في مقال سابق كنا تحدثنا عن أهمية اكتساب فن الصمت، اليوم سنتعرف على واحدة من الطرق لتفعيل هذا الصمت وهي عدم مشاركة الأسرار الخاصة بك.
صحيح أن هذا الموضوع متداول والعديد من المقالات تحدثت عن الأشياء التي لا يجب عليك مشاركتها مع الآخرين؛ على سبيل المثال، أهدافك، حياتك العاطفية، أرباحك المادية… كل هذه الأمثلة تستوجب الانتباه، مع ذلك، اليوم أنت ستكتشف نوع آخر من الأسرار!
الغاية وراء عدم مشاركة الأسرار
لاحظ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كثيرة؟ هل هم الناجحون؟ لا! هل رأيت سيدة سعيدة في حياتها العاطفية تشتكي من شيء؟ لا! أغلب من يعاني من الفشل الاجتماعي ليست له أي نجاحات في المجالات الأخرى، وهذا بالضبط المقصود بنوع آخر من الأسرار المفروض عدم مشاركتها على غرار النجاح الظاهري المادي.
الشخص الناجح بالرغم من تحفظه بشأن حياته الخاصة أو أسراره فهو يحظى بشعبية كبيرة، لديه كاريزما عالية تدفع الناس للانجذاب له؛ هنا تتجلى أهمية موضوع اليوم! المسألة ليست فقط أن تصمت وإنما أن تتعلم ما الذي تتحدث بشأنه أمام الناس وما الذي تحتفظ به لنفسك!
ما الذي يدفعك لـ مشاركة الأسرار؟
قبل أن تتعرف على الأسرار الممنوع مشاركتها، يجب أن تعرف ما وراء الرغبة الملحة في داخلك والتي تقول لك: شارك أخبارك، لا بأس، ليعرف ما الجديد لديك…
1ـ عقلية الضحية
أنت تحب أن تكون محط أنظار من حولك وأن تستجلب عطفهم نحوك، فغالبا هذا الدافع يدفعك للبوح بأسرارك وبمعلومات تعتبر شخصية.
2ـ الإيغو
أنا سأفتح مشروع جديد، أنا أربح هذه المبالغ، سأرسل ابني للدراسة في هذه الدولة… كل هذه عبارة عن جمل تشاركها لنفخ الإيغو وأن تظهر أنك أحسن وأفضل منهم.
سواء كنت ممن يعيش بالدافع الأول أو الثاني، فكلاهما لن يضمن لك النجاح اجتماعيا وعيش الحياة التي تريدها بصدق.
كيف يراك الآخرون عندما تتكلم كثيرا؟
أغلب الأسئلة التي نتوصل بها على منصات الكوتش عزيز أفكار تتمحور حول كيف امتلك كاريزما قوية؟ كيف أنجح في حياتي الاجتماعية؟ …
هل تريد الجواب السريع؟ توقف عن مشاركة الأسرار! كلما تحدثت عن أسرارك مع الآخرين كلما ظهرت في مظهر الشخص السهل والساذج!
بناء العلاقات الناجحة لا يرتكز على كمية الأسرار المشتركة بينكم، بل إن كان الطرف الآخر فعلا يستحق صداقتك ويستحق أن يتواجد في حياتك. لست مجبرا على البوح بكل ما يجري في حياتك فقط لتنال صداقة أو علاقة ما.
إذا كنت تعاني من مشاكل في حياتك الاجتماعية ولا تعرف كيف تتصرف تجاهها، دورة الذكاء العاطفي ستساعدك على اكتساب المهارات التي تحتاجها.
فكر معي في نوعية هؤلاء الأشخاص الذين تشاركهم أسرارك، ولأي فئة ينتمون؟
1ـ شخص غبي، نعم غبي! لأنك حين أخبرته عن سر خاص قام بمشاركته مع أشخاص آخرين ظنا منه أنه خبر عاادي.
2ـ شخص قبيح، يرغب فقط في تحطيم معنوياتك وإحباطك.
3ـ شخص غيور، هذه النوعية فضولية بشأن حياتك وتسعى فقط لتعرف متى ستفشل ومتى ستفقد ما تملكه.
دورك اليوم أن تراجع نفسك وتسأل هل يستحق من حولي معرفة أسراري أو يجب أن توقف حالا؟!
3 أسرار لا تشاركها أبدا
1ـ لا تشارك الأشياء التي تسعدك
كما ذكرت سابقا، الدوافع التي قد تدفعك لمشاركة أسرارك واضحة، انتبه إن كان أحدها هو من يجرك للكشف عن مصادر سعادتك. لو فتحت الآن حسابك على الانستغرام مثلا ستجد مئات الصور للعائلات والأزواج وأحداثهم الخاصة. هل أنت واحد منهم؟ هل تجد نفسك مجبرا على إخبار الناس أنك سعيد أسريا أو ناجح ماديا؟
إذا سألت عن الفارق الكبير بين الغني والفقير، سيكون الجواب أن الغني لا يبحث عن القبول الاجتماعي، لن يشارك صوره للاستعراض ولن يتحدث عن أملاكه. يفضل الشخص الغني تطبيق فن الصمت والاستماع لمن حوله وهذا ما عليك فعله أنت أيضا.
2ـ لا تشارك ماضيك
إذا عشت أي حدث سيء في الماضي، فيستحسن أن تحتفظ به لنفسك. قد تكون رغبتك اللاواعية هي نيل تعاطف الآخرين بسرد قصصك الحزينة، مع ذلك هذا لن ينفعك في شيء.
معرفة الناس بماضيك وما وقع فيه أو ما كنت عليه سيثبت في مخيلتهم صورتك القديمة؛ مهما تغيرت وتحسنت حياتك الآن إلا أنهم سيتذكرون الجزء السيء من القصة فقط.
نفرض أنك تحتاج للتنفيس عن حالتك، تحدث مع مختصين أو ابحث عن جمعيات يجتمع فيها أشخاص عاشوا نفس الأحداث. أنت ستضمن في هذه الحالة سرية ماضيك وستحصل على الدعم أيضا.
3ـ لا تشارك معلومات عن ممتلكاتك
تملك منزلا، بقعة أرضية، رصيد بنكي… لا أحد يحق له معرفة ما تملكه، باستثناء شخص واحد! وهو مفتش الضرائب!
لست مجبرا على إظهار أنك ثري وغني بارتداء ملابس غالية أو نشر صور الرفاهية التي تعيشها، احتفظ بهذا السر لنفسك. لن يتظاهر شخص غني أمامك بما يملكه ولن تحس أنه يتباهى، ستعيش هذا الإحساس مع المُعدم فقط! وأنت لا تريد أن تكون مثله.
تمرين تطبيقي
سنشاركك سؤالين مهمين قبل إنهاء هذه المقالة، أدعوك للإجابة عليها بكل صدق حتى تضمن النتيجة المثالية.
1ـ ما الذي سيحدث إذا احتفظت بهذه الأسرار لنفسي؟
2ـ لو أخبرت من حولي بأسراري الخاصة هل ستتحسن حالتي النفسية؟
شاركنا إجابتك في التعليقات!
كوتش عزيز انا متتبعة من الجزائر،منذ شبابي لا ابوح باسىاري لاحد و ان قلت ،لا احكي كل الحقيقة و أظن أن هذا هو سر نجاح علاقاتي .
شكرا على كل ما تقدمه لنا من اعانة نفسية
ما شاء الله عليك.جزاك الله خيرا على هاته المعلومات القيمة جدا