باعتبارك تملك عقلا، فأنت تعرف كيف تستخدمه! مع ذلك، دعني أخبرك أن الجميع لا يستخدم عقله بطريقة ذكية، بل يقع فريسة لـ الأشخاص الاستغلاليين.
أخبرني شخص بقصة زوجته التي ورثت أموالا من والدها، إلا أن أخاها الكبير أراد السيطرة على كامل الإرث.
تبدو هذه القصة طبيعية إلى حد ما، لكن الغريب أن هذا الشخص أي زوج السيدة وقع فريسة للأخ الكبير، حيث أقنعه هذا الأخير أن قدومهما من أوروبا والاستقرار في المغرب ليس قرارا صائبا.
وبالتالي، هو بدوره أقنع زوجته بالتراجع عن قرار العودة للمغرب، وهكذا ستتنازل طواعية عن حقها في الإرث وينال الأخ ما يريده.
لو استخدم هذا الزوج عقله بطريقة منطقية بعيدة عن العاطفة، لفهم أن حصول زوجته على الإرث مفيد له أكثر من حصول الأخ عليه!
3 مبادئ رئيسية لـ التخلص من الأشخاص الاستغلاليين
توجد سمة واحدة رئيسية لدى الشخص المستغل، أو المتلاعب، وهي تلاعبه بعواطفك!
يتحدث معك بطريقة لطيفة تلمس عواطفك، إلى أن يأخذ ما يريده ثم ينصرف. تذكر معي شخصا قطع علاقته بك، أو اختفى هكذا دون إشعار لثلاث أو ستة أشهر، ثم عاد وتواصل معك… هل تساءلت لماذا عاد فجأة؟ أم أجبته، التقيت به، طلب منك شيئا، وافقت وقدمت المساعدة، ثم اختفى مجددا؟!
أريدك أن تتذكر معي اللحظات التي تعرضت فيها للاستغلال فقط لأنك استخدمت عاطفتك، بدل عقلك.
1ـ المبدأ الأول: لن يتغير شخص من أجلك
أكثر أسباب المشاكل في العلاقات الزوجية، هي: اعتقدت أنه سيتغير من أجلي، اعتقدت أنها ستتغير من أجلي…
لا يوجد شخص سيُغير طباعه وسلوكياته وتصرفاته من أجلك أنت، فقط لأنك رغبت في أن يتغير، وانتبه لهذا الأمر، حتى لو أنك ترى في تغيره مصلحته الشخصية وليس مصلحتك!
بمعنى، قد تكون أختك أو أخوك عاطل عن العمل، يقضي يومه ما بين النوم، والجلوس في المقاهي، ومشاهدة المباريات… أردته أن يتغير لكي يصبح إنسانا عاملا ومنتجا، فبحثت له عن عمل.
ماذا فعل؟
لم يذهب للعمل، وحتى لو ذهب، كان ليتسبب لك في المشاكل.
لماذا؟ لأن رغبة التغيير لم تأتي منه هو شخصيا.
فتخلص من معتقد أن فلان سيتغير من أجلي! هكذا ستمنع نفسك من التصرف بطريقة عاطفية مع أشخاص لا يستحقون فقط لأنك توهم نفسك بأنهم سيتغيرون.
2ـ المبدأ الثاني: الاستحقاق بدل المساواة
توجد فئة في المجتمع، في مقارنة دائمة ما بين من يملك الشيء ومن لا يملكه. هذه المقارنة ليست في سبيل التطور، بل لكي تطالب بالمساواة، أن يعطي الغني الفقير!
لماذا هذا يسكن في فيلا، ويركب سيارة بمئة مليون، والآخر لا يملك حتى عشرة دراهم؟؟
أنا الآن أسألك، لماذا في نظرك هذا الفارق؟ لماذا يوجد شخص غني وآخر فقير؟ كلاهما يملكان صحة وعقلا؟ هل يجب أن يتساوى الغني الذي عمل واجتهد وتاجَر، بالفقير الذي ينتظر عشرة دراهم من أمه ولا يكلف نفسه أن يعمل؟
كل شخص يستحق المكان الذي يتواجد فيه، لأنه قام بسلوكيات أوصلته لهذا المكان.
للأسف، الكثير من الأشخاص الذين حققوا ثروات مالية، أو على الأقل حسنوا من وضعهم المالي، يسترجعون الماضي، ويشعرون بتأنيب الضمير اتجاه أصدقاء طفولتهم مثلا، أو أقربائهم.
يتأنبون على أساس أنهم السبب في فقر هؤلاء، لمجرد أنهم حسنوا من حياتهم. الحقيقة مغايرة، لأنك اشتغلت على نفسك وهم فضلوا البقاء في مكانهم.
لهذا، في معظم الحالات، لا مكان للمساواة، والاستحقاق هو الأساس.
2ـ المبدأ الثالث: السطحية بدل العمق
توقف عن كونك إنسانا عميقا لـ 24 ساعة طوال 7 أيام في الأسبوع!
تُعلِّق على كل ما تراه، لديك رأي في كل موضوع. تشاهد شيئا يعارضك أو لا يعجبك فتُعلق عليه! أووه ما هذا التمثال، إنه للبوذيين! أووه لماذا تحتفل برأس السنة الميلادية، ليس من عاداتنا! لماذا ترتدي اللون الأسود دائما، إنه نذير شؤم!
ما شأنك؟ ما شأنك بما يفعله الناس وما يقومون به؟!
تعلم أن تكون سطحيا في حياتك اليومية، وتترك العمق للحظة التي تحتاج فيها للقوة. حين تجد نفسك ضعيفا أمام شخص ما، استخدم العمق، وتعمق في التفكير لكي تجل حلا لأزمتك.
أما في حياتك اليومية، عشها ببساطة واترك الناس تعيش حياتها هي أيضا ببساطة.
هذه المبادئ الثلاثة إن طبقتها في حياتك، فستبني جدار حماية من أجل التخلص من الأشخاص الاستغلاليين، ولن تجد نفسك تقع فريسة للمتلاعبين بسبب غبائك الفكري!
لا تتردد في تطوير نفسك، والانتقال من مرحلة الفريسة إلى مرحلة الصياد.