قلة الاحترام في الوسط العائلي ليست مجرد سلوك عابر، بل مشكلة تتكرر في الكثير من البيوت، تترك أثرًا سلبيًا على العلاقات وتجعل التفاعل مع العائلة أمرًا مرهقًا!
قد تجد نفسك في موقف يُذكرك فيه أحد أفراد العائلة بأخطاء الماضي، أو يتم التعامل معك بتعالٍ بسبب وضعك الاجتماعي أو الاقتصادي.
فكيف يمكنك التعامل مع هذه الظاهرة دون أن تدخل في صراعات تؤثر على علاقتك بالعائلة؟ هذا المقال يقدم لك خطوات عملية للحفاظ على احترامك في العلاقات الأسرية.
لماذا تعاني من قلة الاحترام في الوسط العائلي؟
عندما تكبر، وتبدأ في بناء حياتك المستقلة، تجد أن بعض أفراد العائلة لا يزالون يعاملك كما كنت في طفولتك. قد يُذكِّرك عمك أو خالك بمواقف محرجة من الماضي، أو قد تسمع تعليقات تقلل من إنجازاتك أمام الآخرين.
هذه السلوكيات تعود لثلاثة أسباب رئيسية:
1- الجانب الاقتصادي:
في مجتمعاتنا، يُنظر إلى الشخص من خلال وضعه الاقتصادي!
إن كنت تعاني من البطالة أو تعمل في وظيفة متواضعة، فقد تجد بعض أفراد العائلة يعاملونك باستصغار. بينما، إذا كنت تمتلك عملًا مرموقًا أو دخلًا جيدًا، فجأة يصبح الجميع يحترمك ويتعامل معك بطريقة مختلفة.

هذا النوع من الاحترام المشروط يعكس كيف ترتبط المكانة الاجتماعية بالمعاملة داخل العائلة.
2- الميراث الثقافي والتقاليد:
في بعض العائلات، يُعتبر التدخل في حياة الأفراد أمرًا طبيعيًا!
إذا لم تفتح باب منزلك للجميع، أو لم تشارك أدق تفاصيل حياتك، فقد يُنظر إليك كشخص متكبر أو غير اجتماعي. في المقابل، حين تكون صريحًا وترفض التدخلات، يتم اتهامك بعدم احترام التقاليد العائلية.
دورك، أن تسأل نفسك، هل لا تزال التقاليد التي وضعها أجدادك قبل سنوات طويلة، ذات نفع لك؟ أم هي مقيدة لحريتك؟
3- ضعف الذكاء العاطفي والاجتماعي:
عدم القدرة على قراءة الأشخاص أو إدارة العلاقات سيجعلك ضحية لممارسات غير مريحة داخل العائلة، وفريسة للأشخاص الاستغلاليين!
بعض الأفراد يختبرونك من خلال أسئلة محرجة أو تدخلات متكررة لمعرفة مدى قدرتك على المواجهة أو الخضوع لرغباتهم.

واليوم أنت مطالب بتعلم مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي، حماية لنفسك من الاستنزاف العاطفي والاستغلال المادي!
كيف تحافظ على الاحترام دون صدامات؟
1. ضع حدودًا واضحة
العلاقة الصحية داخل العائلة يجب أن تكون مبنية على مبدأ “المساحة والحدود”. إذا كنت تشعر بأن العائلة تتدخل في حياتك أكثر من اللازم، فعليك أن تتعلم كيفية وضع حدود واضحة.
- لا تستجب لكل طلبات العائلة التي ترهقك عاطفيًا أو ماديًا.
- لا تسمح لأحد بالتدخل في قراراتك الشخصية أو المهنية.
- تعلم أن تقول “لا” بأسلوب لبق ولكن حازم.
بعض الأشخاص يقضون معظم وقتهم في تلبية طلبات أفراد العائلة على حساب أنفسهم وأبنائهم، مما يخلق إحباطًا داخليًا قد يتحول لاحقًا إلى توتر داخل المنزل.
2. لا تكشف كل شيء عن حياتك
من الأخطاء الشائعة أن نشارك جميع تفاصيل حياتنا مع العائلة. ليس كل فرد في العائلة يجب أن يعرف عن مشاكلك الشخصية أو المهنية، لأن بعض الأشخاص قد يستخدمون هذه المعلومات ضدك لاحقًا.
- لا تتحدث عن مشاكلك الزوجية أو المادية أمام الجميع.
- لا تشارك خططك المستقبلية مع أفراد العائلة الذين لا تثق بهم.
- اجعل بعض جوانب حياتك خاصة بك فقط.
من الاستراتيجيات الفعالة أن تُظهر اهتمامًا بالآخرين بدلًا من الحديث عن نفسك طوال الوقت. إذا التقيت بشخص من العائلة، ركز على سؤاله عن أحواله بدلاً من مشاركة أخبارك الشخصية.

3. تعلم كيفية الرد على الأسئلة المحرجة
إذا سألك أحدهم عن سبب تأخر زواجك، أو عن دخلك الشهري، أو عن تفاصيل خاصة لا ترغب في مناقشتها، لا تشعر بأنك مضطر للإجابة.
يمكنك ببساطة تحويل الموضوع أو الرد بسؤال مماثل يجعل الطرف الآخر يدرك عدم ملاءمة سؤاله.
مثال:
- السؤال: “متى ستتزوج؟”
الرد: “ولماذا تسأل؟ هل لديك شخص مناسب لي؟” - السؤال: “كم تتقاضى في عملك؟”
الرد: “لماذا تهتم؟ هل تفكر في توظيفي لديك؟”
بهذه الطريقة، تُظهر للطرف الآخر أن أسئلته غير مناسبة، دون الدخول في مواجهات مباشرة.
4. إدارة العلاقة حسب طبيعة الشخص
في العائلة، هناك أنواع مختلفة من الأشخاص، ولا يجب أن تتعامل مع الجميع بنفس الطريقة. هناك من يفكر بشكل إيجابي وهناك من يركز فقط على السلبيات.

- الأشخاص الإيجابيون: يمكنك قضاء وقت أطول معهم، لأن علاقتك بهم ستضيف لك قيمة.
- الأشخاص السلبيون أو المتدخلون: حافظ على العلاقة في حدود ضيقة، مثل رؤيتهم فقط في المناسبات العائلية وعدم البقاء معهم لفترات طويلة.
بعض العلاقات العائلية من الأفضل أن تبقى سطحية. ليس كل فرد في العائلة يستحق وقتك أو طاقتك.
ماذا تفعل عندما تتعرض لقلة الاحترام؟
إذا وجدت نفسك في موقف يتعدى فيه أحد أفراد العائلة حدود الاحترام، فكر قبل أن ترد. أحيانًا، التجاهل يكون أفضل وسيلة للحفاظ على مكانتك. وفي بعض الحالات، يكون الرد القاطع ضروريًا.
إذا تكررت قلة الاحترام في الوسط العائلي، فمن الأفضل تقليل التواصل مع هذا الشخص أو إعادة النظر في العلاقة.
التعامل مع قلة الاحترام في الوسط العائلي ليس بالأمر السهل، لكنه ضروري للحفاظ على صحتك النفسية. لا تدع أحدًا يستغل طيبتك أو يفرض عليك وصايته. الاحترام المتبادل هو الأساس لأي علاقة صحية، سواء داخل العائلة أو خارجها.
فاستثمر في نفسك الآن، وتعلم كيف تطبق هذه الاستراتيجيات بشكل عملي في حياتك اليومية، بحضور كورسات الأكاديمية!
سلام أستاذ أحيانا أعاني من ضغط من طرف عائلتي خصوصا من أبي و أخي والأكبر مع العلم عمري 25 سنة أقطن معهم و مازلت أبحث عن وضيفة هل هناك حل كيف أتعامل مع الضغط الممارس علي من طرف أبي و أخي