كيف تدافع عن نفسك ضد الهجوم اللفظي دون أن تفقد صبرك؟

الهجوم اللفظي

قبولك بـ الهجوم اللفظي يعني سماحك بالتعرض للسيطرة والاستغلال!

أفراد أسرتك، شريكك في الحياة، زملاء العمل، أصدقائك، جيرانك، أشخاص غرباء… نحن نعيش وسط مجتمع يحتوي على أصناف مختلفة من البشر! أنت لا تستطيع التحكم في شخصياتهم، ولكنك تستطيع التحكم في تعاملهم معك.

وهذا ما سنقوم به اليوم!

من هذه اللحظة أنت لن تهرب من المواجهة، بل ستكون مستعدا لها.

انتبه، أنا لا أقوم بإعدادك للشجار، لهذا أولا، عليك بالإجابة على هذا السؤال: هل يُقال لك أحيانا كلام معين… فتتساءل هل هذه شتيمة؟ أو نقد بنَّاء؟ أو مزاح بريء؟

تسمع جملة معينة صباحا، وتظل تدور في ذهنك إلى المساء، لأنك لا تعرف كيف تصنفها:

  • شتيمة
  • نقد بناء
  • مزاح بريء

إذا كان جوابك نعم، فهذه المقالة تخصك دون غيرك!

كيف تُفرِّق بين شخص يهتم بمصلحتك وشخص يهاجمك لفظيا؟

للأسف، يتعرض 95% من الناس لـ الهجوم اللفظي، لأنهم يفشلون في مواجهته بطريقة سليمة. هذه النسبة من الناس، تنقسم لقسمين:

1ـ فئة حين تسمع كلاما سلبيا (في الأصل هو انتقاد غير بنَّاء)، تتأثر، تتلخبط مشاعرها، تحس بعدم الارتياح… وهنا يصبح الطرف الآخر هو المسيطر!

2ـ فئة حين تسمع كلاما سلبيا (في الأصل هو انتقاد غير بنَّاء)، لا تتأثر في البداية، ولكن الطرف الآخر يضع كلامه في إطار الانتقاد البناء أو المزاح، فيجعلهم يبدون معقدين وبالهم ضيق، لماذا؟ لأنهم لم يقبلوا الانتقاد أو المزاح!

لهذا، الحل ليس في عدم التأثر فقط، وإنما بأن تجيب بطريقة محددة سنطلع عليها في الفقرة التالية.

الهجوم اللفظي

لكن الآن، كيف تفرق بين شخص ينتقدك انتقادا بناءََ؟ وشخص يمارس عليك الهجوم اللفظي؟

الأمر سهل، حين تسمع كلاما لا يعجبك، إسأل نفسك: هل أنا على توافق مع هذا الشخص؟ هل أنا استلطف هذا الشخص؟ أو بيني وبينه علاقة جيدة وسليمة؟

إذا كان جوابك لا، فكلامه هجوم لفظي متجه للسيطرة عليك أو تقليل قيمتك الاجتماعية لاسيما إن كنتم بين مجموعة من الأشخاص.

السر الذي سيساعدك في معرفة إن كنت على توافق مع الطرف الآخر حتى إن كنت تراه لأول مرة، هو حدسك الأولي! نعم، إن كانت طاقتك الشخصية محمية فسوف تستطيع استيعاب حدسك واستخدامه لصالحك في علاقاتك!

نفرض الآن، أنك تتعرض باستمرار للتهجم اللفظي، وللتدخل في شؤونك الخاصة، كيف تتصرف؟

تصرفات خاطئة تجعلك عرضة لـ الهجوم اللفظي

لنتفق من البداية أنا وأنت، أن تأثير الهجوم اللفظي يكون في الخمسة عشرة ثانية الأولى! يعني أنت لا تتأثر بالكلام بعد عودتك للمنزل! لا، في نفس اللحظة، ستبدو ملامح وجهك مختلفة، ومشاعرك ستتلخبط، وقد تشعر بضيق في صدرك!

لهذا، السر بأكمله يكون في أن تظل صامدا خلال الخمسة عشرة ثانية الأولى، وتتجنب هذه التصرفات!

1ـ التبرير

تحدثتُ مرارا وتكرارا عن سلوك التبرير، وكيف يقلل من قيمتك الاجتماعية ويجعلك تبدو أضعف!

نفرض، أن هذا الشخص المتهجم قال لك: لماذا أنت إلى الآن لم تحصل على عمل أو وظيفة جيدة؟ لايكن جوابك: صحيح، صحيح، لم أحصل على وظيفة لأني كنت أعاني من مشاكل شخصية، وتعرف لكي تتوظف تحتاج لواسطة…

لا، هذا تصرف خاطئ يجعلك توافق على هجومه وتدافع عنه في ذات الوقت!

الهجوم اللفظي

2ـ التجاهل

لا أعرف كيف تقبل بهذا ولكن أسوأ ما يمكن أن تقوم به حين تتعرض للهجوم اللفظي هو أن تتجاهل أنك بالأساس تعرضت له!

هذا التصرف يعطي فرصة للطرف الآخر بأن يكرر الهجوم عليك، بل وأن يتطاول عليك بسلوكيات مشينة أخرى! ما دمت لم تدافع عن نفسك في المرة الأولى، فأنت مباح للتعرض للإهانة في المرة الثانية، والثالثة، والرابعة…

أعلم أن هذا الكلام صعب أو قد يبدو قاسِِ عليك، مع ذلك تذكر أنه لا يمكنك تجنب الخلافات طوال حياتك باتباع الحلول المتحضرة، لهذا تعلمك لبعض التقنيات الخاصة أمر لا مفر منه!

ما هو العيب في الحلول المتحضرة؟

لا تفيد في جميع المواقف!

السبب في تعلقك بها هو الصورة الاجتماعية التي رسمها المجتمع لك. إنسان طيب، محترم، يهتم بمسائله، لا يتطاول على الآخرين، لا يدخل في جدالات… نعم! كن إنسانا طيبا ولطيفا، لكن مع الطيبين واللطفاء، أما عكسهم فعليك أن تظهر الذكاء العاطفي والاجتماعي لأنهما الحل الأمثل!

كيف تدافع عن نفسك ضد الهجوم اللفظي؟

بعدما استوعبت أنه لا فائدة من التبرير والتجاهل. عليك الآن بالتطبيق. هذه التقنيات التي سأشاركها معك، سهلة وتستطيع استخدامها من اليوم!

الهجوم اللفظي

1ـ لا ترفض الانتقاد اُرفض مصدره

مثلا، إذا أخبرتك صديقتك (المفترض ألا يكون لديك صديقات من هذا النوع)، أن وزنك زائد، ولم يعد جسمك جميلا… لا ترفضي انتقادها وتبدئين بالتبرير. لا، قولي: أنا لا أقبل أن تنتقدني أنت بالأساس!

جوابك هذا يدل على أنك تقبلين سماع الانتقاد البناء، ولكنك ترفضين أن يأتي من هذا الشخص تحديدا!

استعمالك لهذه التقنية، سيغلق باب الهجوم اللفظي في وجه هذا الشخص!

2ـ استخدم تقنية المرآة

المقصد بهذه التقنية، هي رد الهجوم لصاحبه! يعني أنت لا ترفض الانتقاد، بل تقبله بطريقة ساخرة!

  • نعم، أنا وزني زائد، وجسدي لم يعد جميلا… في ماذا يزعجك هذا؟
  • نعم، أنا لم أتزوج حتى الآن، وجميع صديقاتي تزوجن، في ماذا يزعجك هذا؟
  • نعم، إلى الآن لم أتوظف ولا أملك مشروعا خاصا، في ماذا يزعجك هذا؟

استمع لقصة واقعية عن استخدام تقنية المرآة!

استخدامك للسؤال الأخير “في ماذا يزعجك هذا؟”، سيجعل الطرف الآخر يتلخبط مشاعريا، ولن يعرف كيف يجيبك!

إن بناء علاقات اجتماعية ناجحة والحفاظ على قيمتك الشخصية يتطلب أن تتعلم وسائل الدفاع عن نفسك دون الحاجة للعنف! لن تبرر، لن تتجاهل، بل ستواجه بكل أريحية وستضمن احترامك لذاتك!

شاركني في التعليقات، ما هي أسهل وسيلة لديك للدفاع عن نفسك؟

الهجوم اللفظي

تعليقان اثنان على “كيف تدافع عن نفسك ضد الهجوم اللفظي دون أن تفقد صبرك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *