إليك 3 تصرفات تكتشف بها الصديق المزيف بسرعة وبسهولة

كثيرا ما سمعتَ عن موضوع الفروقات الطبقية في المجتمع، بدء بالطبقة الفقيرة إلى الطبقة الغنية. إلا أننا اليوم لن نتحدث من زاوية الفرق المادي والمهني، بل من زاوية الصداقات! نعم، سنتعرف معا على نظرة الأغنياء للأصدقاء، وكيف تكتشف بنفسك الصديق المزيف وتُنقذ نفسك منه!

لماذا يتواجد الصديق المزيف بكثرة في الطبقة المتوسطة؟

إن كنت من المحظوظين، فستكون نشأتك منذ الصغر شملت كل طبقات المجتمع، بمعنى أنك عايشت الفقراء، ومتوسطي الدخل، والميسوري الحال، مما يجعلك عارفا بسلوكيات كل طبقة، ومفهومها للصحبة والصداقة، وكيفية التواصل في كل طبقة.

إلا أنه مع الأسف، هذا الحظ ليس متوفرا للجميع! وهذا دوري اليوم، في أن أشاركك لماذا تعاني الطبقة المتوسطة بشكل كبيرة في المغرب، وفي معظم الدول؟!

بكل بساطة، وقبل أن أجيبك عليك أن تعلم أن الشخص الفقير، والذي تجده يسعى ويطلب المال كل يوم في موقف السيارات وفي الشارع، ويسكن في دور الصفيح دون أن يدفع فواتير الماء والإضاءة… هذا الشخص بالذات ليس فقيرا! لماذا؟ لأنه حين يجمع مئة أو مئتي درهم يوميا لا يقوم بصرفها على الفواتير، هو يعيش بشكل مجاني!

اتفقنا إذن على سلوكيات هذه الطبقة، أما فيما يخص الطبقة المتوسطة، فهو الشخص الذي يشتغل لساعات طويلة كل يوم، من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء، وفي الأخير، أو في آخر الشهر يأخذ راتبه الوظيفي ويقوم بصرفه على أشياء يعاند بها معارفه من الطبقة الغنية!

رأيت الفرق الآن؟ بين طريقة صرف الفقير ـ الذي يسعى ـ ومتوسط الدخل؟

لتتأكد أكثر، ستلاحظ أن الطبقة المتوسطة بمجرد أن يتطور مستواها المادي تسارع في أخذ القروض وصرفها على المظاهر الخارجية: سيارة، سكن، ساعات، سهرات…

كل هذه السلوكيات تُظهر أن أغلب المتواجدين في الطبقة المتوسطة يعانون من عقد نفسية تجاه الميسورين، وبالتالي تواجدهم حولهم ليس من أجل الصداقة الحقيقية بقدر ما هي صداقة مزيفة.

سيكون السؤال الذي يتبادر إلى ذهنك الآن هو:

هل توجد صداقات حقيقية في الوسط الشعبي؟  

تتكرر كثيرا مقولة، ليحشرني الله مع الدراويش، أو المساكين على أساس أنهم الأفضل والأخير. الأصح أن من تريد أن تُحشر معهم لم يُختبروا في المال، بمعنى أن من لم تختبر تصرفاته وهو صاحبُ مالِِ لا يمكن أن تحكم على أفضليته وصلاحه لك.

أبسط مثال يتم تداوله حول الطبقة الفقيرة، أو الأوساط الشعبية، أنهم يتعاونون فيما بينهم، يساندون ويدعمون بعض. هذا الأمر فعلا صحيح، لكن هل سألت لماذا؟

لأنهم ضمن نفس المستوى، وبمجرد تَغيره سيتغيرون، بمجرد امتلاك أحد منهم لمبلغ مالي كبير سترى معدنه الحقيقي.

لهذا، قبل أن يتغير مستواك أنت أو مستوى من يدعمك، لا تحكم عليه بحسن الصحبة أو الجورة!

كيف تكون الصداقة الحقيقية؟

لا توجد ضمانة معينة على أن الصداقة الحقيقية تتواجد في طبقة اجتماعية دون غيرها، إلا أن أقرب مفهوم لها هو في الطبقة الغنية، والميسورة.

لماذا؟ لأنهم يأخذون الصداقة باعتبارها ترفيه، الجلوس مع الأصدقاء هي لحظة ترفيه عن النفس فقط، ولا توجد التزامات أو شروط لهذه الصداقة، والأهم لا توجد توقعات مرتفعة لشخص عن الآخر.

حين يطلب طرف منهم شيئا من الطرف الآخر، إما أن يقبل أو يرفض دون ضغط، أو دون انتظار المقابل.

لهذا، تأكد أن صداقاتك هي ضمن هذا الإطار، أنتم ترفهون عن أنفسكم مع بعض، دون انتظارات أو اشتراطات مسبقة.

إليك 3 تصرفات تكتشف بها الصديق المزيف

أيا كان موقعك بين الطبقات المجتمعية، فهناك سلوكيات يجب أن تحذر وتنتبه منها لكي تنقذ نفسك!

1ـ يُبقي الأحداث الإيجابية لنفسه

بمعنى أنه حين يعيش حدثا جيدا أو مفرحا، سواء في حياته المهنية أو الشخصية يحتفظ بهذا الأمر لنفسه، ولا يقوم بدعوتك إليه إن احتفل به على سبيل المثال.

كخلاصة، يقوم بحذفك من الجزئية السعيدة في حياته. لماذا هذا الأمر؟ لسببين أساسيين، وهما:

1. يقوم بحذفك نهائيا لأنك أقل منه، على الأقل في نظره.
2. يقوم بحذفك مؤقتا، إلى حين وقوع حدث سلبي فيأتي إليك.

2ـ يُصغر من مجهوداتك

بصفة عامة، وليس حين الحديث فقط عن صفات الصديق المزيف، أي شخص يصغر أو يُبخس من مجهوداتك، وإنجازاتك التي تفتخر أنت بها، فهو ليس صديقا ولا مقرَّبا.

انتبه جدا ممن يقلل من قيمتك، ويعظم من قيمة الآخرين أمامك.

مثلا، أنت سافرت إلى دولة ما، أو حصلت على ترقية ما، تأتي بكل ثقة وتحكي لهذا الشخص عما فعلته، وما رأيته… فتكون ردة فعله باردة، أو غير مبالية، بل وتكون إجابته هي: أووه هذا ما فعلته؟ شيء عاااادي وبسيط!

في حين أنه ليس عاديا ولا بسيطا أبدا، والدليل أنه حين يحقق أو ينجز طرف ثالث هذا الأمر ويكون قريبا منه يُعظم من فعله، بل ويزعجك به! هل رأيت أخي؟ أو ابن عمي؟ لقد سافر وفعل هذا وذلك…!

3ـ لا يستمع إليك

بقدر ما هو هذا السلوك عبارة عن تصرف قوي من الصديق المزيف، بقدر ما هو اختبار تستطيع تطبيقه مع من تشك به حولك.

تحدث عن نفسك، أخبرهم ماذا فعلت وماذا أنجزت وكيف وصلت لهذا… ستلاحظ أنهم سيغيرون الموضوع بسرعة، وسيحاولون تجاهل كلامك عن نفسك.

اختبر ما تحتاج التأكد منه!

لهذا افتح عينيك، ولا تكن ضحية لتلاعب الآخرين بعواطفك أيا كانت طبقتهم الاجتماعية، واعلم أن امتلاكك للذكاء العاطفي والاجتماعي سيغنيك عن الوقوع في فخ الصديق المزيف!

تابع آخر فيديو على قناة الكوتش عزيز أفكار.