغنياء واصحاب الأعمال، هم لديهم جداول ومهام يحترمونها ويتعاملون مع الخارج وفقا لها، فانتبه أيضا أنت لتفاعلك مع الخارج!

العودة للوراء قليلا واسترجاع أولوياتك ومعرفة الأشخاص المهمين والأحداث المهمة لديك هي خطوة ليس فقط لاسترجاع قيمتك الاجتماعية وإنما أيضا من أجل الحفاظ على طاقتك الشخصية من الهدر!

حين تعرف ما عليك القيام به، سيقل انفعالك مع المحيط الخارجي، بل أنت بنفسك ستقرر متى ستنفعل ومتى ستطبق مبدأ فن التجاهل!

تمرين عملي لتحديد الأولويات

اجلس مع نفسك الآن، وتخيل أنك ذهبت لزيارة طبيب ‘حفظك الله من كل داء’، فأخبرك أنك مصاب بمرض خبيث وأمامك فقط شهر واحد لتعيشه!

5 1

كيف ستعيش هذا الشهر؟

أريدك أن تتبنى هذه الفرضية ‘ليس فرضية المرض، بل فكرة الشهر الواحد’، ما الذي ستقوم به طوال هذا الشهر؟ ما هي الأشياء التي ستتجاهلها؟ من هم الأشخاص الذين ستتجاهلهم؟ وما هي الأولويات التي ستضعها في كل يوم وتنجزها؟

هذا التمرين ليس سهلا ولا بسيطا، ولا سيما إن تعاملت معه بجدية! أمامك شهر واحد فقط، ماذا ستكون أولوياتك؟ هل هي مراقبة الناس والتحكم فيهم؟ أو راحتك النفسية وأهدافك الشخصية؟

كيف يؤثر عليك عدم التجاهل؟

إلى جانب فقدان قيمتك الاجتماعية وهدر طاقتك على أشخاص أقل منك وعلى مواقف لا تستحق، ستجد حياتك تدور فقط على النميمة والغيبة ومراقبة الناس دون أثر!

والأمر السيء أنك حين تكون متوافقا مع هذه الذبذبات المنخفضة ستُبعد عنك الأشخاص الأفضل منك، الأشخاص الذين أنت فعلا تريد أن تكون مثلهم.

مثلا، إذا رأيت سيدة ذات قوام جميل أو متزوجة شخص جيد… أنت لا تنظرين إليها بنظرة جيدة، بل قد تقولين بينك وبين نفسك قبيحة وتزوجت رجلا وسيما! الحياة تعطي لمن لا يستحق! أو أنك رأيت شخصا يركب سيارة فارهة فتنعته بالشمَاتة وأنه لا يستحق هذا المال…

في حين أنك من الداخل ترغب في أن تكون مثله وتحقق إنجازات مثله.

تعرف على نظرتي السابقة للأشخاص الأغنى مني!

حين تتجاهل نظراتك السلبية ومحيطك السلبي فأنت تفتح لنفسك آفاق جديدة إيجابية، وستحب من يملك ما تريد امتلاكه!

فن التجاهل

فما الذي ستبدأ اليوم بتجاهله؟ اكتب لي في التعليقات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *