تقدير الذات الزائف: حين يتحوّل لطفك إلى فخ دائم

تقدير الذات

هل أنت من الأشخاص الذين يجدون أنفسهم دائمًا في موقع المسؤول؟ الذين يلبّون الطلبات من كل من حولهم، حتى وإن كانت فوق طاقتهم؟ هل تشعر بالذنب إذا رفضت شيئًا أو تأخرت في الرد؟
إذا كان الجواب نعم، فأنت لا تعيش احترامًا حقيقيًا، بل تعاني من خلل في تقدير الذات.

لماذا ألبّي طلبات الجميع… ومع ذلك لا أشعر بالاحترام؟

كثيرون يظنون أن تلبية الطلبات بلا تردد تمنحهم التقدير. لكن الحقيقة أنك كلما قدّمت أكثر مما تطيق، كلما اعتاد الآخرون على استغلالك.

يقولون لك: “أنت البطل… أنت فقط الموجود… أنت ابن العائلة المحترم”، وفي الخلفية يُستنزف وقتك ومالك وطاقتك.

وهنا تكمن الخدعة: يجعلونك تشعر أن قيمتك في العطاء فقط. وإن توقفت عن تلبية طلباتهم، تشعر بالذنب وكأنك ارتكبت خيانة.

تقدير الذات

الانبطاح المهيكل: كيف تتحوّل إلى أداة بيد الآخرين؟

هناك من يضعك داخل قالب لا يناسبك. يقول لك: “أنت الوحيد اللي نعتمد عليه!”، فتبدأ بلعب دور المنقذ طوال الوقت.

يُفتح عليك باب الطلبات مع كل ظهور، وكأن وجودك وحده إعلان لحالة طوارئ: مشكل مادي، ظرف عائلي، أزمة طارئة…

وكلما رفضت أو تأخرت، يُرمى عليك عبء الذنب… وتُعاد المسرحية مرة أخرى.

هذه ليست صدفة، بل أسلوب تلاعب نفسي ممنهج، يغذيه ضعف تقدير الذات لديك، ورغبتك الدفينة في الشعور بأنك “شخص جيد”.

هل الاحترام يعني التنازل؟ الجواب لا

من المفارقات أنك كلما أعطيت أكثر، قلّ احترام الناس لك. لأن الاحترام لا يُبنى على التضحية، بل على الحدود.

ذلك القريب الذي لا يرد على الهاتف، يحترمونه.
وذلك “الكسول” الذي لا يهتم إلا بنفسه، يُعامل بوقار.
لماذا؟ لأنه ببساطة يعرف حدوده، ويضع مصلحته أولًا دون اعتذار.

تقدير الذات

أما من يلبّي كل شيء، فيُعتبر متاحًا دائمًا… وبالتالي لا يُؤخذ على محمل الجد.

هل ما تفعله “خير”؟ أم استنزاف تحت غطاء طيبة القلب؟

هناك فارق كبير بين مساعدة حقيقية تنبع من الرغبة، وبين استجابة تحت الضغط والخوف.

  • اسأل نفسك:
  • هل أشعر بالراحة حين ألبي هذا الطلب؟ أم أنني أختنق؟
  • إن كنت تشعر أنك مجبر، فاعرف أن هذا ليس خيرًا، بل ابتزاز عاطفي.

منبع المشكل: خلل في تقدير الذات

  • حين تحتاج إلى تصفيق الناس لتشعر بقيمتك…
  • تخاف من رفض الطلبات كي لا تفقد مكانتك لديهم…
  • تشعر أنك أقل إذا لم يُمدح عطاؤك…

فأنت لا تعاني من طيبة زائدة، بل من ضعف في تقدير الذات.

الاحترام الحقيقي لا يبدأ من تلبية طلبات الناس، بل من رسم الحدود، والقدرة على قول “لا”، دون خوف من خسارة العلاقة.

الحل؟ التكرار وبناء السلوك الجديد

لن تتغير الأمور من أول موقف.
بل عبر التكرار.

عبر موقف وراء آخر، تُعيد فيه ضبط الحدود، وتتحمل الشعور بالذنب المؤقت، حتى تعيد تدريب محيطك على احترامك بشروطك.

تقدير الذات
  1. في البداية، سيتضايق البعض.
  2. سيتهمونك بأنك تغيّرت، أصبحت أنانيًا، لم تعد كما كنت…
  3. دَعهم يتكلمون. هذه مرحلة انتقال ضرورية.

تعلّم كيف تضع حدودك وتتكلم عنها

  • التغيير يبدأ حين تتوقف عن الخضوع، وتبدأ بالتواصل الواضح.
  • قل للناس ما تريده، وما لا تريده.
  • لا تنتظر أن يفهموا من تلقاء أنفسهم.
  • الحدود تُعلن… وتحترم عندما تُكرر بثقة.

دورة “حدود صحية”: حضورية مع عزيز أفكار

إن كنت تعاني من استنزاف دائم، وتشعر أنك تفقد نفسك في علاقاتك…
فأنصحك بالانضمام إلى دورتي التدريبية القادمة:
حدود صحية – اجعل حدودك تُحترم واسترجع سلامك الداخلي

WhatsApp Image 2025 07 05 at 11.47.10

الدار البيضاء، شتنبر المقبل.
سجل الآن من خلال هذا الرابط، واحجز مقعدك.

سؤال للنقاش:
ما أكثر موقف تشعر فيه أنك تُستنزف وتضطر لتلبية ما لا تريده؟
شارك تجربتك في التعليقات وسأختار بعض القصص لمناقشتها في المقالات القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *