أنواع الأشخاص المؤذين الذين لا ينبغي التسامح معهم مهما كانت المبررات

الأشخاص المؤذين

في هذا المقال، سأشاركك 3 نماذج شائعة من الأشخاص المؤذين، والتي إذا لم تتعامل معها بوعي وحدود صارمة، فاعلم أنك تفرّط بصحتك النفسية دون أن تدري.

أولا، دعني أسألك:

هل حدث يومًا أن أساء إليك أحدهم، بكلمة جارحة، أو موقف مُذل، أو تصرّف صادم، ثم عاد إليك معتذرًا، متظاهرًا بالندم، مطالبًا بالسماح؟
وفي لحظة ضعف داخلي، جلست تراجع نفسك، تقنعها بأن الشخص لم يكن يقصد، وأنه ربما لن يعيدها، أو أن قلبك “أكبر من أن يحمل الضغينة”، فمددت يدك من جديد… وأدخلته لحياتك مرة أخرى.

تظن أحيانًا أن هذا هو الصواب. أن هذا “تحرر”. أن هذه هي الأخلاق. لكن اسمح لي أن أقولها لك بصراحة ووضوح: أحيانًا، التسامح في غير مكانه ليس تحررًا، بل انتحار عاطفي بطيء.

وهذه دعوة لك لكي تنتبه من دعوات أصحاب التنمية الذاتية للتسامح، التي قد لا تكون في محلها!

إليك أنواع الأشخاص المؤذين لتجتنبهم في حياتك

هناك أنواع من الأشخاص، إذا استمريت في مسامحتهم، فأنت في الحقيقة لا تعطيهم فرصة جديدة، بل تمنحهم رخصة إضافية ليستمروا في إيذائك.

الأشخاص المؤذين

النموذج الأول: من يتقن الحضور في لحظات قوتك، ويغيب حين تسقط

قد تظنه صديقًا، أو قريبًا، أو حتى شريكًا. يظهر فجأة حين تحقق إنجازًا، أو تشارك صورة من سفرة، أو تحتفل براتب جديد أو نجاح لافت. تراه يهنئ، يضحك، ويشاركك اللحظة كأنه جزء منها.

لكن عندما تعيش أزمة؟ إفلاس؟ طلاق؟ انفصال؟ موت شخص قريب؟ عندما تحتاج شخصًا فقط ليقول لك “أنا هنا”؟ لا تجده. ينسحب من حياتك، ويتركك تتألم وحدك، إلى أن تعود للنجاح والسعادة، فيظهر!

من جهة ثانية، هو لا يدعوك لمشاركته أفراحه وسعادته، بل يريدك أن تعلم فقط عن أوقات الأزمات بحيث يستفيد من عطائك، وهذا أبرز أشكال الاستغلال العاطفي!

قد يقوم بعزومة في بيته، أو يحتفل بحدث ما، أو يسافر مع أصدقاء آخرين… وأنت لن تعلم بهذا إلا بعد فترة!

هذا النموذج لا يؤذيك بصوت مرتفع، بل يؤذيك بالصمت. ليس الشتيمة ولا الضرب هي أكثر أشكال الأذى قسوة… أحيانًا، مجرد الغياب في وقت الحاجة، أمر مؤلم.

الأشخاص المؤذين

وإذا ما واجهت هذا النوع من الأشخاص المؤذين، سيجيد التبرير: “والله كل شيء حصل فجأة”، أو “أصدقائي جبروني أخرج معهم”، أو “كنت مضغوطًا”.

لكن الحقيقة؟ هذا ليس سلوكًا عفويًا. هذا نمط متكرر من شخص لا يرى فيك إنسانًا، بل يرى فيك فرصة مؤقتة، أو جوًا لطيفًا يظهر فيه فقط عندما يكون مزاجك جيدًا، ويدك مفتوحة.

أنا أسمي هؤلاء “جمهور النتيجة”.
وللأسف، هذا النوع منتشر، ومقنّع، ويملك قدرة عالية على الخروج من “فوهة القنينة” في كل مرة، حيث تسامحه على تجاهله لك!

النموذج الثاني: من يقلل منك أمام الناس… ويقول بعدها “كنت أمزح”

ربما كنت تجلس معه يومًا على انفراد، وكان طبيعيًا، مبتسمًا. لم يصدر منه ما يزعجك. لكنه يتحوّل تمامًا عندما تدخل أطراف أخرى في الجلسة.

فجأة، يبدأ بإلقاء تعليقات تنتقص من شأنك، يستحضر موقفًا محرجًا من ماضيك، أو يوجه نكتة سخيفة على حسابك أمام الجميع، ليرفع نفسه ويجعل من حضورك لا شيء.

وهذه قصة حقيقية وقعت لي مع هذا النموذج الثاني!

هو لا يسبّك مباشرة، ولا يهينك بشكل صريح. لكنه يجعل من نفسه “نجم الجلسة” على حساب كرامتك.
وحين تحاول أن تضع له حدًا، يختبئ خلف جملة: “لا تكبرها… كنت أمزح معك فقط!”.

لكن الحقيقة؟ هو لا يمزح.
هو يعلم جيدًا ما يفعله. هو يختبر مدى قدرتك على التحمّل، ومتى ما سكتّ، يعرف أنك أصبحت هدفًا سهلاً.

الأشخاص المؤذين

وهذه خطة الشخص النرجسي للهيمنة عليك! استخدام تقنيات الترويض العاطفي لمعرفة نقاط ضعفك واستغلالها.

النموذج الثالث: من يربط أذاه بالحب أو بالدين

هذا النوع من الأشخاص هو الأخطر.
يضرب… ويقول “أنا أغار عليك”.
يصرخ… ويقول “أنا أخاف عليك من نفسك”.
يسيء… ويغلف أذاه بآية قرآنية، أو بحديث ديني، أو بجملة خادعة من قبيل “أنا أفعل هذا لأنني أحبك”.

إنه لا يعتذر. بل يجعلك تشعر بالذنب لأنك فكرت في مواجهته. وحين تتألم، يُحمّلك المسؤولية. يقول لك: “أنت حساس”، “أنت لا تفهمني”، أو الأسوأ من ذلك: “هذا من باب التربية أو الغيرة”.

هذا النموذج مؤذٍ بعمق، لأنه لا يكتفي بالأذى، بل يجعلك تشعر أنك أنت السبب في الأذى.
ويستخدم أكثر المفاهيم احترامًا في حياتك، مثل الحب، أو الدين، ليربط بها سلوكه المسموم، حتى تخجل من الاعتراض عليه.

والأسوأ من ذلك؟

أن المجتمع نفسه قد يدفعك لمزيد من الصمت، ويطلب منك التسامح باسم “النية الطيبة“، أو “الستر”، أو “التحرر”.

لكن، إن أردت أن تعيش حياة متزنة، هادئة، تحترم فيها ذاتك، فابدأ بتحديد الأشخاص الذين لا يليق بهم البقاء في دائرتك… حتى لو بكى أحدهم أمامك دمًا.

الأشخاص المؤذين

وإن كنت بحاجة إلى خطوات عملية تساعدك على اتخاذ هذه المواقف بثقة، وفهم متى تسكت ومتى تواجه، فأنصحك بالاطلاع على دوراتي في الذكاء العاطفي والاجتماعي، حيث أشرح بالتفصيل كيف تضع الحدود، وتواجه التلاعب، دون أن تشعر بالذنب أو التردد.

حالياً، بمناسبة عيد الأضحى، هناك تخفيض خاص بنسبة 80٪ على جميع الكورسات المسجّلة. متاح فقط لمدة 48 ساعة.

جميع الدورات متوفرة مدى الحياة، مرفقة بتمارين تطبيقية بصيغة PDF، ويمكنك البدء بها من أي مكان في العالم، احصل عليها الآن!

وسؤالي لك في النهاية:
ما هو السلوك الذي لم تعد قادرًا على التسامح معه بعد اليوم؟ شاركني في التعليقات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *