حين تعرف متى تصمت، ومتى تتحدث، فأنت هنا أتقنت كاريزما الكلام!
التواصل الفعال مرتبط بانتقاء الكلمات المناسبة، وبمعرفتك متى تصبح مستمعا فقط، حيث سيعبر صمتك عن ثقتك بنفسك للطرف الآخر، بينما يوضح الكلام في الوقت المناسب وجهات نظرك، واحتياجاتك!
إتقان هذا التوازن ما بين الكلام والصمت، سيسمح لك بالتواصل بعمق مع الآخرين والتأثير فيهم.
لكن، ماذا لو:
- تحدثت بالطريقة الخطأ؟
- لم تستطع التعبير عن رأيك بالشكل المناسب؟
في مقال اليوم، سنتعرف على أساليب الكلام التي عليك تجنبها لتصبح شخصا جذابا اجتماعيا!
هل أنت تفتقر لـ كاريزما الكلام؟
ستعرف إجابة هذا السؤال من حياتك اليومية. حين تلاحظ شخصا يتصرف بسلوكيات مضرة لك، وتؤذيك، هل تستطيع أن تقول له توقف عن هذا؟ ما هذه السلوكيات السيئة؟
نفترض أنك جالس في مكان عمومي، ثم شخص ما بدأ يدخن سيجارته، وأزعجك دخانها، هل تستطيع أن تقول له، لقد أزعجني سلوكك؟ أو إن كنت تنتظرين دورك في صف محل تجاري ثم فجأة جاءت سيدة وأخذت مكانك، هل تستطيعين أن تقولي لها، عليك الانتظار في الصف مثل الجميع؟!
إن كنت تخجل من إيقاف سلوكيات الآخرين السيئة تجاهك، فأنت هنا تفتقر لـ كاريزما الكلام! والسبب ليس فعلا هو الخجل، أو أنت تستحيي! لا، وإنما هو الخوف! أنت خائف من إبراز قوتك الاجتماعية؛ وهذا لا يجعل منك إنسانا لطيفا، وإنما جبانا، فانتبه!
لقد تحدثت مطولا عن تقنيات الذكاء الاجتماعي التي تجعلك تعبر عن انزعاجك من تصرف معين بطريقة ذكية ومقبولة، وليس عليك سوى التدرب على تطبيقها.
إليك 3 أساليب ابتعد عنها لتصبح أكثر جاذبية
لكي تتقن كاريزما الكلام، عليك أن تبدأ بتعلم كيف تتحدث، لأن هذه معضلة اجتماعية.
صحيح، الجميع يتكلم دون توقف، سواء في الشارع، أو الهاتف، أو التلفاز… الكثير من الكلام، لكن، ليس الجميع قادرا على إتقان فن التواصل.
كيف تعرف هذا؟
الجميع يعاني، أكثر جملة منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا في الجلسات الاستشارية، هي لا أحد يفهمني!
كيف سيفهمك الآخر، وأنت لا تعرف كيف توصل احتياجاتك عبر الكلام؟!
لهذا، ليس عليك التحدث كثيرا، بل عليك إصلاح وتعديل ما تقوله.
1ـ توقف عن أسلوب املأ الفراغ بما يناسب
تتصل بشخص لتتفق معه على موعد معين، فيقول لك، حسنا لنرى الأسبوع القادم! طيب، الأسبوع الواحد يتضمن 7 أيام! فاللقاء سيكون في أي يوم؟!
أو تتصل على حرفي لكي يصلح لك شيئا في المنزل، وتسأله كم سيتطلب مني هذا الأمر؟ من المال والوقت؟ فيجيبك، لا بأس، ليكن خيرا! أين الجواب على سؤالك هنا؟ لا يوجد! ينتظر منك أن تملئ الفراغ بما يناسب، ثم تتجادلان بعدها على السعر، أو يتأخر في أداء مهتمه.
لا تستخدم هذا الأسلوب، ولا تقبل من الأشخاص الآخرين، بأن يستعملوه معك!
هذه الطريقة في الكلام، لا تسمح بإيصال رسالتك للمخاطب، أنت تجعله يتوهم أجوبة قد لا تناسبك أنت!
2ـ توقف عن اللف والدوران في الكلام
ليكن أسلوبك في الحوار واضحا ومباشرا.
نعم، صحيح، هل تعرف، والله أني، في ذلك اليوم، أختي، ابنة عمي، قبل 10 سنوات… إن لم يتم سؤالك عن ابنة عمك، لماذا تدخلينها في الموضوع؟!
الكلمات الزائدة تفسد الحوار، بدل أن توصل رسالتك في دقيقة، تحتاج 10 دقائق، تلف وتدور على أخبار كل عائلتك وجيرانك، ثم تجيب؟
لماذا هذا؟ كن واضحا، الشخص الكاريزماتي محدد في إجابته، تريد أن تطيل في الكلام؟ اختر الموضع المناسب، حين تتحدث عن تجربة شخصية ما، أو خبراتك في العمل… وليس حين يُطرح عليك سؤال، إجابته هي نعم أو لا!
3ـ توقف عن الأدب المزيف
لا تقم به، ولا تقبله! هذه قاعدة عامة. (صحيح، قد نضطر للمجاملة أحيانا، إن كانت هناك مصلحة متبادلة)
على سبيل المثال، كل صباح يأتي حارس العمارة التي تقطن فيها، ويلقي عليك التحية، السلام عليكم سيدي، السلام عليكم لالة! ما الذي يريده من هذه التحية كل يوم؟!
ينتظر منك إكرامية يومية، وهذا خاطئ! أو يفتح لك باب العمارة، ثم يقول لك، السلام عليكم، كيف حالك؟ هل أنت طلبت منه فتح الباب؟!
لقد أشرت لأسلوب السعاية المستخدم في مجتمعنا، وكيف عليك التصرف لحماية نفسك من المستغلين، لأن أسلوبهم الأساسي هو الأدب المزيف.
يبدؤون بالسلام، والسؤال عن حالك، ثم ينتظرون منك ردة فعل معينة، وهي في الغالب أن تعطيهم المال!
استمع لقصتي الحقيقية هذه، لتفهم تأثير هذا الأسلوب.
أنت كذلك، لماذا تلقي التحية على كل شخص؟! المسألة ليست طبيقة أو تقليل من شخص ما، وإنما هي أسلوب حماية من الأشخاص السيئين، فتذكر هذا!
كما أنك، كلما كنت لطيفا أكثر من اللازم، كلما جعلت الآخرين يطمعون فيك، فلا تتعاطف، ولا تسقط في فخ العاطفة، وهنا أعيد وأكرر أن اكتساب مهارة التحكم في العواطف هي ضرورة لتعيش جيدا، وتحمي نفسيتك وأموالك من المستغلين، والنرجسيين.
فهل ستبدأ اليوم في التخلص من الأدب الزائف؟ وهل تعرف شخصا يستخدم هذا الأسلوب معك؟ أخبرني في التعليقات!
شكرا لك أستاد عبد العزيز
شكرا جزاك الله خيرا إستفذت منك كثيرا استمرررررر