المثالية الزائفة: كيف تتخلص منها وتحقق مصلحتك الشخصية؟

المثالية الزائفة

إن كنت تبحث عن سبب المشاكل في حياتك، فأريد أن أخبرك أنها المثالية الزائفة أو الكبرياء الفارغ!

لا تجتمع العلاقات الناجحة، والمال الوفير، والحياة الطيبة، مع عدم القدرة على الطلب، لأن ما ذكرتك سابقا لن تستطيع تحقيقه ما لم تطالب به، والشخص الذي يعيش في فقاعة المثالية سيتجاهل مصالحه الخاصة فقط لكي لا يطلب!

واليوم أريدك أن تتخلص من هذا الاعتقاد، وأن تبدأ بالمطالبة بمصلحتك باتباع خطوات عملية.

ما هو الفرق بين التسول والمطالبة بمصلحتك؟

أول عائق يجعلك تتجنب المطالبة بحقوقك أو مصالحك الشخصية هو اعتقادك أنك ستتسول من الطرف الآخر، وهذا خطأ. الشخص المتسول يبحث عن المصلحة دون جهد، ودون مقابل.

مثلا، أطلب منك المال أو أجعلك تدفع كوب قهوتي يوميا دون أن أقدم لك أنا شيئا، واستمر في التحايل عليك لتحقيق الكثير من أغراضي الشخصية. هنا، أنت قد لا تنتبه للأمر، لأنه في البداية ستجد أن كوب القهوة أو وجبة الغذاء لن تغير شيئا، ولكن من الوقت، ستجد أن طاقتك تنفذ، ومالك أيضا ينفذ.

لكي لا تنخدع بالتحايل الذي يستخدمه الأشخاص المتلاعبين، لابد منك أن تكون ذكيا عاطفيا لتفهم ألاعيبهم.

من جهة أخرى، المطالبة بالمصلحة، هي تقديم شيء في مقابل هذه المصلحة، يعني حين تقدم خدمة أو عملا ما لشخص أنت هنا تستحق ومن حقك أن تطالب بالمقابل المادي الذي يناسب ما قدمته.

لكي لا تشعر بتأنيب الضمير أو تعيش في متلازمة المحتال، عليك أن تتأكد أن ما تطالب به أنت تستحقه. لقد تحدثت عن هذا بالتفصيل في المقال السابق، أدعوك للاطلاع عليه!

ما هو سبب المثالية الزائفة؟

للأسف، البيئة التي نعيش فيها لا تشجع كثيرا على أن تكون إنسانا يطالب بمصالحه، وأول دليل أنك حين تسمع نصيحة كن أنانيا، تتفاجأ!

المثالية الزائفة

كيف أكون أنانيا؟ والأنانية هنا هي عكس الكبرياء الفارغ الذي يؤدي بك إلى الفقر.

كيف هذا؟

الأوساط التي تكثر فيها هذه المثالية الزائفة، غالبا ما تكون فقيرة، وتغزوها المشاكل الاجتماعية، لأن كل شخص يعتقد أنه أفضل من الآخر، وبالتالي لا يطلب منه شيئا.

حين تكون أنانيا، تصبح لديك القدرة على بناء قناعاتك الخاصة دون السماح لمن حولك بالتشويش عليك. نفرض أنك شاب في مقتبل العمر وترغب بالسفر لمدينة بعيدة من أجل العمل، ثم يأتي أصدقائك أو أبناء الحي لكي يشوشوا على قرارك، أنت مقتنع بقرارك، وستمشي فيه للأخير.

المثالية الزائفة

الأوساط الفقيرة لا يتحقق فيها التواصل وتبادل الأفكار، مع احترام وجهات النظر المختلفة، وإنما ما يحدث فيها هو التشويش فقط. على عكس الأغنياء الذين يعيشون أيامهم في تفاعل مع بعضهم البعض، يطلبون الكثير من الخدمات والمساعدات، وهل قبولها جميعا شرط؟

لا أبدا، هناك طلبات تتم الموافقة عليها، والأخرى لا، وهذا ما يجب أن تقتنع به!

الخوف من الرفض، هو سبب إضافي للعيش في مثالية زائفة، تخاف أن يتم رفض طلباتك، فتشعر أنك إنسان ضعيف، لهذا، تمتنع عن أخذ الخطوة الأولى، فتتجنب التواصل مع الناس.

ما عليك فعله هنا إن كنت تعاني من الخوف من الرفض، هو تدريب نفسك على الصمود. لأنك قد تكون متحدثا جيدا، لكن حين يتم رفضك تتغير ملامحك، ويتلخبط كلامك ولا تعرف ماذا تقول!

وهنا يأتي دور الصمود في التواصل، كيف تتفاعل، ماذا تقول؟ وكيف تجيب؟

ما هو الحل أوقات الرفض؟

طرح الأسئلة الصحيحة، اسأل الطرف المقابل لك، لماذا رفض طلبك؟ إسأله، هل يمكنك أن توضح لي أكثر سبب رفضك لطلبي هذا؟

إسأل بلغة واضحة وسلسلة، دون رفع الصوت أو الشعور بالغضب.

المثالية الزائفة

أنت حسب ما فهمت، لا تريد أن تدعم فكرتي التجارية هذه، هل يمكنك أن تشرح لي لماذا؟

كلما سألت لماذا؟ كلما استطعت أن تصحح الوضع.

قانون الوفرة وتحقيق المصالح الشخصية

تحدث الكثيرون عن قانون الوفرة، وقد فصلت فيه أيضا في دورة الذكاء الطاقي والقوانين الكونية، إلا أنني اليوم لكي ألخصه لك، وأجعلك قادرا على تحقيقه، أريد أن أشاركك أن الوفرة هي أن تقدم الكثير والكثير من الطلبات ثم تتخلى عنها، إلى أن تتجلى.

بالتأكيد، لن تتجلى كلها، إلا أنك وبكل يقين ستتلقى القبول والإيجاب في كثير من الأحيان.

المثالية الزائفة

لن تصل لمصالحك ما لم تطالب بها ثم تمتنع عن التعلق بها، لأننا لا نريد أن نسقط في فخ التعلق والانتظار. قدم جهدك، واسعى، ثم اطلب!

تمرين تطبيقي لتعلم فن الطلب

لكي تستطيع التخلص من الكبرياء الفارغ وتكون قادرا على تجنب الخوف من الرفض، أريدك أن تستدعي هذا الألم، ألم الرفض!

يوميا قل مع نفسك، أنا سأتعرض للرفض 5 مرات على الأقل، واستعد لهذا! يوما بعد يوم ستكتشف أن مستوى الخوف انخفض، وهكذا لن يكون لديك مشكل في طلب ما تريده!

في نهاية هذا المقال، أريد أن أسألك سؤالا وأرجو أن تجيبني عليه في التعليقات أسفله، كيف كانت ستكون حياتك لو قبلت الفرص التي جائتك في الماضي؟ ماذا لو استغليت هذه الفرص وطلبت ما تريده؟

تعليقان اثنان على “المثالية الزائفة: كيف تتخلص منها وتحقق مصلحتك الشخصية؟

  1. مرين سمير يقول:

    سير أ خويا الله يسر ليك الأمور سير أ خويا الله يعتيك مانويتي في خاطرك نتا قاصح أو القاصح حسن من كداب الله يحفظك لييا أو حفضك الواليديك شكرآ شكراً شكراً وسمحلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

باستخدام موقعنا فانت توافق على سياسة الخصوصية وشروط الخدمة