التحكم بالمشاعر: مهارة تفرق بين القائد والضحية

التحكم بالمشاعر

هل تساءلت يومًا عن السبب الذي يجعل بعض الأشخاص يتمتعون بقدرة على التأثير في محيطهم، بينما يشعر آخرون بأنهم عالقون في مكانهم؟ الإجابة تكمن في مهارة التحكم بالمشاعر وفهمها. 

إنها المفتاح لتطوير الذات وبناء علاقات ناجحة!

الفارق بين المؤثر والمتردد

الشخص الذي يستطيع التأثير في الآخرين لا يعني أنه لا يشعر بالخوف أو القلق، لكنه يعرف كيفية التحكم بالمشاعر. على الجانب الآخر، هناك من يسمح لهذه المشاعر بالسيطرة عليه، مما يمنعه من اتخاذ الخطوات التي قد تغيّر حياته.

الأمر لا يتعلق بشيء خارق للعادة، بل بفهم المشاعر السلبية كالإحباط، الخوف، القلق، والحزن، والقدرة على تحويلها إلى محفزات إيجابية.

دور الذكاء العاطفي والاجتماعي في التحكم بالمشاعر

الذكاء العاطفي والاجتماعي هو الأداة الأساسية التي تساعدك على فهم هذه المشاعر. عندما تعرف أن كل شعور يعكس حاجة معينة، يصبح من الأسهل التعامل معه بدلاً من السماح له بالتحكم فيك. 

على سبيل المثال:

  • الخوف: قد يكون إشارة إلى رغبتك في حماية نفسك.
  • القلق: قد ينبع من حاجتك إلى الاستعداد بشكل أفضل.

عندما تتعمق في فهم هذه المشاعر، ستدرك أنها ليست عدوًا، بل يمكن أن تكون دليلًا نحو التطور؛ لأن هذه المشاعر تعكس برمجة داخلية، ومعتقدات ترسخت في اللاوعي لديك وأصبحت هي المحرك لتصرفاتك!

التحكم بالمشاعر

فأنت مثلا حين تخجل من بدأ محادثة بسيطة مع شخص غريب، هذا لا يعني أنك لا تعرف كيف تتحدث، بل هذا يعود للتحذيرات التي سمعتها في طفولتك (لا تتحدث مع الغرباء، انتبه من فلان، لا تزعج الآخرين…)، أو أنك تعرضت لموقف محرج سابقا، فأصبحت تحمي نفسك من التجارب الجديدة!

خطوات للتعامل مع المشاعر السلبية

1. تعرف على مشاعرك

بدلاً من تجاهل المشاعر أو إنكارها، امنح نفسك وقتًا لتحديد ما تشعر به. اسأل نفسك: “ما الذي يزعجني؟ ولماذا؟” كلما سألت نفسك بشكل مستمر ومتواصل، كلما كنت قادرا على التحكم بالمشاعر، لأنك ستعرف المحفز لها.

2. فهم الاحتياجات المرتبطة بالمشاعر

المشاعر السلبية تشير إلى احتياجات لم تُلبَّ. فمثلاً، إذا كنت تشعر بالإحباط، ربما تحتاج إلى تحقيق تقدم في هدف معين.

3. تعلم الخروج من منطقة الراحة

الخروج من منطقة الراحة هو الخطوة الأولى نحو بناء الثقة بالنفس. سواء كان ذلك عبر التحدث مع شخص جديد، أو المشاركة في نقاش عام، كل خطوة صغيرة تضيف إلى قوتك الشخصية.

4. كسر الجليد الداخلي

مثلما تتطلب البحيرة المتجمدة كسر سطحها للوصول إلى المياه الصافية، تحتاج أنت أيضًا إلى كسر الجمود الذي يمنعك من التحرك للأمام.

5. التحكم في التوتر

نعيش جميعًا تحت وطأة الضغوطات، لكن ليست كل الضغوطات سيئة. هناك ضغوط إيجابية تدفعنا نحو التقدم والإنجاز، وهناك ضغوط سلبية تعيقنا وتستهلك طاقتنا.

  1. التوتر السلبي: يحدث عندما تكون تحت ضغط لا يمكنك التحكم فيه.
  2. التوتر الإيجابي: يحدث عندما تواجه تحديًا، لكن لديك الأدوات للتعامل معه.
التحكم بالمشاعر

كيف نفرق بينهما؟

التمييز بين التوتر الإيجابي والسلبي يعتمد على استجابتك للموقف. إذا كان التوتر يدفعك للعمل ويعزز طاقتك، فهو إيجابي. أما إذا كان يستهلك طاقتك ويمنعك من التفكير بوضوح، فهو سلبي.

هذه الخمس خطوات إن طبقتها، ستنسجم طاقيا مع ما تريد تحقيقه، لأن سعيك لتنفيذها سيجعلك تشتغل على أفكارك، ومشاعرك، ومعتقداتك الداخلية، وكل هذا يبني لديك ذبذبات متناسقة مع نسختك المستقبلية.

عكس شخص لديه رغبة بالحصول على المال، فقط لأن صديقه أسس شركة وأصبح ثريا، وبالتالي هو لن يعمل على أفكاره، ومشاعره، ومعتقداتك… قد يشتغل، ويجتهد في العمل، إلا أن التأثير الحقيقي لن يحدث، كما نشير دائما، طاقتك يجب أن تتناسق مع ما تريده فعلا، وليس ما تراه لدى الآخرين!

كيف تنتقل من دور الضحية إلى القائد؟

الشخص الذي يعيش في دور الضحية ينظر إلى الحياة كأنها سلسلة من الصعوبات التي لا يملك السيطرة عليها. يلوم الظروف، يتجنب المسؤولية، وينشغل بالشكوى أكثر من البحث عن الحلول.

أما القائد، فهو الذي يرى التحديات كفرص للنمو. يتعامل مع مشاعره بوعي، ويسعى لتحويل نقاط ضعفه إلى قوة. 

للتذكير: حين أتحدث عن القيادة، فأنا لا أقصد المنصب أو السلطة، بل الطريقة التي تدير بها حياتك وتواجه بها مشاكلك، فالقائد لا يخاف من النزاعات بل يواجهها!

كيف تصبح قائدًا في حياتك؟

  1. كن صادقًا مع نفسك: اعترف بمشاعرك واحتياجاتك بدلًا من إنكارها.
  2. اتخذ خطوات صغيرة ولكن فعّالة: التقدم المستمر، مهما كان بطيئًا، أفضل من الجمود.
  3. لا تخف من الفشل: القادة يرون الفشل كفرصة للتعلم، وليس كنهاية الطريق.

هل يولد الإنسان بذكاء عاطفي أم يمكن اكتسابه؟

الذكاء العاطفي ليس موهبة فطرية فقط، بل مهارة يمكن تطويرها بالممارسة. مثل أي مهارة أخرى، تحتاج إلى وقت وصبر لتتعلم كيف تتعامل مع مشاعرك بشكل فعّال.

التحكم بالمشاعر

لا تنتظر الظروف لتتغير، بل ابدأ بالتغيير من داخلك. كن قائدًا في حياتك، ولا تدع دور الضحية يستهلكك.

والآن، أخبرني هل تعرف شخصا يعيش دور الضحية ويلومك على حياته البئيسة؟

تعليقان اثنان على “التحكم بالمشاعر: مهارة تفرق بين القائد والضحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *