دعني أسألك بكل صراحة:
هل حدث أن شعرت أنك مهما حاولت الاقتراب من الشخصيات المهمة حولك، تجد نفسك تدور في نفس الدائرة، دون أن تستطيع بناء علاقات ناجحة وحقيقية معهم؟
الجواب ببساطة هو أنك ربما ما تزال تستخدم نموذج التواصل الكلاسيكي الفاشل.
هذا النموذج الذي يحاول أن يُبهر الآخرين بالكلام المنطقي، بقصصك البطولية، أو بالتظاهر بالاهتمام.
لكن الحقيقة أن العلاقات المهمة تُبنى بالذكاء العاطفي والاجتماعي، لا بالاستعراض.
لماذا تفشل في بناء علاقات ناجحة تحلم بها؟
الفشل في إنشاء علاقات مع الأشخاص الذين يستطيعون أن يرفعوك للأعلى لا علاقة له بالمال، ولا بالثقافة، ولا بالمستوى الاجتماعي.
السبب العميق هو أنك:
- لا تعرف كيف تتواصل بطريقة تجعل الآخر يرتاح لك.
- تعتمد على منطق العقل بدل فهم الاحتياجات الشعورية للآخر.
- تتكلم لتبهر بدل أن تسمع لتقترب.
والنتيجة؟
- الناس تبتعد.
- تظن أنهم يتكبرون عليك.
- أو أنك لست محظوظًا بعلاقات جيدة.
لكن الحقيقة أن الطريقة التي تتواصل بها هي التي تؤدي بك لهذه النتائج.
لا تبهر أحدًا… اسمعه فقط
في كثير من فيديوهاتي ودوراتي (مثل الذكاء الاجتماعي وإدارة المشاكل وحل النزاعات)، أكدت على نقطة مركزية:
الناس لا تريد شخصا عبقريا، بل تريد شخصا يشعرها أنها مسموعة ومفهومة.
حين يتحدث معك شخص عن مشكلته، هو لا يبحث عن حلول عبقرية، ولا عن مناظرات عقلانية، هو فقط يريد مساحة ليعيش مشاعره دون أحكام.

قمع المشاعر – كما أوضحت سابقًا – يؤدي إلى أمراض عاطفية خطيرة مثل الإحباط والكبت المزمن.
لذلك:
- حين يتحدث إليك أحدهم، لا تقفز لتحليل الأمور.
- لا تعطِ نصائح لم تُطلب منك.
- لا تحكي قصتك فوق قصته.
- كن حاضراً، بكلك، بلا وعي استعراضي.
ثلاث قواعد ذهبية للتواصل الذكي
- لا تجب بالمنطق، بل بالمشاعر
حين يحدثك شخص عن مشكلة، لا تقل له:
“كل شيء سيمضي بخير”، “أنت فقط تبالغ”، أو “كان عليك أن تنتبه أكثر.”
هذه الجمل تقتل الشعور، وتدمر ثقة الآخرين بك.
بدلًا من ذلك:
- استمع بصمت.
- دع الشخص يعبر عن نفسه دون مقاطعة.
- استعمل لغة الجسد لدعمه (نظرة مهتمة، إيماءة مشجعة، لمسة خفيفة على الكتف).

تذكر: 90% من التواصل يتم بلغة الجسد، لا بالكلمات.
- لا تقاطع لتحكي قصتك
حتى لو كنت عشت نفس التجربة، لا تسرق الحديث.
حين تقاطع الآخر لتحكي عن نفسك، فأنت تقول له ضمنيًا: “قصتك ليست مهمة.”
دع الآخر ينهي حديثه، ثم إن وجدت اللحظة مناسبة، أخبره:
“إذا أحببت، يمكنني أن أشاركك تجربة مماثلة مررت بها.”
هكذا تحترم مشاعره، وتبني تواصلًا ناضجًا.
- كن حاضرًا بالكامل
- أن تكون بجسدك، وعقلك، وقلبك مع الشخص.
- أن تنسى نفسك قليلًا، وتمنح الآخر المساحة ليكون هو ذاته.
وهذا بالضبط ما يميز الأذكياء اجتماعيًا عن الآخرين:
الحضور الكامل، بلا تصنع، بلا أنانية، بلا محاولة للإنقاذ أو التباهي.

كيف يرتبط هذا بمهارات إدارة النزاعات؟
في دورة “الذكاء العاطفي في حل المشاكل وإدارة النزاعات” التي تحدثت عنها سابقًا، أوضحت أن أكبر خطأ في النزاعات هو:
محاولة السيطرة على مشاعر الآخر، أو إقناعه برؤية منطقية لما حدث.
بينما الحل الحقيقي هو:
- أن تمنح الآخر مساحة آمنة للتعبير.
- أن تفهم مشاعره قبل أن تفهم منطقه.
وهذا بالضبط ما نحتاجه أيضًا عند إنشاء علاقات مع الشخصيات المهمة.
بناء علاقات ناجحة وقوية لا يحتاج إلى عبقرية خارقة، ولا إلى تمثيل أو استعراض؛ يحتاج فقط إلى ثلاث مهارات بسيطة، لكنها نادرة:
- استمع أكثر مما تتكلم.
- احتوِ مشاعر الآخر بدل أن تحللها.
- احترم قصته قبل أن تحكي قصتك.
هكذا تصبح مغناطيسًا للعلاقات المهمة… دون أن تركض وراءها.

إذا أردت أن تتعمق أكثر في هذه المهارات، أنصحك بالاطلاع على دورات الذكاء العاطفي والاجتماعي والذكاء الطاقي التي أقدمها.
هذه ليست كورسات نظرية فقط، بل تدريبات عملية عميقة، ستغير طريقة تواصلك مع نفسك والعالم من حولك.
اطلع عليها الآن، وقبل ذلك، أخبرني، ما هي الخطوة التي ستبدأ بتطبيقها من اليوم؟
أدخل معلوماتك لقراءة المقال مجانا