ليس كل شخص ذو عضلات ضخمة، أو جسم متناسق، أو يرتدي ملابس غالية قادر على التأثير على الآخرين!
كيف عرفت هذا؟
حين يقعون في مشكل بسيط، تظهر عليهم رداة فعل طفولية، يغضبون ويصرخون، وأحيانا يهربون من مواجهة مشاكلهم، ويحمِّلون مسؤوليتها لأشخاص آخرين.
لهذا، مهما كان المظهر الخارجي مهما، إلا أن قدرتك على إدارة ذاتك بما فيها من مشاعر ولغة جسد، هي الأهم!
إن كنت تقوم بدون وعي منك بـ تصرفات تقتل الكاريزما، وتجعل الآخرين يهربون منك، فقد حان الوقت لتتخلص منها.
إليك 3 تصرفات تقتل الكاريزما عليك تجنبها الآن
ما سأشاركه معك اليوم، ليس من نسج خيالي، وإنما نابع من دراستي لعملائي والناس في مجتمعنا. لهذا، كن صادقا مع نفسك واعترف إن كنت تتعامل بهذه السلوكيات.
الاعتراف بالخطأ أول خطوات التغيير الإيجابي.
1ـ غياب الإنصات الفعّال
الجميع يريد أن يتحدث، ويتكلم… فنغفل على أن الإنصات للطرف الآخر هو الأهم.
لماذا لا تستطيع أن تُنصت للطرف الآخر؟
ـ لأنك غير قادر على ضبط نفسك: في اللحظة التي يتحدث فيها إليك الشخص، عقلك يقوم بالتفكير في الجواب، الإيغو لديك يقول لك، كيف ستجيبه؟ عليك أن تجيب بطريقة مثالية تبهره!
إلا أنك كيف ستجيب على كلام لم تستمع له؟؟؟
السر في أهمية الإنصات الفعال هو قدرتك على الاتصال بطاقة كلمات الطرف الآخر. حين تكون في اللحظة وتستمع جيدا للمحادثة، عقلك تلقائيا سيستجيب لما يحتاجه متحدثك، وليس لما يحتاجه الإيغو الخاص بك!
ـ لأنك لا تعرف كيف تطرح الأسئلة الصحيحة: تحدثت من قبل عن فن طرح الأسئلة، لأن التواصل الجيد ليس في أن تتحدث فقط، وإنما في أن تسمح للآخر بأن يعبر عما بداخله.
كلما طرحت السؤال الصحيح في الوقت الصحيح، كلما انجذب إليك من حولك. مثلا، حين يخبرك شخص عن عطلته التي قضاها في تركيا أو طنجة، لا تتسرع وتقول له، أووه لقد زرتها من قبل… لا، إسأله، أخبرني عن طنجة؟ كيف الأجواء فيها؟…
أسئلتك تجعل الشخص الآخر يشعر أنك مهتم به وبكلامه، وهذا ما سيدفعه للانجذاب إليك.
إسأل أيضا حين لا تفهم شيئا في كلام الآخر، لابأس بالتعبير عن جهلك أحيانا أو قلة معرفتك، الادعاء بمعرفة كل شيء، عدم طلب توضيح، غياب الأسئلة… كلها تصرفات تقتل الكاريزما وتُبعد الآخرين عنك!
الحل لاكتساب الإنصات الفعال بسهولة، هي تطبيق تمرين سريع في التنفس قبل بدءك لأي محادثة. التنفس الصحيح يمنحك فرصة للراحة بدل الإسراع للإجابة، وهذا يدخل ضمن التصرف الثاني الذي يقتل كاريزمتك.
2ـ التحدث بسرعة
هل لاحظت أننا أصبحنا نسرع في كل شيء؟ الأكل السريع، التطبيقات السريعة، الفيديوهات القصيرة، تحديثات الواتساب التي تُسرع الرسائل الصوتية 2×…
كلامك أيضا أصبح سريعا، لماذا هذا التصرف السيء؟؟؟
هل هناك شخص يحمل عليك عصاََ أو يهددك؟ الجواب لا، لكن لماذا في محادثاتك تسرع للإجابة، وتسرع في إجابتك أيضا، دائما تبدو مستعجلا.
تذهب للمقهى، يأتي النادل، قبل حتى أن ينهي كلامه، تجيبه، أريد كوب قهوة، أو لا، أريد عصير الليمون… خذ نفسا، السلام عليكم، ماذا تريد سيدي؟ وعليكم السلام، سأفكر، دقيقة وسأناديك. شكرا جزيلا.
التحدث بسرعة يظهرك متوترا، خائفا، وكأنك هارب من شيء. في حين، التحدث بثقل وبرزانة يجعلك تظهر بثقة في النفس، ولديك كاريزما بارزة.
ما الذي يدفعك للحديث بسرعة؟ تريد أن تحافظ على صورة اجتماعية تقول لك أنت إنسان مثقف، تملك الكثير من المعلومات، ومطلع على جميع المجالات… تُعلِّق على المحادثات السياسية، والرياضية، ومدونة الأسرة…
لا تهتم بالصورة المجتمعية، بقدر اهتمامك بمن تُحاور. إجابة عادية، أو جملة بسيطة متناسقة مع كلام الطرف الآخر كفيلة بجعلك تظهر بكاريزما جيدة، وستعطي انطباعا جميلا.
3ـ ألا تشارك تجاربك الخاصة
قال فلان، فعل فلان، أخي ذهب إلى، ابن عمتي سافر إلى… تصرفات تقتل الكاريزما.
الشخص الذي أمامك، يريد أن يسمع عنك، عن تجاربك، عن الأماكن التي سافرت إليها، عن التحديات التي تجاوزتها، عن العلاقات الناجحة في حياتك.
جميل أن تشارك تجربة فلان ما إن كانت في سياق الحديث، ولكن أن يكون كلامك كاملا مبني على تجارب الآخرين فهذا سلوك قاتل لقيمتك الاجتماعية.
لماذا؟
هذا دليل على أنك إنسان فارغ، حياتك فقيرة، ليس لديك ما تشاركه، لديك نفس الروتين طوال العشرين سنة الماضية. هل تعتقد أن الناس الجيدين متفرغين لسماع أخبار وقصص فلان وعلان، وقال الدكتور الفلاني، وسمعت في لايف انستغرام العلاني…
لا، عش تجاربك الخاصة، صغيرة كانت أو كبيرة وشاركها مع الآخرين، هكذا هم بدورهم سيطبقون الإنصات الفعال معك وسيطرحون عليك تساؤلات مختلفة تدفعك للتعبير عن أفكارك ومشاعرك، فتدور الطاقة الإيجابية بينكما.
الجمل القصيرة. الأسئلة الصحيحة. إظهار الاهتمام. الإنصات الفعال… تصرفات تعزز من كاريزما الإنسان.
إن كانت بيئتك لم تساعدك على تبني هذه التصرفات، والمدرسة لم تعلمك اكتسابها، فدورك اليوم أن تتخذ خطوة شجاعة وتستثمر في مهاراتك الناعمة، من أجل حياة اجتماعية أفضل من حياة من حولك!
أخبرني الآن، ما هو التصرف الذي ستبدأ بتجنبه؟ وإن كنت تريد أن أتعمق في موضوع معين، شاركه معي في التعليقات.