كيف تتخلص من الشخصية الضعيفة؟ 3 خطوات طبقها الآن

أسوأ شيء قد تعاني منه هو اضطرارك للعيش بشخصية ليست لك.

أنت إنسان صارم وحازم، ولكن من حولك يتغاضون عن هذا، ويتجاوزون حدودهم معك، ويفرضون عليك أن أن تتصرف بسلوكيات عكس ما أنت عليه.

كيف يفرضون عليك هذا؟

بإلصاق بطاقة الشخص اللطيف والمحترم والطيب… عليك، أنت فلان الذي يلبي حاجة الآخرين، أنت فلانة التي تخدمين الجميع، أنت فلانة التي تعطي بلا حدود!

لماذا يفعلون هذا الأمر؟

لأنهم يبحثون عن مصلحة شخصية.

فأول ما عليك فعله لنزع هذه البطاقة، هي سؤال نفسك: ما هي المصلحة التي لدى فلان لإلصاق هذه البطاقة عليْ؟

كيف تتخلص من بطاقة الشخصية الضعيفة؟

لا بأس في أن تكون إنسانا لطيفا وطيبا، ولكن حين تخطئ في اختيار الأشخاص الذين يستحقون منك هذا اللطف وهذه الطيبة، فأنت هنا في خطر شديد.

لماذا؟

ستكون دوما عرضة للاستغلال، من طرف العائلة، من طرف الأصدقاء، ومن طرف زملاء العمل أيضا. الجميع يحبون الشخص اللطيف، إلا أن هذا لا يعني أنهم سيحترمونه، ونحن نسعى لاحترام الآخرين لنا لنرفع قيمتنا الاجتماعية وسطهم.

وهذا لن يتم، ما لم تعدِّل من طريقة تعاملك.

إن كنت تجد أنك تعاني من اللطف الزائد، أو العطاء غير المتوازن، فعليك بـ:

1ـ اكتشاف مصلحة الأشخاص حولك

ما الذي يريدونه منك؟

وراء كل صفة يتم ربطها بك، مصلحة معينة عليك أن تكتشفها بالملاحظة والمراقبة.

الطلبات المحرجة، هي علامة قوية أيضا، يجب أن تحذر منها، هناك أشخاص يتفنون في الأخذ، يتركك لآخر لحظة ثم يطلب منك شيئا مفاجئا، ولأنك تحمل بطاقة الشخص اللطيف، فبالتأكيد لن ترفض طلبه.

ماذا لو كنت تقبل بجميع طلبات من حولك؟ ستستنزف طاقتك المادية والمعنوية ولن يتبقى لديك شيء لنفسك.

2ـ مراقبة سلوكيات الأشخاص حولك

هل يكررون عليك جمل مثل: “أنا من يعرفك جيدا”، “لا ترفض لي هذا الطلب”؟

من علامات الشخصية النرجسية هي تأكيده لك على أنه يعرفك أكثر من نفسه، واستعماله لهذه الجملة دليل على رغبته في السيطرة عليك، فانتبه جيدا؛ لا أحد يعرفك أكثر من نفسك!

3ـ تحديد صفات الأشخاص من حولك

ما هي البطاقة التي ألصقتها أنت على الآخرين؟

إن كان مثلا ابن عمك يصفك دوما بالشخص اللطيف لكي يستغل إمكانياتك المادية، أو كانت جارتك تصفك بالإنسانة المعطائة لكي تطبخي لها في مناسباتها مجانا… فما هي الصفات التي تصف بها أنت ابن عمك؟ أو تصفين أنت بها جارتك؟ هل هم أيضا أشخاص لطفاء ومعطائين؟ أم استغلاليين وسلطويين؟

حين لا تتطابق الصفات فهذا يعني أنك تعاني في علاقاتك، هذا ليس صديقا جيدا، وهذه ليست صديقة جيدة! هم يريدون إلصاق بطاقات على ظهرك تفيد مصالحهم الخاصة، في حين أنت تريد أن تنزعها لتعيش شخصيتك الحقيقية.

كيف تسترجع شخصيتك الحقيقية؟

لأننا لا نعيش في غابة، ووجودنا ضمن مجتمع إنساني يفرض علينا الدخول في علاقات مختلفة، والتعامل مع الناس يوميا، فلا مجال لديك للعيش تحت عذر الشخصية الضعيفة ، والحل هو:

1ـ رسم الحدود

دورك اليوم هو أن تضع حدودا لنفسك، لن تقطع علاقاتك أو تهرب منها، ولكن ستضع حدودا لكل علاقة.

أسهل طريقة لتنفيذ هذا الأمر هو مشاركة ما يزعجك مع الآخرين، قد لا تفضل أن تجيب على الاتصالات الهاتفية بعد العاشرة مساء، أخبر أصدقائك بهذا!

إن كانت لديك صديقة تتصل عليك يوميا على بعد العاشرة مساء، أخبريها مباشرة أن هذا الأمر يزعجك، أو إن كانت تطلب استعارة ملابسك، فارفضي هذا الشيء باحترام، أنا لا أحب أن أعير ملابسي لأحد… حين تعبر عما يزعجك فأنت لا تقلل من احترام الآخرين، على العكس تماما، هذا يرفع من قيمتك، لأن الحدود توضح بالتفصيل.

وتذكر أن الشخص المتاح دائما، والمعطاء دائما، ليس بالضرورة أن يكون الشخص المفضل والمحبوب.

2ـ عبٍّر عن الاختلاف

الاختلاف ميزة إيجابية في العلاقات، وإن كنت تبحث عن طريقة لجعل الآخرين يهربون منك، فهي أن توافق على كل شيء يصدر منهم.

لابأس في أن تختلف وجهات نظرك وسلوكياتك الخاصة ما دمت لا تؤذي الآخرين باختلافك. ولكي تنجح في هذه الخطوة بسهولة عليك أن تكون ذكيا عاطفيا.

لأن الإنسان الذي يفهم مشاعره ويتحكم فيها قادر على توضيح اختلافه دون الدخول في نزاع شخصي مع الطرف الآخر!