الكثير من الأشخاص يعانون من قلة الاحترام بين العائلة أو الأصدقاء ولا يعرفون لماذا! والغريب أن مواقف قلة الاحترام هذه تتكرر عليهم، لكن للأسف إلى الآن لم يكتشفوا السبب.
إذا كنت واحدا من هؤلاء فأنا أدعوك لقراءة هذا المقال لكي تعرف بالضبط ما هي الأخطاء أو الممارسات التي تقوم بها وتسقطك في فخ فقدان القيمة الاجتماعية.
كيف تبدأ قلة الاحترام بين العائلة أو الأصدقاء؟
بداية إذا كنت تتساءل ما هي مواقف قلة الاحترام هذه؟ أو لا زلت تشك هل أنت فعلا تتعرض لها أم لا؟ دعني أخبرك أن قلة الاحترام قد تتجلى في أن يطرح عليك أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك بعض الأسئلة الشخصية أو المحرجة أمام الناس وبالتالي أنت تحس بالاضطراب. على سبيل المثال، أن يسألك: ألم تجد عملا بعد؟ ألم تنجبي أطفالا بعد؟ لماذا طفلك لا يحصل على معدلات جيدة في المدرسة؟ …
أسئلة كثيرة غايتها الوحيدة وضعك في موقف محرج، المشكل الذي يحدث هنا هو كيفية تصرفك في مثل مواقف قلة الاحترام هذه مع العائلة أو صديقك أو صديقتك! التصرف الخاطئ الذي تقوم به هو الصمت وبدل مجهود نفسي لتقبل ذلك الاحراج!
في نظرك، أنت تعتقد أن صمتك أو تقبلك لذلك التصرف المحرج سيجعل الوضع يمر بدون أضرار، ومع ذلك، الضرر يحدث لك.
إن لم تكن على دراية، فدعني أخبرك أن أغلب الأمراض النفسية نتيجتها هي تقبلك لأشياء أنت ترفضها. سواء كانت هذه الأشياء نابعة من شخص أكبر منك سلطة ـ مثلا مديرك في العمل يأمرك بشيء خارج نطاق العمل وأنت مجبر عليه ـ أو هي نابعة من أشخاص مثلك مثلهم لكنك أجبرت نفسك على قبول تصرفاتهم.
ما هي مراحل قلة الاحترام بين العائلة أو الأصدقاء؟
المرحلة الأولى:
صحيح أن قلة الاحترام هذه لم تأت بشكل مباشر وباغت، بل كان خلفها مجموعة من الاختبارات. ما معنى هذا؟ معناه أن الشخص قبل أن يصدر منه أي سلوك سيء تجاهك فقد جربك وامتحنك وأصبح على يقين أنك إنسان سهل ولا تشكل أي تهديد بالنسبة له.
لماذا؟ كما أشرنا من قبل، لأنك تصمت وتقبل وقاحة الشخص!
إذن، المرحلة الأولى في قلة الاحترام هي اختبارك وحين يتأكد منك يمر للمرحلة الثانية.
المرحلة الثانية:
بعد التأكد من ردة فعلك ومعرفة أنك شخص يسهل احراجه، يمر الطرف الآخر للمرحلة الثانية وهي وضع الملصق!
ما معنى وضع الملصق؟
تصبح لديك قائمة عريضة من المسميات ملصقة عليك، ذلك الإنسان فاشل، ذلك الإنسان لا يعمل، ذلك الإنسان أهبل بدون عقل…
للأسف، هذه الملصقات تصبح عقدة لدى الشخص مهما كَبُر في العمر طالما لم يتعالج منهم. لذلك، ما دمت أنت تصمت عن الرد وتقبل ما يتم توجيهه إليك من أسئلة محرجة أو من تصرفات سيئة وزيادة على الصمت، أنت تضغط على نفسك لكي تتقبل كل هذا رغم إحساسك بأنه سلوك خاطئ!
لماذا لم تتزوجي إلى الآن؟ أنت تحتاجين لرجل في حياتك؟ لماذا لم تنجب حتى الآن وأنت متزوج منذ أربع سنوات؟ … الخطير في الأمر، أن هذه الأسئلة يطرحها عليك الشخص الآخر أمام الآخرين، ونفرض أنه من بينهم شخص كان فعلا يحترمك، ما النتيجة؟
سيتوقف هو أيضا عن احترامك!
نحن بطبيعتنا نحترم الأشخاص الأقوياء القادرين على الدفاع عن أنفسهم!
ثلاث مواقف تتعرض فيها لـ قلة الاحترام بين العائلة أو الأصدقاء
الموقف الأول:
يحدث موقف قلة الاحترام الأول وسط مجموعة من الناس، بمعنى أنك تكون جالسا مع مجموعة من الأشخاص وفجأة واحد منهم يعطي لنفسه الحق في التدخل في حياتك الشخصية.
ما العمل هنا؟ ستكبر الموضوع وبالتالي سيصغر، كيف؟ بطريقة مؤدبة، تترك الآخر لينهي كلامه، تنظر في عينيه لبضع ثواني ثم تقول: الآن، يمكن لي الحديث صحيح؟ الكلام الذي قلته لم يعجبني! وفقط هذه المرة سأسامحك لأنك فرد من العائلة أو لأنك صديق مقرب، المرة القادمة التي تكرر فيها هذا التصرف سترى الوجه الآخر مني!
بطريقة لبقة، ستوجه كلامك بشكل مباشر وبدون خوف أو تردد.
هو بدوره سيحس بالضغط لأنك قمت بتصغير قيمته الاجتماعية أمام الآخرين، وبالتالي سيلجأ إلى محاولة قلب الموقف بالضحك! اووه أنت فهمت الأمر بطريقة خاطئة فقط أمزح معك…
هنا، يجب ألا تتقبل ردة فعله، بل تعيد تكرار نفس الجملة على أساس أنك غير متقبل لتصرفه.
الموقف الثاني:
يتجلى الموقف الثاني من قلة الاحترام بين العائلة أو حتى أصدقائك في طرح الأسئلة الشخصية. هنا أنت ستقوم باختبار بسيط لتعرف مدى سوء هذا السؤال. إذا طرحت أنت بدورك هذا السؤال الشخصي على الطرف الآخر هل سيغضب أم لا؟
ما الذي ستقوم به في مثل هذه الحالات؟ ستقوم بمواجهته بنفس التصرف! يعني هو يطرح سؤال شخصي أنت ستطرح عليه أيضا سؤالا شخصيا ويكون قويا!!
حين تشعر به أنه أصبح غاضبا أو قلقا من سؤالك، ستقول هذه الجملة: هل رأيت كيف غضبت؟ من هو الشخص السيء هنا إذن؟ أنت الشخص غير الجيد! لماذا أنا تطرح علي هذه الأسئلة؟!
على سبيل المثال، لماذا زوجك لا يحضر معك المناسبات؟ لماذا تأتين دائما لوحدك؟ ربما الغاية من هذه الأسئلة هي إحراجك أو أن زوجك يرافق سيدة أخرى لذلك لا يأتي معك!
هنا، أنت أيضا تطرحين سؤالا شخصيا، ولماذا زوجك أنت دائما صامت؟ لماذا لا يرفع رأسه؟ ربما زوجك ليس رجلا بمعنى الكلمة أو أكل شيئا ما…
كل شخص سيفهم الأسئلة الموجهة له حسب نواياه وحسب ما يوجد في عقله!
إذن، هذه الشخصيات السامة من الأفضل مواجهتها باستخدام تقنية ‘الباندا‘ العارضة التي تحدثنا عنها من قبل، سؤال شخصي يقابله سؤال شخصي أقوى منه.
الموقف الثالث:
هذا النوع من المواقف تسمى المواقف غير العادلة. مثلا، صديقك أو صديقتك دائما تتأخر عليك في الموعد، أو فقط هو من يختار مكان اللقاء، أو حتى على مستوى العائلة تجدك دائما تقوم بدعوة شخص ما لمناسباتك أو للأكل والشرب في منزلك أو ربما أيضا لتمضية العطلة معك.
لكن، في المقابل أنت لا تتم دعوتك! يقيم مناسباته السعيدة دون أن يوجه لك حتى الدعوة.
ما الحل مع هذه الفئة؟ الحل المباشر هو قطع العلاقة أو أن يعتذر بشكل عملي. بمعنى ألا تكتفي بالاعتذار الهاتفي أو بجملة شفهية فقط، بل أن يقوم بعمل ما يبرهن به أنه يريد إصلاح خطأه.
ربما يقوم بدعوتك لمناسبة ما أو يتصرف بسلوك آخر يكون ملموسا وماديا. لأنه في النهاية أغلب مواقف قلة الاحترام بين العائلة أو الأصدقاء تكون نابعة من الماديات.
حين تمتلك المال يحترمونك وحين لا تملكه يقومون بإحراجك، وبالتالي تضطر لكي تبرر أو تبرز أنك تملك سيارة أو منزل…
الحقيقة أنك غير مضطر لكل هذا، من يريدك لن يضطر لتبرر له قدرتك المادية! فقط توقف عن قبول المواقف التي تتعرض فيها للإحراج وتصرف على طبيعتك، كل هذا سيجعلك تبني علاقات ناجحة
ما قلته في هذا المقال ينطبق علي وعندما أريد أن أرد على هذا الشخص الذي أحرجني أمام الناس أو في العائلة أجد صعوبة في الرد وخروج الكلام.
أريد مغرجا في هذه المشكلة ولم أستطيع.
وشكرا
انا لدي نفس مشكلتك و الحل الدي يعمل معي هو ان تقوم ببحث قبلي لمجموعة من الردود وتقوم بحفضها من اجل ان تغني رصيدك من الردود القابلة للاستعمال في مثل هذه المواقف
درس ممتاز
شكرا على كل المجهودات التى تقوم بها استاذ عزيز لك كل التقدير والاحترام