كيف تكتسب القبول الاجتماعي؟ 3 مهارات تفتح لك القلوب وتقرّبك من الناس

كيف تكتسب القبول الاجتماعي

هل شعرت يومًا بأنك غير مرئي في محيطك؟ تمرّ وسط الناس ولا يلاحظك أحد، أو تتحدث فلا تجد من يصغي إليك باهتمام؟ هذا ليس لأنك لست جديرًا بالقبول… بل لأنك لم تتعلّم بعد كيف تكتسب القبول الاجتماعي.

القبول لا علاقة له بالمال، ولا بالمظهر، ولا حتى بالقرابة أو المنصب. القبول الحقيقي ينبع من: 

  • طاقتك
  • مهاراتك في التواصل
  • قدرتك على أن تجعل الآخرين يشعرون بالراحة معك…

ما الذي تحتاجه لتتعلم كيف تكتسب القبول الاجتماعي؟

اليوم سأشاركك 3 مهارات قوية إذا أتقنتها، ستكتسب بها حضورًا مختلفًا، كاريزما حقيقية، وقبولًا غير عادي في محيطك!

المهارة الأولى: المدح الصادق والدقيق

كلنا نحب أن نُمدَح. ولكن المدح الذي يصنع فرقًا، هو المدح الذي يأتي من القلب، ويكون دقيقًا ومحددًا. المدح الذي يجعل الشخص يشعر بأنك رأيت شيئًا مميزًا فيه.

أشاركك هنا تجربة شخصية. في أيام مراهقتي، كان لدي صديق يقول لي كثيرًا: “عزيز، أنت الرجولة!”. في البداية كنت أفرح، بل كنت مستعدًا أن أقدّم له أي شيء مقابل تلك الجملة. ثم اكتشفت لاحقًا أن هذا الصديق كان ذكيًا، وعرف نقطة ضعفي. 

كان يعرف أن هذه الجملة تفتح لي قلبي وتجعلك أقرب إليّ!

لكن المدح ليس مجرد كلمات نرددها. المدح مهارة. تخيل أن أحدهم يدخل عليك في محل أثاث ويقول بجملة باردة: “أنت عزيز وغالٍ”، من بين أسنانه، بدون أي شعور أو طاقة. كيف ستشعر؟ بالعكس، هذا يُشعرك بالنفور.

لذلك، توقف عن ترديد عبارات مكررة مثل: “حبيبي، ما شاء الله، أنت عزيز وغالٍ”. وابدأ باستعمال مدح مستهدف:

  • “أعجبتني طريقتك في تقديم الفكرة، خاصة عندما ربطتها بالنقطة الفلانية.”
  • “الطريقة التي تشرّف بها الآخرين في كلامك فيها احترام عالي.”

حين تمدح شخصًا بهذه الطريقة، يتفاعل دماغه بإفراز مادة اسمها الدوبامين، وهي نفسها المادة التي تفرز عندما يأكل الإنسان أكلة يحبها أو يشاهد حلقة مثيرة من مسلسله المفضل. ويقوم الدماغ بربط هذه المشاعر بك أنت!

وهنا سرّ القبول. أن تجعل الناس يشعرون أنهم مهمّون عندما يتحدثون معك. أن تقول لهم كلمات تُشعرهم بأنك منتبه لتفاصيلهم.

كيف تكتسب القبول الاجتماعي

تمرين: في المرة القادمة، قل: “أعجبتني طريقتك كيف…” واملأ الفراغ بشيء محدد فعلاً لاحظته.

المهارة الثانية: سرد القصص

القصص تخلق رابطًا قويًا بينك وبين المستمع. أحيانًا تمرّ بتجربة قوية، لكن حين ترويها للناس، لا يتأثرون بها، لأنها رُويت بطريقة عادية. وفي المقابل، قد يحكي شخص آخر عن تجربة بسيطة، لكنه يرويها بأسلوب جذّاب، فتشد الانتباه.

هل لديك قصة تحب أن ترويها حين تكون وسط أصدقائك؟ قصة تجعلهم يضحكون أو يتأثرون؟

أنا شخصيًا أملك ست أو سبع قصص أرويها دائمًا حين أكون مع الناس، في أي دولة، مع أي ثقافة، وتجعلهم منبهرين. هذه القصص صنعتها مع الوقت، وأعدت ترتيبها لتناسب كل موقف.

ابدأ بتجميع قصصك، مثلا:

  1. قصة واحدة عن موقف طريف
  2. درس تعلّمته
  3. نجاح أو فشل

المهارة الثالثة: ضع الناس في وضعية مريحة

الناس لا تتذكر ما قلته، ولكنها تتذكر كيف جعلتها تشعر. الشخص المقبول هو الذي يجعل الآخرين يشعرون بالراحة.

كيف تكتسب القبول الاجتماعي

كيف تحقق ذلك؟ عن طريق لمس الإيغو لديهم. اجعلهم يشعرون أن كلامهم مهم، واسألهم عن أنفسهم.

مثال: سألتُ سيدة: “أين ستقضين عطلتك الصيفية؟” قالت: “في أكادير.” رددتُ عليها: “واو! لم أذهب أبدًا إلى أكادير، كيف هي؟ احكِ لي!”

ما الذي حدث؟ شعرت السيدة أنها مهمة. أنها أنجزت شيئًا كبيرًا. نفس الشيء حدث مع رجل قلت له: “أنت تمارس رياضة؟ واضح أنك رياضي، ما نوع الرياضة التي تحبها؟” قال لي: “السباحة.” قلت: “بماذا تشعر وأنت تسبح؟ أخبرني!”

هكذا تضع الناس في وضعية مريحة. أنت فقط تحتاج أن تُشعرهم بأنك منبهر بهم.

الذكاء الاجتماعي: الرابط الخفي بين القبول والتأثير

في هذا السياق، من المهم أن نتحدث عن مفهوم أعمق: الذكاء الاجتماعي. هذه المهارات الثلاث التي تكلمنا عنها لا تأتي من فراغ، بل هي نابعة من قدرتك على قراءة المشهد الاجتماعي، وفهم النفسيات، وتكييف حضورك بحسب طبيعة الأشخاص من حولك.

الذكاء الاجتماعي هو أن تعرف متى تتحدث، ومتى تصمت. أن تلتقط الإشارات الدقيقة: نظرة عين، نبرة صوت، حركة جسد. أن تشعر إذا كان الطرف الآخر مستعدًا للحديث أو بحاجة لمن يصغي له.

كيف تكتسب القبول الاجتماعي

عندما تطوّر ذكاءك الاجتماعي، يصبح لديك رادار داخلي يرشدك: متى تمدح، متى تروي قصة، ومتى تترك المساحة للآخر. هذا هو ما يجعل تواصلك عميقًا، ويعزز القبول بشكل غير مباشر.

ولهذا السبب، خصصت دورة كاملة عن الذكاء الاجتماعي، أشرح فيها تقنيات تفصيلية، وتمارين عملية تساعدك على الانتقال من الانطواء إلى التأثير. ومن خلال هذه الدورة، ستلاحظ أنك لا تحتاج أن تكون “اجتماعيًا بالفطرة”، بل يمكن لأي شخص أن يتعلم، ويطوّر هذا النوع من الذكاء.

شارك الآن في الكورس!

بخل المشاعر هو عدو القبول

السبب الأكبر الذي يمنع الكثير من الناس من امتلاك القبول، هو بخل المشاعر.

قد ترى شخصًا يعجبك، لكن تقول في داخلك: “لا داعي أن أعبّر له عن إعجابي، ربما يتكبر!” هذا التفكير خطأ. الناس لا تنجذب لمن يكبت مشاعره، بل لمن يُعبر عنها بطريقة راقية.

القبول الاجتماعي لا يعني النفاق، بل يعني أن تمتلك القدرة على التعبير، المدح، والاهتمام، دون أن تخجل أو تتردد.

وإذا أردت أن تتعمّق أكثر، أنصحك بباقة كورساتي في الذكاء العاطفي والاجتماعي والطاقي. كلها عملية، مسجلة، ويمكنك مشاهدتها من أي مكان في العالم.

وفي الختام، أخبرني في التعليقات: أي مهارة من الثلاثة ستبدأ بها اليوم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *