في اللحظة التي تبدأ فيها في رفع مستواك الشخصي، وفي كسر الحواجز النفسية التي اعتداد عليها محيطك، يصبح وجودك نفسه مصدر إزعاج.
لهذا، الكثير من الناس يشعرون بعدم الرضا عن محيطهم: أسرة تقليدية، حي مليء بالنميمة، أصدقاء لا يواكبون طموحاتهم!
فالذي يصبح ناجحًا، يربح حياته، يكسب المال، يغيّر عاداته، ويبتعد عن التفاهة، يتحول في نظرهم إلى شخص غير مرغوب فيه، حتى لو كان هو الوحيد الذي يعمل لمصلحته.
وليس غريبًا أن يكون هذا الرفض صادرًا من أفراد الأسرة أنفسهم. فقد ترى أبًا أو أمًا يفضّلان الابن الفاشل الذي يعتمد عليهما في كل شيء، ويكرهان الابن الذي أنقذ نفسه، خرج من بيئتهم، وبدأ حياة مختلفة.
هل الانتقاد لـ رفع مستواك الشخصي بدافع الخوف عليك أم الخوف منك؟
عندما ينتقدك شخص على طريقة تفكيرك، من المهم أن تسأل نفسك: هل يريد فعلًا مصلحتي؟ أم أن طريقة تفكيري تزعجه لأنها تجعلني أبدو أذكى منه؟
كثير من الذين يغضبون من أفكارك ليسوا خائفين عليك، بل خائفين منك، ومن كونك لن تنخدع بالطريقة التي انخدعوا هم بها. ولهذا، قبل أن تتأثر بكلام أي شخص، اسأل نفسك: هل أريد أن أكون مثل هذا الشخص؟
إذا كان الجواب لا… فلا قيمة لرأيه.
الغباء ليس في الخطأ بل في التخلي عن مصلحتك
رفع مستواك الشخصي يبدأ حين تضع مصلحتك في المقدمة!
الغباء الحقيقي هو أن تعرف ما الذي تحتاجه لتصعد، ثم تتراجع خوفًا من أن يضحك عليك الحي أو العائلة أو زملاء العمل.
تمتلك أفكارًا، تقرأ كتبًا، تريد فتح قناة، تريد أن تتحرك نحو حياة أفضل، لكنك تتوقف خوفًا من السخرية.

حين تُختبر العلاقات بالمصلحة يظهر الوجه الحقيقي
لا يمكن تقييم الناس من كلامهم أو جلساتهم في المقهى. الشخص الذي يتحدث في كل شيء، ويفهم على الجميع، قد يتحول إلى لا شيء أمام أصغر امتحان.
رفع مستواك الشخصي يتطلب وعيًا بهذه التفاصيل. لا تحكم على شخص في لحظة هدوء، بل في لحظة اختبار: حين تأتيه فرصة، يسقط بين يديه مبلغ مالي كبير، أو حين يجب أن يدافع عن موقف.
لماذا ينهار البعض أمام بيئتهم؟
من أكثر الأمثلة وضوحًا قصة الموظفين اللذين يعملان في نفس الشركة. أحدهما حصل على ترقية لأن الإدارة اختارته، بينما الصديق الآخر غضب لأنه كان يريدها لنفسه. فقام الموظف الأول بالتنازل عنها حتى لا يزعج صديقه. وبعد فترة، حين حصل الغاضب على المنصب، كان أول شخص طرده هو صديقه الذي تنازل!
هذا نموذج حيّ للإنسان الذي لا يضع مصلحته في المقدمة.

والأمر نفسه ينطبق على المرأة التي تدرس وتتعب لسنوات، ثم تتزوج ويخبرها زوجها أن تجلس في المنزل. فتتخلى عن كل شيء، وتعطل حياتها بالكامل. هذا ليس تضحية، هذا غباء لأنها لم تحمِ مصلحتها.
لكي ترفع مستواك الشخصي يجب أن تغيّر شيئًا لم تغيّره من قبل
رفع مستواك الشخصي ليس كلامًا، بل قرار. يجب أن تختار بين موقفين: أن تكون شخصًا “جيدًا” وبدون أي وضعية في الحياة، أو أن تعتمد على نفسك، وتحمي مصلحتك، حتى لو أغضب ذلك البعض.
الشخص الذي يكون جيدًا مع الجميع لا يحترمه أحد حين يحتاج المساعدة؛ لأنه كان دائمًا متاحًا، بلا حدود وبلا موقف.
لهذا، من هو الغبي الذي وقع في المصيدة؟
هو الشخص الذي لا يفكر في مصلحته، ويخاف من اتخاذ قرار جديد يرفع مستواه.
لا تكن ضحية لبيئة لا تشبهك
الناس في البيئات الشعبية يظهرون التضامن دائمًا، لكن الحقيقة تظهر عندما يدخل المال أو مصلحة كبيرة إلى الصورة.
هناك ترى الوجوه الحقيقية: غيرة، أنانية، تنافس، نفاق. ومن السذاجة أن تظن أن الجماعة ستدعمك فقط لأنك كنت لطيفًا معهم.

في الأخير، رفع مستواك الشخصي يعني أن ترى الحقائق كما هي، دون عاطفة، ودون تبرير، ودون خوف من أن يتغير رأي أحد فيك.
إذا كنت تريد تطوير ذكاءك العاطفي، الاجتماعي، الطاقي، وتتعلم كيف تحمي مصلحتك وتدير النزاعات، فهذه أفضل فرصة للبدء. نقدم الآن تخفيض %80 لمدة 48 ساعة فقط على جميع دوراتنا المسجلة، ويمكنك متابعتها من أي مكان.
قبل أن تغادر:
هل قراراتك مبنية على مصلحتك، أم على خوفك من الناس؟ أخبرني بالجواب في التعليقات أسفله.


أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا